بيروت ـ ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: دمشق ـ وكالات: سيطرت قوات النظام السوري وحزب الله الاربعاء على مدينة القصير الاستراتيجية بعد اكثر من سنة من الحصار المفروض عليها ومعارك طاحنة منذ اكثر من اسبوعين، وتعهد الجيش بـ’سحق الارهابيين’ اينما كانوا في سورية، واكدت المعارضة في المقابل ان ‘الثورة مستمرة’ وان ‘النصر لاصحاب الحق’ وأقرت ‘بخسارتها’ وانسحابها ليلا من بلدة القصير ‘بعد مذبحة ارتكبها الجيش السوري ومقاتلو حزب الله اللبناني أسفرت عن مقتل المئات’.
جاء ذلك فيما احتفلت الضاحية الجنوبية معقل حزب الله امس بسقوط منطقة القصير بيد النظام السوري وحزب الله، واطلقت رشقات نارية ابتهاجاً ووزعت الحلوى على المارة، كما رفعت لافتات تقول إن ‘القصير سقطت’.
ولم تهدأ أبواق السيارات وهي تخترق شوارع الضاحية في وقت سارع الفتية من مناصري ‘حزب الله’ الى إقامة حواجز على مفترق الطرق وتوزيع الحلوى فرحاً بهذا ‘النصر المبين’ كما أسماه البعض، رافعين الأعلام الصفراء للحزب ورايات طبعت على عجل للإعلان عن سقوط القصير أمام الملأ. أما مواقع الفيسبوك فاحتفلت ايضاً بأسلوبها الخاص متداولة صور الامين العام لحزب الله السيد نصرالله والرئيس السوري بشار الأسد وعبارات التهنئة والتبريك، وتشارك مئات المناصرين لفريق 8 آذار صورة لنصرالله خُطّ عليها ‘كما وعدتنا بالنصر دائماً، صدقت ووفيت، القصير بين يديك، ورؤوسهم تحت نعليك’.
ومن جهته اكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية بالانابة جورج صبرا الاربعاء استمرار المعركة ضد النظام السوري ‘حتى تحرير كل البلاد’، مشيرا الى ان سورية تتعرض ‘لغزو اجنبي’ وان النظام ‘لم يعد قادرا على البقاء من دون سلاح اجنبي’.
كما توعّد رئيس أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم ادريس، بمحاربة ‘حزب الله’ داخل لبنان، ونفى أن يكون جيشه خسر الحرب بعد سيطرة الجيش السوري على مدينة القصير. وقال اللواء ادريس لهيئة الإذاعة البريطانية ‘بي بي سي’ إن ‘مقاتلي حزب الله يغزون سورية ولا تفعل الحكومة اللبنانية شيئاً لوقفهم’.
تزامناً، اطلقت مروحية سورية عدداً من الصواريخ على بلدة عرسال السنية وقد اصاب احدها حياً سكنياً، فيما لم ينفجر آخر، اضافة الى سقوط 3 صواريخ في كروم البلدة واقتصرت الاضرار على الماديات. وندّد رئيس الجمهورية ميشال سليمان بشدة بالقصف المروحي السوري على عرسال، داعياً الى احترام السيادة اللبنانية وعدم تعريض المناطق وسكانها للخطر.
واعلن الاعلام الرسمي السوري وتلفزيون ‘المنار’ التابع لحزب الله سقوط المدينة وانسحاب المسلحين منها منذ الصباح الباكر. واكد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون معارضون الخبر.
واجرت قناة ‘المنار’ مقابلة داخل مدينة القصير مع احد ضباط الجيش السوري قال فيها ‘نعلن مدينة القصير مدينة آمنة وندعو كافة الاهالي للعودة الى منازلهم’.
وقال ضابط آخر ان الجيش السوري لم ‘يتحرك لدخول القصير، الا بعد تأمين ممر آمن للمدنيين للخروج منه’، وتم الدخول بعد التأكد من عدم وجود مدنيين في المدينة.
واكد التلفزيون ان ‘مدينة القصير اصبحت خالية تماما من المسلحين بعد تقدم الجيش في احيائها الشمالية’، وان ‘المسلحين فروا بأعداد كبيرة منها’.
وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ذكرت ان ‘قواتنا المسلحة الباسلة اعادت الامن والاستقرار الى كامل مدينة القصير بريف حمص’.
واكد المرصد السوري ان ‘قوات نظامية ومقاتلين من حزب الله اللبناني يسيطرون حاليا على مدينة القصير’، مشيرا الى ان اقتحام المدينة تم ‘بعد غطاء كثيف من القصف على المدينة منذ ليل امس واستمر الى فجر (الاربعاء)’.
واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان مجموعات من المقاتلين انسحبت باتجاه بلدتي الضبعة والبويضة الشرقية شمال القصير، في حين انسحب بعض المقاتلين في اتجاه بلدة عرسال الحدودية في شرق لبنان، وهي ذات غالبية سنية متعاطفة عموما مع المعارضة السورية.
واكدت الهيئة العامة للثورة السورية، احدى ابرز المجموعات الناشطة ميدانيا، على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، سقوط المدينة.
وأضافت ‘انها جولة خسرناها، ولكن الحرب سجال، ونحمد الله أن هيأ لأبطالنا أن يؤمنوا خروج المدنيين والجرحى’. ودعت ‘العالم أجمع ومنظمات الاغاثة وحقوق الانسان’ الى تقديم العون.
وهنأت طهران، على لسان نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان ‘الجيش والشعب السوريين بالانتصار على الارهابيين التكفيريين في مدينة القصير’.
الى ذلك قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن الجامعة تدين مختلف أشكال التدخل الأجنبي في سورية خاصة من حزب الله اللبناني الذي دعمت قوات له القوات الحكومية السورية ضد مقاتلي المعارضة.
وقال العربي في مؤتمر صحافي عقب اجتماع لمجلس وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة ‘المفروض وقف كل التدخلات’.
واضاف ان الاجتماع وافق على بيان يدين كل اشكال التدخل الاجنبي.
من جانبه أكد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ان بلاده رفضت إدانة’حزب الله’ واتهامه بالاشتراك في الحرب الدائرة في سورية.
وقال منصور، في تصريحات في ختام اجتماعات المجلس الوزاري العربي الأربعاء، إن وجود حزب الله في مدينة القصير السورية بسبب حماية اللبنانيين في هذه القرية.
وأضاف ‘إذا كنا سنسمي حزب الله إرهابي فلتسمي كل الجهات بأسمائها الحقيقية’.
واعلنت موسكو بعد ظهر الاربعاء عدم توصل المشاركين في اجتماع جنيف التمهيدي الى اتفاق، بينما اعلن الموفد الدولي والعربي الى سورية الاخضر الابراهيمي الذي شارك في الاجتماع تحديد اجتماع تمهيدي جديد في 25 حزيران (يونيو).
من جهة اخرى قدر مسؤولون أمنيون إسرائيليون، أن حزب الله اللبناني، يحاول إقامة مواقع داخل الأراضي السورية في هضبة الجولان بهدف شن هجمات ضد إسرائيل بالمستقبل.
ونقلت صحيفة ‘يسرائيل هيوم’ (إسرائيل اليوم)، عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، قولهم إن التقديرات تشير إلى أن ‘حزب الله بدأ محاولات أولية، لكنها محددة وحقيقية، لإقامة مواقع في هضبة الجولان السورية (أي التي لا تحتلها إسرائيل)، وذلك انطلاقا من نية استراتيجية بشن هجمات ضد إسرائيل بالمنطقة في المستقبل’.
واضاف المسؤولون أنه ‘في هذه المرحلة، وفقاً للمعلومات المتوفرة، لم يبدأ حزب الله، بنشر قوات في هضبة الجولان السورية، لكن زعيمه حسن نصر الله ألمح إلى ذلك مؤخرا، كما ألمح إلى ذلك الرئيس السوري بشار الأسد’.
وتابعوا أن نية حزب الله إقامة مواقع كهذه ‘نابعة من إدراكه بأن الوضع في هضبة الجولان غير مستقر، وأنه إذا لم يدخل إليها وأقام فيها قاعدة عسكرية وعملانية فإن المتمردين السوريين سيفعلون ذلك’.
وشدد المسؤولون الإسرائيليون على أن حزب الله لن يقيم قواعده في الجولان ‘صباح غد’ لكن الحديث يدور عن ‘طموح محدد وعملي’ للحزب.
في لندن، اعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية الاربعاء ان المملكة المتحدة لديها عينات ‘فيزيولوجية’ تؤكد استخدام غاز السارين في سورية على الارجح من قبل نظام بشار الاسد.
وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، امس الأربعاء، إن على المجتمع الدولي أن يتحرّك بعد ظهور أدلة على استخدام السلاح الكيميائي في سورية.
وقال هولاند في تصريح مقتضب للصحافيين بعد تسلّمه جائزة فيليكس هوفويه بوانيي لـ’مساهمته الكبيرة في السلام والاستقرار في إفريقيا’، ‘قدمنا عناصر أدلة’ على استخدام غاز السارين في سورية، مضيفاً ‘هذا يجبر المجتمع الدولي الآن على التحرّك’.
وأضاف أنه ‘في المؤتمر الدولي المزمع عقده في جنيف، يجب أن يكون ما جرى في سورية عنصراً إضافياً للضغط الذي يجب ممارسته على النظام السوري وحلفائه’.
وأكد هولاند أنه لا يمكن التحرّك سوى في إطار الشرعية الدولية.
وكانت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، وزيرة حقوق المرأة، نجاة فالو بلقاسم، أعلنت في وقت سابق امس الأربعاء، أن باريس لن تتخذ قراراً أحادياً بشأن التدخل العسكري بسورية من أجل تدمير مخازن الأسلحة الكيميائية.
وقالت المتحدثة، رداً على سؤال عما إذا كانت فرنسا مستعدة للتدخل عسكرياً بشكل أحادي في سورية، وسط تردد الأمم المتحدة والولايات المتحدة في هذا الشأن ‘لن يكون هناك أي قرار فرنسي أحادي ومنعزل’ من أجل تدمير مخازن الأسلحة الكيميائية في سوريا.
mabrouk assad nasrallah allah maa al haqq
مبرووووووووووک و هذه بدایات!
هذه بداية نهاية حزب الله و معه النظام السوري الذي يحتمي بعصابة ميلشيوية
الخيل الاصيل في الاخر بجود