الرباط – “القدس العربي”: قال عالم الدين المغربي أحمد الريسوني، إن الاتهامات الحقيقية الموجهة إلى الداعية السعودية سلمان العودة، تستلزم إعدامه من طرف السلطات السعودية، وذلك ردا في أسلوب ساخر من السلطات السعودية على حملة الاعتقالات والمحاكمات التي تجريها ضد دعاة وعلماء ونشطاء في السعودية.
وكتب الريسوني في مقال على موقعه الرسمي: “أخيرا، وبعد عام كامل من الاختطاف والتغييب القسري، تم “الإعلان” عن بدء “محاكمة سرية” للمفكر الداعية الشيخ سلمان العودة، وقد جاء في الأخبار التي نشرتها الصحف السعودية مؤخرا، أن النيابة العامة طالبت بتنفيذ حكم الإعدام تعزيرا في حق الشيخ الجليل، بعد أن وجهت له 37 تهمة”.
وأوضح نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أنه من خلال معرفته الجيدة بالشيخ سلمان العودة، ومنذ مدة طويلة، “فقد بدأت أفكر في هذه التهم السبعِ والثلاثين، وقلت في نفسي: بما أن المحاكمة سرية والتهم سرية، فلا بد لمن يعرفون الشيخ وأفكاره وسيرته من أن يكشفوا للناس “أفعاله وجرائمه وأفكاره التخريبية”، التي لأجلها استحق الاختطاف السري، والاعتقال السري، والتعذيب السري، والمحاكمة السرية”.
وأضاف بالقول بشكل ساخر من السعودية: “وها أنذا – خدمة للحقيقة – أكشف لكم عن تلك الجرائم السبعِ والثلاثين (37)، التي ارتكبها الأستاذ الشيخ سلمان العودة، أو يُشتبه في ارتكابه لها”، حيث أورد “التهم” السبع والثلاثين وذكر منها إصراره على الاعتدال في الدين وفي كل أموره وسماحته المفرطة ومخالفته للنهج الذي عليه شيوخ المملكة وخاصة بعض فتاوى هيئة كبار العلماء وكتبه التي أغاظت مشايخ المملكة ولم يؤلف أي كتاب عن أمجاد هذه الدولة المباركة، ولا عن أحد من ملوكها العظام، وإصراره على الرفق والنهج السلمي، مع أن ذلك قد يكون مؤقتا ومرحليا، وما يسميه النصيحة لولاة الأمور، وإيمانه بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي يمكن اتخاذه معبرا للفوضى والفتنة وعدم توقفه عن ذم الفساد والمطالبة بالإصلاح، ومطالبته المتكررة بالإفراج عن الشيوخ وغيرهم من معتقلي الرأي، وتأخره عدة أيام قبل الذهاب إلى مبايعة ولي ولي العهد، ثم ولي العهد وتراخيه في الدعوة إلى طاعة ولاة الأمور و”شعبيته المتمثلة في ملايين المعجبين والمتابعين، وهو أمر قد يشكل خطرا على ولي الأمر وعلى المملكة” ومحبته واحترامه لأقوام وأشخاص يكرههم ولي الأمر
واضاف الريسوني ان من بين التهم التي توجه للداعية العودة تأييده للشعب الفلسطيني ولحركة حماس، ضدا على السياسة الرسمية الجديدة للمملكة والمجاهرة بكراهية إسرائيل ورفضها، مع علمه بأن ولي الأمر قد غير رأيه في الموضوع وتشكيكه السري في مشروعية المِنَح والهبات المالية السخية التي يقدمها ولي الأمر وولي العهد لأصدقائهما العرب والأمريكان وغيرهم وتعلُّمُه في السنوات الأخيرة للغة الإنكليزية، مما يشير إلى سعيه لمزيد من التخابر والتآمر وتردده على قطر وإلقائه عدة خطب ومحاضرات في مساجدها، ورفضه مهاجمة قطر وإدانتَها بعد الحصار الرباعي الشهير عليها وعلاقته الطيبة بشيخ الإرهابيين العلامة يوسف القرضاوي، ورفضه الانسحاب من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أسوة بالعقلاء من شيوخ المملكة ورفضه إدانة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ووصمَه بالإرهاب وفقا للموقف الرسمي الجديد لولي الأمر.