كم من الاسباب يحتاج اليها لترك القلب المقدس في الكتاب المقدس لارض اسرائيل يهودا والسامرة؟ ستعجبون. لانه يوجد عدد كاف يلائم كل ذوق ورأي سابق. فالذي لا يحب العرب سيزعم أنه ينبغي منع تحول اسرائيل الى دولة ذات شعبين. وهذا الزعم مصحوب بغمز للجمهور الذي يفهم فورا ما معنى ذلك: اجل إن الجميع يعلمون أن اسرائيل دولة ذات شعبين يعيش فيها العرب واليهود معا، لكننا لا نريد عربا آخرين في دولة اسرائيل، صحيح؟ ومن المؤسف أننا لا نستطيع أن ننفذ خطة الوزير افيغدور ليبرمان فننقل مناطق مأهولة بالعرب الى الدولة الفلسطينية المستقبلية، لكن هذا قد يكون مبالغا فيه فتعالوا اذا نفعل ما يمكن فعله الآن ولنخرج من يهودا والسامرة. وسيحصر أصحاب القلوب اللينة اهتمامهم في التنديدات التي يثيرها ‘الاحتلال’ في العالم، وهم يزعمون أنه اذا استمر الوضع الراهن فقد تواجه اسرائيل عقوبات يتداعى لها اقتصادها وتسوء حال مواطنيها. ويحذرون قائلين لا تدعوا النمو الاقتصادي المدهش الذي تسجله اسرائيل مؤخرا ولا تدعوا اسطورة ‘دولة المشاريع الانشائية’ تعمي عيونكم، لان كل ذلك سيختفي في طرفة عين بسبب غضب ‘العالم’. ولا يهم من وجهة نظرهم أن الولايات المتحدة وهي اقوى قوة اقتصادية في العالم لن تحارب اسرائيل اقتصاديا في كل مستقبل قريب؛ وأن قوى كبيرة اقتصادية كالصين واليابان تهمها امور اخرى، وأن حكومتي كندا واستراليا، كحكومة ايطاليا الجديدة ايضا، تكرران اعلان تأييدهما الحازم لاسرائيل. فكل ذلك لا أهمية له اذا قيس باعتقاد أن بيروقراطيي الاتحاد الاوروبي في بروكسل سينجحون في جعل العالم كله يرقص على انغام نايهم. فاخرجوا اذا من يهودا والسامرة. ويوجد طيبو النفوس الذين تنزف قلوبهم بسبب اهتمام مشروع بالسكان الفلسطينيين في يهودا والسامرة. فالفلسطينيون يرون جيرانهم الاسرائيليين من اليهود والعرب يصرفون ديمقراطية برلمانية ويشاركون في الانتخابات في حين يحرمون من هذه المزايا. هذا الى ان وجود الجيش الاسرائيلي يذكرهم بانهم يخضعون في واقع الامر لسلطة عسكرية. والذي يفضل اولئك الاسرائيليون تجاهله هو حقيقة ان الفلسطينيين يعلمون جيدا انهم لن يتمتعوا قط بميزة العيش في مجتمع ديمقراطي، وان وجود الجيش الاسرائيلي في المنطقة نتيجة مباشرة للارهاب الفلسطيني في 2000 2002 الذي قتل فيه نحو من ألف اسرائيلي. فالجيش الاسرائيلي موجود هناك لمنع تكرار احداث من هذا النوع. ليس من المؤكد بتاتا ان انسحابا اسرائيليا سيفضي الى نشوء ديمقراطية بين الفلسطينيين لا موجة ارهابية جديدة موجهة على مواطني اسرائيل. وقد تسوء حال الاسرائيليين والفلسطينيين. لكن طيبي النفوس مستعدون لبعثرة التحذيرات في كل اتجاه. والشيء الاساسي اخرجوا من يهودا والسامرة. ويعتمد محبو الدعاوى القضائية على دعوى ان وجود اسرائيل في يهودا والسامرة مناقض للقانون الدولي. وليس من داع الى ان نذكرهم بالمادة 80 من الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة التي تؤكد الاعتراف الدولي بحقوق اليهود في ارض اسرائيل، وبمقتضاها منحت عصبة الامم بريطانيا الانتداب في ارض اسرائيل. لكن ذلك كان قبل زمن كثير ومن ذا يتذكر عصبة الامم. فلماذا اذا لا ننضم الى ما يبدو انه الرأي العام ونخرج من يهودا والسامرة؟. توجد اسباب كثيرة جدا لترك يهودا والسامرة لكن من يؤمن بعدالة طريق اسرائيل ويهتم بامنها وهو على يقين من ان اليهود والعرب قادرون على ان يعيشوا معا في مجتمع ديمقراطي، سيرفضها جميعا.