عبد المهدي يعلن تدخل بلاده رسمياً للتهدئة بين طهران والرياض وصنعاء… ويتهم إسرائيل باستهداف «الحشد»

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: أكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، رسمياً، أمس الإثنين، تدخل العراق في إنهاء التوتر بين إيران والسعودية، بالإضافة إلى توسطه لإنهاء النزاع في اليمن، فيما يتواصل مسؤولون إيرانيون رفيعو المستوى مع زعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي في بغداد، لإبداء حسن نيّتهم تجاه نزع فتيل الأزمة، وأيضاً إبعاد العراق عن مخاطرها.
وأكد سعيه لإبعاد البلاد والمنطقة عموماً عن الحرب، مضيفاً أن «العراق لن يكون طرفاً في محور أو تصعيد، مع زيادة حدة التوترات مؤخراً».
وقال في جلسة حوارية مع وسائل إعلام عراقية وعربية: «حريصون على توازن علاقاتنا مع الدول والحصول على أفضل الشروط، ومن يعطينا شروطا جيدة فسنذهب اليه»، مبيناً: «العراق لا يريد أن يدخل في نمطيات الإدانة وهو يذهب إلى الأطراف المختلفة وينقل الرسائل الإيجابية التي تقود إلى التهدئة».
ومضى بالقول: «الأولوية هي أن نرضي شعبنا في تعاملاتنا مع الدول ونرضي رؤيتنا ايضا، وأن لم نستغل الفرص فستضيع علينا، وحريصون على توازن علاقاتنا مع الدول والحصول على أفضل الشروط».
وأوضح: «من يعطينا شروطاً جيدة فسنذهب إليه، فإن أعطانا الطرف الأمريكي شروطا جيدة نذهب اليه، وإن أعطانا الطرف الأوروبي شروطا جيدة نذهب إليه، وإن أعطانا الطرف الإيراني أو التركي أو السعودي شروطا جيدة نذهب اليه، وكذلك الصين واليابان».

زيارة السعودية

وحول زيارته إلى السعودية يوم الأربعاء الماضي، قال: «لقاءاتنا مع خادم الحرمين الشريفين وولي العهد في السعودية كانت ثرية وعميقة ومفصّلة وجريئة، والجانب السعودي طرح وجهة نظره كاملة ورؤيته لما يجري في المنطقة، والخلاصة التي خرجنا بها هي أهمية التهدئة وأهمية دور العراق في هذه التهدئة سواء ما يجري بين الولايات المتحدة والسعودية وإيران أو فيما يخص اليمن، وقمنا سابقا بجهد في مسألة السفينتين البريطانية والإيرانية وكان لنا دور في الانتهاء من هذه المسألة»، مبيناً أن «العراق يسعى لأخذ كل ما يراه ايجابيا لدى هذا الطرف من الدول أو ذاك كي يسارع بنقله للأطراف الأخرى».
ولفت إلى أن «هنالك تجاوباً كبيراً من قبل المملكة العربية السعودية وإيران وحتى من اليمن، ونعتقد أن المساعي إلى جانب مساعٍ أخرى تبذل سيكون لها شأن طيب في هذا المجال».
وفيما يتعلق باليمن، أوضح: «قدمنا رسالة لإنهاء أزمة اليمن ونقلت الرسالة، وسمعنا كلاما طيبا في هذا المجال وسنواصل الجهد بهذا الشأن، ونحن على علاقة ايجابية مع جميع الأطراف في اليمن، وهذا ما يميز الوضع العراقي».
وشدد على أن «العراق لن يكون طرفا في محور أو تصعيد، ونعمل على إبعاد العراق والمنطقة عن الحرب»، مبيناً أن «السعودية شكرت العراق لموقفه معها، وطمأنا الجانب السعودي أن لا شيء سينطلق من العراق ضدها او ضد اي دولة مجاورة».
كذلك، اتهم عبد المهدي، للمرة الأولى، إسرائيل مباشرة، باستهداف مواقع لـ«الحشد الشعبي» (قوات شيعية موالية للحكومة) في البلاد مؤخراً.
وقال في مقابلة مع قناة الجزيرة بثتها أمس الإثنين: «التحقيقات في استهداف بعض مواقع الحشد تشير إلى أن إسرائيل هي من قامت بذلك».

تحالف الصدر يعوّل على الدور العراقي… والخزعلي يحذّر من عودة الطائفية

وأضاف: «الكثير من المؤشرات تدل على أن لا أحد يريد حربا في المنطقة باستثناء إسرائيل».
واستطرد: «الذهاب إلى الحرب قد يحصل في أي لحظة، وبقرار منفرد لكن الخروج منها سيكون صعبا وقاسيا».
وتعرضت مواقع عسكرية عدة تابعة لـ«الحشد الشعبي» إلى قصف من قبل طائرات مسيرة خلال الأسابيع القليلة الماضية، دون اتهامات رسمية عراقية لأي طرف حتى تصريحات عبد المهدي.
وفيما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من إسرائيل على تلك الاتهامات، فإن بعض مسؤوليها ألمحوا سابقا إلى ذلك في تصريحات لهم.

تحركات المالكي

في المقابل، دعا رئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، إلى تعاون العراق وإيران مع دول الجوار لإعادة استقرار الشرق الأوسط، فيما أكد مسؤول إيراني رفيع عدم رغبة بلاده أن يكون العراق ساحةَ صراعٍ بين إيران والدول الأخرى.
جاء ذلك عقب استقبال المالكي في مكتبه، أول أمس، مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية حسين جابري أنصاري بحضور السفير الإيراني لدى العراق إيرج مسجدي.
بيان لمكتبه أشار إلى أن اللقاء تضمن «بحث تطورات المواقف السياسية والأمنية على الساحتين الإقليمية والدولية، كما تم بحث مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين».
ونقل البيان عن المالكي قوله: «المنطقة تواجه أزمات كبيرة تستدعي التحرك لتجاوزها، من خلال العمل على ترسيخ الحُلول السلميّة، بعيدا عن لغة التصعيد»، داعياً إلى «ضرورةَ تعاون العراق وإيران مع دول الجوار لإعادة استقرار الى الشرق الأوسط».
وأشاد أنصاري «بدور العراق وأهميته في التقارب بين دول المنطقة»، مؤكدا «عدم رغبة بلاده في أن يكون العراق ساحةَ صراعٍ بين إيران والدول الأخرى»، على حدّ البيان.
كذلك، رحب التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، بدور العراق في نزع فتيل الأزمة في المنطقة، فيما أشار إلى إمكانية العراق لأخذ هذا الدور.
النائب عن كتلة «سائرون» البرلمانية، الممثل السياسي للتيار في مجلس النواب العراقي، علاء الربيعي، قال لـ«القدس العربي»، إن «العراق ممكن أن يلعب دوراً كبيراً في حل ونزع فتيل الأزمة في المنطقة»، مبيناً إن «المنطقة فيها توترات كبيرة وحروب ومشكلات عدّة. من الممكن للعراق أن يأخذ دوره لممارسة بين السعودية وإيران».
واعتبر أن «زيارة رئيس الوزراء إلى السعودية تحمل في طياتها عدّة رسائل؛ الأولى بأن العراق قادر أن يكون وسيطاً في الأزمة بين طهران والرياض، والثانية؛ هي إمكانية أن يخلق العراق ورئيس الوزراء جواً إيجابياً في المنطقة».
حديث الربيعي يأتي على وقع تصريح أخير للسفير الإيراني في بغداد، إيرج مسجدي، الذي هدد فيه بقصف القوات الأمريكية في العراق أو أي مكان آخر إذا تعرضت إيران لأي هجوم من قبل الولايات المتحدة.
وضمن موجة ردود الفعل الغاضبة والمنتقدة لتصريح ممثل الخارجية الإيرانية في العراق، دعا السياسي المستقل عزت الشابندر، إلى إعادة السفير الإيراني في بغداد لبلاده، بعد إهانته لسيادة العراق في تصريحاته الأخيرة.
وكتب الشابندر على «تويتر»، ان «التصريحات الأخيرة للسفير الإيراني في بغداد، إهانة لسيادة العراق، وإساءة لطبيعة العلاقات بين البلدين». وأضاف قائلاً: «اعادة السفير الى بلاده أقل ما يجب أن تفعله الخارجية العراقية».
في السياق، حثّ زعيم حركة «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، العراقيين على «اليقظة» مقابل أي محاولة تستهدف أمن واستقرار العراق، محذّراً في الوقت عيّنه من «إعادة» الطائفية إلى البلاد.
جاء ذلك خلال لقاء جمع الخزعلي في مكتبه في النجف، وفداً من رؤساء ووجهاء وشيوخ عشائر آل زياد من مُحافظة الديوانية.
ونقل بيان عن الخزعلي قوله: «العدو لن يتوقف عن إستهدافنا، وبالمقابل علينا أن نحرص على الإهتمام بوحدتنا وأن نكون دائماً مُتيقظين لأي مُحاولة تستهدف أمن وإستقرار العراق».
وأكد أن «أي مُحاولة تستهدف أمن وإستقرار العراق ستلقى منا رداً حازماً وقاسياً في الوقت المناسب لأننا لن نسمح أبداً بتكرار السيناريوهات الطائفية القديمة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية