عباس يجتمع بالعرب مجددا.. هل هو غير مطمئن لمواقفهم من صفقة القرن؟

مهند حامد
حجم الخط
4

رام الله- “القدس العربي”: يجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الأحد، مع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، لأخذ موقف واضح  وداعم من العرب ضد صفقة القرن.

وسيتضمن اللقاء الطارئ إطلاع العرب على الخطوات الفلسطينية المرتقبة بسحب الاعتراف الفلسطيني من اسرائيل، في ظل الحديث عن اقتراب موعد ضم الضفة الغربية وتجاوز صفقة  القرن حل الدولتين. وسيطلب الفلسطينيون توفير الدعم المالي مجددا في ظل الحصار المفروض عليها.

بيد أن المراقبين يرون أن الرئيس عباس الذي حصل على تطمينات في قمة الجامعة العربية الأخيرة في تونس التي لم يمض عليها الكثير، لديه شكوك كبيرة حول الموقف العربي، لذلك طلب اجتماعا عاجلا للتأكيد على أهمية عدم الانخراط بالصفقة وتوفير الدعم المالي.

وتحدثت تقارير أمريكية وإسرائيلية، أن الصفقة التي تروج لها الإدارة الأمريكية لم تقبلها بعض الدول العربية فيما قبلتها أخرى.

وأعلن ملك الاردن، عبد الله الثاني، موقفا واضحا وصريحا بأنه تعرض لضغوط شديدة وابتزازات لدفعه نحو الانخراط في الصفقة.

وأكد أن الأردن لن يكون جزءا من الترتيبات المرتقبة لخطورتها على القضية الفلسطينية والقدس واللاجئين.

من جهته، قال المحلل السياسي، عبد المجيد سويلم، في حديث مع “القدس العربي” إن “الرئيس محمود عباس توجه إلى العرب مجددا لأخذ موقف واضح ومعلن وصريح من صفقة القرن، وداعم للحقوق الفلسطينية في ظل الخشية الفلسطينية من مواقف بعض الدول العربية”.

وبيّن أن بعض الدول العربية لا تريد الإعلان بشكل واضح أنها ضد صفقة القرن وتقول إنها “لن تقبل بها طالما لن يقبل بها الفلسطينيون، ويبدو واضحا أنهم لا يرغبون في مجابهة الإدارة الأمريكية لأمور متعلقة بواقع انظمتهم وأولوياتهم بالمنطقة، وبالتالي العالم العربي لن يرفض صفقة القرن كما يريد ويطمح الفلسطينيون”.

وأوضح سويلم أن “الأمريكيين يحاولون خداع الرأي العام المحلي والعربي بإطلاق شعارات وأحاديث زائفة عن حلول خلّاقة وجديدة ولا تعتمد على الصيغ السابقة لتجاوز الفشل الذي رافق كل الحلول الماضية، وسيقدمون حلولا جديدة ومختلفة لمعالجة الوقائع على الأرض”.

مضيفا “أن  القضية لا تحتاج إلى كثير من العناء للتفكير بجوهر الحل المطروح القائم على الرؤية الإسرائيلية بقضم أكثر من 40% من مساحة الضفة الغربية، وحشر الفلسطينيين في تجمعات تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، وفصل قطاع غزة، وإنهاء مسألة القدس وحل قضية اللاجئين باعتبارها قضية انسانية ببعض التعويضات المالية”.

وتابع المحلل السياسي: “ما يجري من تصريحات بأن الولايات المتحدة أعطت إسرائيل والآن جاء موعد تقديم التنازلات، والإيحاء بأن ترامب سيضغط على نتنياهو لتقديم تنازلات، كلها أمور مكشوفة لإظهار أن الصفقة متوازية ومستجيبة لاحتياجات الطرفين”.

وفي الإطار، نشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية في عددها الصادر اليوم، تقريرا منسوبا للمبعوث الأمريكي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، قوله إن “صفقة القرن” التي تعدها إدارة ترامب لن تعتمد حل الدولتين.

ويعتقد المحلل السياسي، عماد غياظة، في حديث مع “القدس العربي” أن اجتماع مجلس الجامعة العربية ينم عن تخوف الفلسطينيين من المواقف العربية، وحالة عدم الاطمئنان العربي الموحد تجاه صفقة القرن، خاصة على ضوء بعض المواقف الخليجية مع اسرائيل.

وبيّن أن قدرة الفلسطينيين على منع الانزلاق العربي نحو صفقة القرن مسألة في غاية الصعوبة، إلا أنهم يعولون على تأثير الدول الفاعلة على بقية الدول، خاصة مواقف الأردن ومصر والسعودية لمنع الانزلاق الكلي لدول الإمارات والبحرين، وعُمان الذين أعلنوا عن موافقتهم الضمنية على الترتيبات الأمريكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الحرحشي-المفرق-الاردن:

    يا شايف الزول يا خايب الرجا.

  2. يقول و:

    لا يوجد موقف موحد منذ قيام دولة إسرائيل
    إلا على الورق فقط من مجموعة ما يسمى جامعة الدول العربية.

  3. يقول خليل ابورزق:

    ماذا لو عرضت اقتراحا على خصمك سيكون فيه خاسرا مهما كان اختياره بالموافقة او الرفض؟؟ هذه صفقة القرن
    ما اشبه اليوم بالبارحة..صفقة القرن هذه تشبه قرار التقسيم 1947 حيث كان العرب بين اختيارين اما الموافقة عليه و بالتالي التنازل عن نصف فلسطين واقرار مبدأ اغتصاب الاراضي بالقوة و المزاعم التاريخية و قبول حسم غريب في قلب العالم العربي أو رفضه التزاما بالمبدأ و بالتالي دخول الحرب التي ستؤدي الى ضياع النصف العربي فهل يعقل ان تستطيع الدول العربية الواقعة تحت الاحتلال او الحماية البريطانية و الفرنسية و الامريكية محاربة حلفاء هؤلاء. و النتيجة ان اليهود قد استفادوا من رفض العرب التقسيم فحازوا على الشرعية الدولية و حازوا على 50% زيادة عما كان مقررا لهم
    اليوم سيعرضون الخطة الامريكية و سيقبلها الاسرائيليون و يرفضها العرب لانها ظالمة و ستقوم اسرائيل باجراءات عملية لكسب ما تبيحه الخطة دون ان تعطي الفلسطينيين اي مكسب لانهم يرفضون الصفقة.
    انها خطوة اخرى لتكريس الاغتصاب و توسيعه بتغطية اممية يصنعونها مستغلين الضعف العربي الذي لم يستطيعوا فعله في 1967 و لكن فعلوه في كامب ديفيد 1979 الذي اودى بمصر و العالم العربي

  4. يقول حامد - باريس:

    عجبا لعرب المذلة و الهوان الكل و بفارغ الصبر ينتظر من إسرائيل و ترامب على أي جنب يكون مصرعه! عرب الخزي ينتظرون أن تُعطى لهم الأوامر و تُحدد مصائرهم في غرف الموت التي يديرها النتنياهو و صدقه المعتوه ترامب.. إنه انعدام الشخصية و.. الرجولة

إشترك في قائمتنا البريدية