بغداد – “القدس العربي”:
تحدث لـ”القدس العربي” أحد منظمي تظاهرات بغداد عما سماها “محاولات يائسة” من قبل بعض المتظاهرين المدفوعين من “أحزاب السلطة” لحرف التظاهرات عن “مسارها السلمي”، بما يعطي “ذريعة مقبولة” للقوات الأمنية للتعامل بعنف مع المتظاهرين.
وقال: “إنني أحد كوادر التيار الصدري المعروفين، لكني ومنذ أيام حيث تدخل التيار في التظاهرات في محاولة منه لتجييرها لصالحه، قررت مقاطعة التيار وعدم الاستماع لتعليماته، لأننا بصراحة كمنظمين للتظاهرات منذ بداية التشجيع عليها، نرفض أي تدخل من أي جهة كانت سواء سياسية أو غير سياسية لإبقاء الطابع الجماهيري المستقل للتظاهرات”، حسب قوله.
وأضاف: “هذا اليوم، الجمعة، منعنا محاولات من بعض المتظاهرين لإضرام النيران في الممتلكات العامة قرب جسر السنك أثناء محاولتنا التمركز على الجسر لمنع القوات الأمنية من الوصول إلى عمق تجمعاتنا”.
ولا تزال التظاهرات “محافظة على سلميتها بشكل واضح أكسبها تعاطف الرأي العام المحلي، حيث شهدت ساحاتنا توافد أعداد كبيرة خلال اليومين الماضيين من العوائل والنساء والأطفال للمشاركة في التظاهرات، وأيضا فإن الكثير من العوائل كانت تحمل إلينا مواد غذائية وطبية، بالإضافة إلى نصب خيم جديدة وتوافد سيارات الدعم اللوجستي التي توفر الطعام والدواء والماء والأغطية للمتظاهرين، وهي من تبرعات أهالي بغداد والمحافظات الأخرى، بما فيها صلاح الدين ونينوى والأنبار”، حسب وصفه.
وعبر الناشط في التظاهرات عن “مخاوف منظمي التظاهرات من إمكانية اختراق هذه الحشود الشعبية من قبل عناصر تسعى للتصعيد بيننا وبين القوات الأمنية، لكننا حتى الآن نسيطر على الوضع بشكل كامل من خلال مئات لجان الرصد والمراقبة لرصد أي تحركات مشبوهة ومعالجتها فورا”، حسب قوله، مؤكدا على “أننا نترقب بقلق ما سيحدث خلال الساعات والأيام القليلة القادمة. بصراحة إننا خائفون من مؤامرة تحاك ضدنا”.
وحول مؤشرات وملامح ما يعتقد أنها “مؤامرة تحاك ضد المتظاهرين”، كشف الناشط عن “محاولات لشق صف المتظاهرين عبر مجموعات مكلفة بالهتاف ضد مقتدى الصدر، والتحريض على العنف ضد القوات الأمنية، وكذلك التحريض على اقتحام المنطقة الخضراء لاقتحام مجلس النواب والاعتصام فيه، وهي محاولات مكشوفة لنا، لذلك أعتقد أننا حتى الآن قطّعنا خيوط المؤامرة ومنعنا حرق الممتلكات أو تخريبها وكذلك استهداف القوات الأمنية أو دفع الحشود لاقتحام المنطقة الخضراء”، وأضاف متسائلا: “لكن إلى متى يمكننا الصمود أمام المؤامرة؟”، كما قال.
من جانب آخر، اشتكى مما وصفها بـ”الممارسات غير المنضبطة والسلوك المشين لبعض المتظاهرين في ساحة التحرير”.
وقال: “إنني ومنذ خمسة أيام لا أزال معتصما بالمطعم التركي وأراقب ما يجري في ساحة التحرير التي شهدت خلال الأيام القليلة الماضية انتشارا واسعا ومخيفا لتجارة حبوب الهلوسة والمشروبات الكحولية، وحتى بعض أنواع المخدرات”.
لكن الأخطر من ذلك، حسب تقديره، “كثافة تواجد أنصار التيار الصدري وكوادره المتقدمة التي تحاول تجيير التظاهرات لصالح التيار واستخدام مكبرات الصوت لبث الأغاني والأناشيد التي تمجد السيد مقتدى الصدر، وهذا ما ليس لدينا أي اعتراض عليه لو لم يكن في ساحة التحرير وما يؤدي إليه من استفزاز للمستقلين وهم الأكثرية ممن يرفضون محاولات التيار تسييس التظاهرات”.
تسعى اجهزة السلطة والاحزاب الحكومية لتقويض المظاهرات بدس العديد من عناصرها تحت غطاء المتظاهرين ، فيوجد بين المنتفضين مجموعة من عناصر الامن والمخابرات والاستخبارات العسكرية وجهاز مكافحة الارهاب والفرقة الذهبية ( القذرة) والمخابرات الايرانية والعديد من مرتزقة مدفوعين بغطاء المتظاهرين من الذكور والاناث وبعضهم معروف للشباب.. وأغلب المندسين من عناصر الحكومة مكلفون بمعرفة (قيادة المظاهرات) وحتى الآن فشلوا.ويتم استبدال عناصر السلطة السريين كل 3 أيام بطاقم جديد.وهم يرتدون ( شـارة ) صغيرة للتعارف.
أعداء العراق منظمون بشكل عال، ولهم إستراتيجيات عمل مدروسة ومجربة من خلال تواجدهم في مظاهرات حصلت في سوريا واليمن ومصر وهم صعبي المراس ومدججون بكل أسلحة الدمار البشرية والأموال الكافية لدحر المتظاهرين. لذلك فهم يراهنون على سحق الاحتجاجات هذه بسهولة ويسر في حال لم تتطور هذه المظاهرات لتشمل العشائر والجيش، فهذان الإثنان يمكنها فقط الوقوف بوجه إيران ومليشياتها المتغلغلة في الجيش والسلطة. من ذلك، أعتقد بأن العشاير العراقية من الشمال الى الجنوب يجب أن توقع على ميثاق شرف لتوحيد الصفوف والمواقف من أجل عراق حر، ثم ما تلبث أن تأخذ بزمام أمور الجيش بأن تدعوه الى التوحد معهم ومن ثم أمر الحكومة بسحب اسلحة المليشيات والسيطرة على الوضع الداخلي للبلد من خلال الجيش الذي سوف يتم إختيار قياداته من العراقيين الأصلاء من الذين لم ينتموا سابقا الى الأحزاب أو المليشيات الحاكمة.