تحدثت في المقال السابق عن اليابان كنموذج أخلاقي مميز يؤكد عدم ارتباط الأخلاق مباشرة بالدين، حيث تعد اليابان أحد أقل المجتمعات دعماً لمظاهر التدين في الحيز العام في الزمن الحديث، وأكثرها انضباطاً أخلاقياً لحد وصفها بكوكب آخر منفصل عن هذه الكرة الأرضية وجنسها البشري. بلا شك، هناك تأثير عميق للأديان القديمة على الأيديولوجية اليابانية الحديثة، إلا أن المثير للانتباه هو أن هذه الأديان القديمة في معظمها كانت أدياناً فلسفية دنيوية تتعامل مع مفاهيم الحياة الدنيا ولا تتطرق كثيراً لا للطريق إلى ولا للمصير الذي سيكون بعد الموت.
بعض المفكرين المعاصرين لا يكتفون بالقول بعدم وجود ارتباط مباشر بين استتباب الأخلاق في مجتمع ما وتديّنه، بل يوعزون إلى أن التدين، في أحيان وارتباطاً بحالات معينة، يمكن له أن يضعف المنظومة الأخلاقية ويبتعد بالمجتمع عموماً عن ممارساتها. يرى هؤلاء المفكرون أولاً أن وجود نظام ديني به مخارج تسهيلية أو تبريرية يضعف المنظومة الأخلاقية، فعلى سبيل المثال نظام الاعتراف المسيحي يعمد إلى تقليل الشعور بالذنب والمسؤولية، مخلياً تاريخ الإنسان من «آثامه» ومبيضاً صفحته، لينطلق مع أخطائه من جديد وليعود بها مرة أخرى إلى الكنيسة معترفاً ومخلياً طرفه منها ومن تبعاتها. في الإسلام، تقدم فكرة ولادة الإنسان من جديد بعد الحج نفس الشعور بإخلاء الطرف، إلا أن المنظومة الإسلامية أكثر تعقيداً وتشدداً في تحميل الإنسان مسؤولية أعماله، في اقتراب أكبر من الأيديولوجية اليهودية عنها من المسيحية. العامل الإسلامي الأكثر تأثيراً في موضوع التبرير والتسهيل قد يتمثل في منظومة الفتاوى التي نجدها تُفَصّل أحياناً تفصيلاً دقيقاً للتواؤم والحاجات التبريرية لدى البعض، خصوصاً فيما يخص الرغبات والنزوات الرجالية. كنت قد أثرت في مقال سابق كذلك مثال فتاوى السماح بالاستيلاء على أموال «الكفار» لمن يحيا من المسلمين في الغرب، مما نشر الفكرة المجحفة وغير العادلة بانعدام أمانة وخطورة التعامل مع المسلمين الذين يحيون في أوروبا وأمريكا، فالقليل يسيء للكثير، وقطعة طماطم فاسدة واحدة كفيلة بتلويث سمعة بقية الطماطم ونشر رائحة الفساد إلى أبعد الحدود.
المنطلق الثاني لرأي المفكرين حول ارتباط التدين المجتمعي أحياناً بالبعد عن الالتزام الأخلاقي يكمن في الشعور العارم بالأمان الذي يحيط المتدين نفسه به (دون تعميم هنا أو في أي موقع آخر في المقال) حيث يتشكل هذا الشعور بالأمان من منطلقين، الأول يكمن في الثقة بالوصول للجنة مهما بلغت درجة الآثام والذنوب، فبعد تلقي العقوبة الجحيمية على هذه الآثام والذنوب وطالما توفر الإيمان بالله، سيكون مصير المؤمن الجنة ونعيمها. هذا الوعد يشكل وسادة يتكئ عليها المتدين قرير العين بوصوله للمثوبة ولو بعد حين مهما بلغت درجة الآثام، طالما أنه لم يشرك بالله. في المسيحية الرب يحبك ويحميك بذنوبك وآثامك، وفي الإسلام أنت للجنة ونعيمها طالما لم تشرك بالله أحداً. أما المنطلق الثاني فيتشكل في الشعور بالفوقية الذي يجتاح المؤمن وبالشعور الدائم بالثقة أنه طالما يتبع الأوامر الدينية ويستفيد من مخارجها الشرعية فليس عليه حرج. يتخذ المتدين من ممارساته التعبدية درعاً واقية ومصدراً للحماية، بل وللشعور بالفوقية: أنا أفضل لأنني على طريق الحق المطلق، وعليه أياً كانت ذنوبي سأجد الطريق للخلاص. هذه الأفضلية تقلل من التواضع النفسي والمعرفي وتدفع بالإنسان لثقة أعلى من المعدل الطبيعي المقبول مبررة له تعدياته وأخطاءه، ومطمئنة له أن لديه منظومة دينية له أن يتكئ عليها ويستخدم مبرراتها ويتطهر بتعبداتها، فلا خطأ لا يمكن تجاوزه ولا سقطة أخلاقية لا يمكن محوها إلا وتمحوه المنظومة الدينية، بل وتغلفه بغلاف فوقي يعليه عن بقية الناس درجة، مبررة أخطاءه، مهونة تأثيرها، ولربما يتجلى خير مثال على هذه النقطة في التاريخ الاستشكالي الأخلاقي للكنيسة الكاثوليكية وما برز خلال هذا التاريخ من معضلات أخلاقية عويصة.
طبعاً، وكما ذكرت سابقاً، لا يمكن التعميم مطلقاً في حالات الحكم على الأخلاق الإنسانية، إلا أن هناك صوراً تتحول إلى ظواهر تبيح هذه التحليلات التي تحمل شبهة التعميم. لم يرتبط الفساد في معظم الأحيان بالمجتمعات الغارقة في المحافظة والتدين؟ لماذا تتشدد المنظومة الأخلاقية في المجتمعات المحيدة للدين والمعتمدة في جل أمورها على منظومة أخلاقية دنيوية؟ لربما لغياب الشعور بالأمان، والأثر الأقوى على المجتمعات غير المعتمدة على منظومة دينية في تسيير حياتها الدنيوية، ما يجعلها في قلق دائم على مصيرها، ويربطها برباط موثق من الأخلاق والمبادئ التي بلا وجودها القوي، تعلم هذه المجتمعات، ستنهار هذه المنظومة وسيتهدد كل أفرادها. ليس لهذه المجتمعات وسائد شرعية يتكئون عليها ولا مصطبات دينية فوقية يصعدون بها علواً على الآخرين. ليس لهذه المجتمعات سوى قواعدهم الأخلاقية الدنيوية التي تحكم علاقاتهم وتنظمها، والتي بها وحدها يتطور مجتمعهم وتستقر أموره. القلق من المسؤولية والعمل الدائم والشعور بالتواضع النفسي بل والأخلاقي وحتى الديني، كلها من أهم ما يحكم النفس البشرية ويبقيها في موقعها المستحق.
ليس المقال بكل تأكيد دعوة للبعد عن المنظومة الدينية، فحتى أعتى المجتمعات علمانية لها قاعدة دينية واضحة، ولا هو لإثبات أي تناقض بين التدين والأخلاق، إنما يرمي هذا المقال للإشارة إلى أن استتباب الاثنين، التدين والأخلاق، يتطلب الاعتماد على المنظومة المدنية التي تحكمهما وتبقيهما متوازنين، تأكيداً على ضرورة تحييد الأول (الدين) في المجال العام ليتمكن الآخر (الأخلاق) من الازدهار دون مشاعر فوقية، وعودة للفكرة الأولى، دون خوف من عقوبة أو رغبة في مثوبة، بل من أجل المبدأ الخالص والخلق المستحق.
رغم أني لا أريد أن أدخل في جدال مع أخي العزيز ابن الوليد، أريد أن أعقب على بعض ما جاء في تعليقه وأنا أعرف المصادر التي استقى منها هذه الٱراء. أولا،القول إن اليهودية والمسيحية هي إسلام، ولأن أخي ابن الوليد ينطبق عليه القول إن ناقل الكفر ليس بكافر، أعتقد أن هذا كلام مضحك ولا يستحق حتى المناقشة ومع ذلك أقول إن كان اليهودي والمسيحي مسلمين، فلماذا قال الله تعالى( ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما) ؟ ثانيا، بخصوص ( لا إكراه في الدين) هذه الٱية لا تتحدث عن المسلمين ابتداء وإنما تتحدث عن عدم إكراه غير المسلمين على الدخول إلى الإسلام فإذا صاروا مسلمين وارتدوا عن الإسلام فالٱية التي تعنيهم هي ( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعماهم في الدنيا والٱخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) ولذلك، حارب أبو بكر وعمر المرتدين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. وشكرا أخي ابن الوليد على سعة صدرك.
“وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ”
.
(يتبع رجاءا 1)
و الآية ( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعماهم في الدنيا والٱخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) تقول بصريح العبارة ان جزاء المرتد هو حصريا لله تعالى، و الآية لا تجيز عقاب المرتد في الدنيا. و هكذا لا نجد تناقض بين قول الله التعالى و “لا اكراه في الدين”. بمعنى: حد الردة لا يجوز ، فالمسألة اختصاص رب العالمين حصريا.
.
يا اخي العزيز اشكرك على تعقيبك، فهو مثال حي لمنهج واحد و اوحد لتفسير القرآن. منهج من حاد عليه زاغ عن الجماعة، رغم ان الدين هو شخصي للفرد بل كل شيئ.
.
و ما انا اذا بكافر و لا بناقل كفر وكيف دهبت الى الكفر !!!!
.
انتهى شكرا 3
“وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ”
.
تتمة بعد تفكير:
بصراحة و بعد شئ من التفكير يا عبد المجيد لا ارى اي تناقض !!!! و التناقض الحاصل ربما هو ناتج عن ميكانيزمات تعلماناها و يصعب التخلي عنها.
.
الآية تقول ان ابراهيم لم يكن نصرانيا. نعم، آمين.
الآية تقول ان ابراهيم لم يكن يهوديا. نعم، آمين.
الآية تقول انه كان مسلما. نعم، آمين.
.
بمعنى ان ابراهيم كان مسلما رغم انه ليس نصرانيا و لا يهوديا رغم انهم مسلمين. يعني هناك انماط اخرى للاسلام، احداها كان عليها ابراهيم عليه السلام. و هكذا لا يوجد تناقض في القرآن. و هذا ليس على تناقض مع الآية “ان الدين عند الله الاسلام”. فالآية لا تحصر انماط الدين عند الله.
.
صدقني، اكاذ اجزم انه على علمائنا الكرام ان يكونوا على دراية معمقة بالمنطق. فالقرآن كله منطق.
ايها الناشر الجميل، هذه فقط بعجالة تكملة لتعليقي البرحة، “الله يعطيك الخير و الخمير” كما نقول في المغرب، و الخمير هنا ليس خمرا :)
.
اظن ان الله تعالى لم يعدد الأعمال الصالحة كلها في القرآن، بل أعطى قوانين لتحديدها. هناك أصلا اعمال صالحة مرتبطة جينيا بكل انسان، كأن نساعد الرضيع مثلا، هذا مصدره “استمرارية الحياة البشرية” اصلا، و لا داعي لذكرها. لكن هناك اعمال نفعلها بحرية القرار، و هذه توجد له خطوط عريضة لتحديدها في القرآن. مثلا، لا يجب قتل الناس تحت اي مسمى مثل ما تفعل امريكا ل “نشر السلام” في الدول. و النفس شيئ مقدس .. و كذلك تحت دريعة “نشر الاسلام” كما فعل العثمانيون. فامريكا تريد نشر السلام، و العثمانيون ارادوا نشر الإسلام. فرق الف و همزة فقط.
.
وبذلك نجد ان القرآن قد اجاب و يجيب على اي تساءل، لكن بشكل حدودي. اي هناك مجال للفهم و التشريع. وفقط، لا يجب تجاوز هذه الحدود (حدود الله). و للأسف، نجد الفقهاء عوض أن يشرعوا ضمن الحدود، نجدهم جلسوا فوقها. مثلا: عوض فهم ان قطع الأيدي هو أقصى ما قد يشرع، نجدهم أخدوا الحد بعينه.
لم تعجبك تعليقات الزملاء يا عزيزي سنتيك وتريد مني أن أكررها! الدكتورة تريد تحييد الدين في المجال العام لتتمكن الأخلاق من الإزدهار!! وهل أخلاق التعري والزنا والسُكر والمجون التي يرفضها الدين أخلاق؟ ولا حول ولا قوة الا بالله
أبدأ من حيث ما ختمت به الدكتورة الكريمة مقالها بأنها ليست بداعية للابتعاد عن المنظومة الدينية ولا هي تدعي بتناقض الدين مع الأخلاق وإنما هي مع المنظومة المدنية أي أن الدين كما شرحت هو مفسدة للأخلاق مع وضعها لكل الديانات في سلة واحدة،كلام شبيه بمعتزلة الفكر الإسلامي التي تدعو لإعلاء العقل على النقل جعلتهم يدخلون في فلسفات عقائدية أضرت بالإسلام.
الدكتورة ابتهال لا زالت مستطردة في كلامها عن كوكب اليابان وكأن هذا البلد ليس كمثل البشر من لحم ودم هذا البلد رغم هذا التقدم التكنولوجي الكبير إلا أنه لا يخلو من مشاكل كبيرة وخطيرة تهدد المجتمعالياباني منها على سبيل المثال معانات شريحة يابانية من الإنطواء والعزلة والعطالة وهو ما يسمى بمصطلح (سنيب) بسبب عطالتهم عن العمل حيث وصل تعدادهم سنة 2014 إلى 1.62 مليون شخص اليابان معروفة كذلك بمافيا خطيرة تعرف بالياكوزا.زيادة على عزوف اليابانيين من الإنجاب وتفضيلهم تربية القطط والكلاب إلى حد أن هناك محلات تكثر فيها ملابس هذه القطط والكلاب أكثر من ملابس الأطفال مما يؤدي إلى انخفاض عدد المواليد مما يعني تناقص عدد السكان وشيخوخة الهرم السكاني الياباني.تدعي الأستاذة أن الدين يقضي على المنظومة الأخلاقية
يتبع إذا تكرمتم ومعذرة على الإطالة.
ومع أن كل الديانات السماوية هي من مشكات واحدة كما أنزلت ولم يتبقى منها سوى دين واحد صحيح وهو الإسلام المعروف بمثله العليا الذي حرم الظلم على كافة البشر بمختلف مللهم وعقائدهم وإثنياتهم وسيحاسب كل مسلم قام بذلك بخلاف المسيحية أو اليهودية الحافلة نصوصهما بتحليل الإعتداء على من هم ليسوا على عقيدتهما وسلعة الله تبارك وتعالى غالية يا سيدتي الكريمة.
فهو رحيم يقبل التوبة من المؤمن المقرونة بشروط منها الإقلاع عن المعاصي.فلا يستقيم وأنت تصلي وتصوم رمضان وتحج البيت ولكن تأتي بالفواحش وتأكل أموال الناس بالباطل وتعاقر الخمر وتعق الوالدين بل أن هناك امرأة دخلت النار بسبب هرة سجنتها حتى ماتت بدون إطعامها وسقيها أو تركها تأكل من خشاش الأرض زد على كل ذلك أن الجنة رغم الأعمال الحسنة لا ندخلها إلا برحمة الله كما قال الرسول الأكرم في حديث نبوي شريف لأنه مهما أكثرنا من الحسنات فلن نستطيع أن نوفي بنعمة واحدة من نعم الله كضوء البصر. الناس يدخلون في دين الله أفواجا من اليابان وكل أقاصي الدنيا منهم علماء مفكرون فنانون وهذا يناقض كلامك يا سيدتي أن الإسلام يفسد الأخلاق بل يتممها “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” كما قيل عن الرسول محمد (ص).
الصلصة بدون طماطم تبقى ناقصة
ولا تكتمل طعمها ولونها الا بها
اللهم الا ازا تقصدت استعمال طماطم
فاسدة عن سابق اصرار وترصد !
انا كمسلم اتتبع بعناية واحاول ان
اكون منصفا وموضوعيا لكل ما يكتب ويقال
عن الاسلام والمسلمين سواء من كتاب
مفكرين ناقدين او محبين معجبين
او كارهين حاقدين وما اكثرهم في هذه
الايام !
وجهات نظر نعم على العين والراس
ما لم تكن وجهات طفر !
التصفيق لما يكتب ويقال من بعض القراء والمعلقين اسبوع تلو الاخر والموافقة دائما على
ما يطرح ويكتب لا ينبع من قناعة تامة بقدر ما
هو نكاية بالآخر وهذا واضح وجلي من بعض
المعلقين ومطاردتهم لمعلقين آخرين لمجرد الادلاء
برأي مختلف وعدم موافقة الكاتبة لما يطرح
وكأن ما يطرح هو الصحيح المطلق والاساس !
نعم اوافق بعض المعلقين للمعالم السفلية
للعالم الاسلامي واختلف معه في الاسباب
والمسببات ! الفوضى التي يغوص بها العالم الاسلامي ومسبباته ما يجدر على الكتاب والمفكرين
ومعهم المعلقين ان يبحثوه !!
عندما تشاء الصدف ويطالب الجميع الا المسلمين
بتحديد المسؤولية والنظر في النصوص الدينية
والآيات القرآنية انما يدل على الكثير الكثير !
تتمة بعد تفكير:
بصراحة و بعد شئ من التفكير يا عبد المجيد لا ارى اي تناقض !!!! و التناقض الحاصل ربما هو ناتج عن ميكانيزمات تعلماناها و يصعب التخلي عنها.
.
الآية تقول ان ابراهيم لم يكن نصرانيا. نعم، آمين.
الآية تقول ان ابراهيم لم يكن يهوديا. نعم، آمين.
الآية تقول انه كان مسلما. نعم، آمين.
.
بمعنى ان ابراهيم كان مسلما رغم انه ليس نصرانيا و لا يهوديا رغم انهم مسلمين. يعني هناك انماط اخرى للاسلام، احداها كان عليها ابراهيم عليه السلام. و هكذا لا يوجد تناقض في القرآن. و هذا ليس على تناقض مع الآية “ان الدين عند الله الاسلام”. فالآية لا تحصر انماط الدين عند الله.
.
صدقني، اكاذ اجزم انه على علمائنا الكرام ان يكونوا على دراية معمقة بالمنطق. فالقرآن كله منطق.
.
(يتبع رجاءا 2)
تقول:
بمعنى ان ابراهيم كان مسلما رغم انه ليس نصرانيا و لا يهوديا رغم انهم مسلمين؟؟!! اعتقد أن هذه الجملة بالتحديد تلخص آلاف من الأفكار التي لا معنى لها. مجرد كلام ينقض بعضه بعضا وحشو بلا مضمون للاسف!!!!!
يا عبد الله، لا تكن من من يقتنص خطءا في العبير ليضرب كل شيئ عرض الحائط.
كذلك الدي يركز على خطأ صغير في لوحة تشكيلية. هذه الطريقة فعلا تلخص كل شيئ … فعلا …
أولا، أغلب علماء المسلمين الأقدمين والمحدثين متضلعون في كل العلوم المتعلقة باختصاصهم ومنها علم المنطق ولكن حديثنا عن المنطق لا يجب أن ينسينا أنه بدون معرفة معمقة باللغة العربية وبلاغتها وبقية علومها وخاصة فقه اللغة، لايمكن أن نفهم القرٱن الكريم ولا السنة النبوية فهما دقيقا. وبمناسبة الحديث عن المنطق، لا أفهم كيف استدللنا- منطقيا- على أن الٱية التي تقول إن إبراهيم لم يكن نصرانيا ولا يهوديا ولكن كان مسلما، تدل- في نفس الوقت- على أن النصرانية واليهودية جزء من الإسلام! وأنا لا أعرف ما هي الأنماط الأخرى للإسلام التي تحدثت عنها وبالمناسبة، فإن صاحب فكرة أن النصراني واليهودي والبوذي والهندوسي والسيخي هم مسلمون هو نفسه لم يستطع أن يدافع عن هذه الفكرة المتهافتة ولا أظن أن أحدا ٱخر يستطيع أن يفعل ذلك.
انت تريد أن تفسر كل آية عل لوحدها. و طبعا ستجد متناقضات عديدة.
.
اولا ابدأ بأن الدين عند الله الاسلام التي تدل بمنطق لا غبار عليه أن اليهودية و المسيحية إسلام كذلك.
.
الآن، حاول أن تقرأ ألآية عن ابراهيم على ضوء هذه الآية، بحيث لا يمكن أن تناقض هذه الآية الآية الأولى.
و ستجد أن الآية الثانسة لا تقول أن النصرانية و اليهودية ليست اسلاما.
.
كل ما اعرف أن علماؤنا الكرام يقولون “من تمنطق تزندق” و ليس لهم باع في المنطق. عموما و ليس كلهم طبعا.
و من لا يعرف هو الدي يملأ الدنيا صباحا.
.
و التركيز على أن يفني الانسان عمره في دراسة علوم النحو لكي يفهم آية بسيطة تعني
أولا اعطاء المونوبول إلى زمرة من الناس يفعلون بما ما يريدون.
ثانيا أن الإسلام معقد كثيرا لا يفهمه إلى نخبة.
اخي عبد المجيد، لا أدري هل أوصلت الفكرة كما يجب عن إسلام ابراهيم. ربما اكتب بطريقة مركزة …. و انا افكر كيف اشرح بطريقة أخرى وجدت أشياء كثيرة فعلا و واضحة تماما، لك منها فكرتين.
.
1: لاحظ تسرع المفسرين فعلا، حيث ركزوا على كلمة “مسلما” و لم يعطوا أي اعتبار يذكر لكلمة “حنيفا” رغم أن الترتيب واضح.
الآية لم تقول “مسلما حنيفا” بل قالت “حنيفا مسلما”. و إن كان هناك اختلاف مع اليهودية و النصرانية فالاختلاف يهم كلمة حنيفا أولا و قبل كل شيئ.
.
2: الآية اعلاه ” … من أسلم وجهه لله … ” تبتدا ب “من احسن دينا” و ليس “الأحسن دينا” يعني أن هناك انماط مختلفة للدين الواحد “الاسلام”. هذه الانماط كلها لها مشترك و هو ” من أسلم وجهه لله و هو محسن”.
.
و الآية ” … من أسلم وجهه لله … ” هي أساس تعريف الاسلام. هي المنطلق او بداية البداية. و هي مشترك لكثير من الديانات طبعا. و هذه الرسابة وصلت الى كل المعمور حتى من لم يسمع بمحمد (ص) قط. و انت ترى كيف للتقيد بالمنطق في تفسير القرآن يجيبنا على كل شيئ بدون حكاية الناسخ و المنسوخ … حتى بشكل عرضي في تقاشنا هذا اجبنا على ماذا سيفعل الله بمن لم تصله رسالة محمد (ص). الجواب: لم تصله رسالة محمد، لكن وصلته رسالة الإسلام في نمط ما.
انا اسحب الفكرة الثانية، خانتني التعبير فيها.
يا سي عبد المجيد، هناك طريقة فعالة يستعملها علماءنا الكرام للاقصاء و تبتدأ أولا بتصنيف افكار مغايرة
ثم ربط هذه الافكار بشخص معين ادخلوه النار و وصفوه بكل النعوث المشينة … عوض مناقشته.
.
ما اكتب هنا على هذا المنبر هو من بنات افكاري في اغلبيته، ثم هناك كمية من الأفكار هي تناص مع بعض المفكرين،
ثم هناك أفكار قليلة هي فعلا حصريا لبعض المفكرين، و لا أكتب أسماءهم عنوة .. و قد شرحت هذا في عدة
تعليقات و ارجع الى الأرشيف .. لسبب مهم هو أنني احب أن يتعامل قارئ تعليقي مع الفكرة بدون تشويش
من بروباغاندا الفقهاء الكرام على المفكرين بعينهم … لانهم في معضهم كفرة و فاسقون عند فقهاء الكليروس.
.
و من فضلك أفصح عن أسماء المفكرين الدين تشير اليهم بغموض …