كابول: حذرت حركة طالبان الأربعاء من أنها مستعدة للقتال بعدما تلقت القوات الأفغانية أمرا باستئناف الضربات ردا على سلسلة هجمات دامية أظهرت مدى هشاشة عملية السلام في البلاد.
واستهدف هجوم مروع في وضح النهار الثلاثاء مستشفى توليد في كابول ما أسفر عن مقتل 24 شخصا في حصيلة جديدة أعلنها مسؤول الأربعاء، تبعه تفجير انتحاري في جنازة في شرق البلاد أدى إلى مقتل 24 شخصا من المشيعين.
وحمل الرئيس الأفغاني أشرف غني حركة طالبان وتنظيم “الدولة” مسؤولية هذين الهجومين وأمر القوات الأفغانية بالعودة إلى “الوضعية الهجومية واستئناف عملياتها ضد العدو”.
وأعلن تنظيم “الدولة” مسؤوليته عن التفجير خلال الجنازة، لكن بدون تبني الهجوم على المستشفى.
ونفت طالبان أي ضلوع لها في هجمات الثلاثاء، وحذرت من أنها “مستعدة بالكامل” لصد أي ضربات من القوات الأفغانية. وقالت في بيان فجر الأربعاء: “من الآن وصاعدا، تقع مسؤولية تصعيد أعمال العنف بشكل إضافي وتداعياته على عاتق إدارة كابول”.
ويثير هذا التصعيد من طرف الجانبين تساؤلات حول مصير عملية السلام الهشة في وقت تواجه أفغانستان أزمة صحة عامة.
وردت السلطات على تحذير طالبان بالقول إن هذه المجموعة لطالما دأبت “على العنف والحرب”.
وقال المتحدث باسم الرئيس الأفغاني صديق صديقي لصحافيين الأربعاء: “لا يمكن لطالبان أن تنفي ضلوعها بالعنف بهذه البساطة، بما يشمل الأعمال الأخيرة”.
وأعلن نائب وزير الصحة الأفغاني وحيد مجروح الأربعاء أن 24 شخصا على الأقل قتلوا في الهجوم على المستشفى وأصيب 16 آخرون بجروح.
وكانت الحصيلة السابقة التي أعلنتها السلطات تشير إلى مقتل 14 شخصا.
واقتحم مسلحون مستشفى بارشي الوطني في كابول، وقُتلوا في عملية نفذتها القوات المسلحة الأفغانية وأخرجت خلالها الأطفال من موقع الهجوم.
وقالت وزارة الداخلية إن 3 مسلحين حاصروا المستشفى لساعات الثلاثاء قبل أن تقتلهم قوات الأمن. وشوهد عناصر أمن مدججون بالسلاح وهم يحملون “مواليد جددا”، بعيدا عن المكان، وقد لُفَّ واحد منهم على الأقل بغطاء عليه بقع دماء.
واتهم غني في خطاب بُثّ عبر التلفزيون الثلاثاء طالبان وتنظيم “الدولة” بشن هجمات إرهابية على مستشفى في كابول وجنازة في ننغرهار وكذلك هجمات أخرى في البلاد، قبل أن يأمر قواته بالعودة إلى الوضعية الهجومية.
ويأتي هذا التغيير في موقف القوات الأفغانية بعد أشهر من التزامها بالرد الدفاعي فقط على أي هجمات لطالبان.
وكان هدف تلك الخطوة إظهار حسن نية قبل بدء محادثات سلام محتملة، لكن حركة طالبان لم تبادر بالمثل وقامت بدلا من ذلك بشن سلسلة هجمات بدأت مع توقيع المتمردين اتفاقا مع الولايات المتحدة في شباط/فبراير الماضي.
وامتنعت طالبان عن شن هجمات كبيرة في كابول ومدن أخرى منذ توقيع الاتفاق. لكنها نفذت هجمات منتظمة ضد القوات الأفغانية في ولايات عدة.
وأعلنت وكالة الاستخبارات الأفغانية الأربعاء أنه منذ توقيع الاتفاق بين واشنطن وطالبان، نفذ المتمردون “3712 هجوما إرهابيا” في البلاد.
وأضافت الإدارة الوطنية للأمن أن هذه الهجمات أسفرت عن مقتل 500 مدني تقريبا.
وحملت حركة طالبان تنظيم “الدولة” وعناصر من وحدات استخبارات الحكومة مسؤولية الهجمات الأخيرة.
ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة أعمال العنف الأخيرة.
وقال المتحدث باسمه في بيان إن الأمين العام “يكرر التأكيد أن الهجمات ضد مدنيين غير مقبولة وأن المستشفيات والمنشآت الطبية والموظفين لديهم حماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني”.
وحض كبار المسؤولين الأمريكيين بينهم وزير الخارجية مايك بومبيو الذي أخذ علما بنفي طالبان مسؤوليتها عن هجمات الثلاثاء، الحكومة الأفغانية والمجموعة المتمردة على ضمان نجاح عملية السلام.
وقال بومبيو في بيان: “على حركة طالبان والحكومة الأفغانية إحالة المنفذين إلى العدالة”.
وحث المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد الطرفين على العمل في اتجاه تحقيق السلام. وكتب على تويتر: “الفشل في القيام بذلك سيترك أفغانستان عرضة للإرهاب وعدم الاستقرار الدائم والصعوبات الاقتصادية”.
وينص الاتفاق مع واشنطن على انسحاب كل القوات الأمريكية والأجنبية من أفغانستان خلال السنة المقبلة.
(وكالات)