لندن ـ ‘القدس العربي’: تواصل ‘الكلمة’، والتي تصدر من لندن ويرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، في عددها الجديد، العدد 79 نوفمبر 2013، كما اعتادت تناول أحدث ما يدور في عالم الفكر والثقافة، فتقدم الكاتبة الكندية التي فازت بجائزة نوبل هذا العام، ودراسة ثقافية فكرية عن دلالات تجسس الولايات المتحدة على ما يدور في الفضاء الإلكتروني. كما تهتم بما يجري للثورة العربية، فتتعرف في نصين على الجدل الذي يدور حول العسكر في مصر؛ وتكشف عن التشابك بين الإسلامجية والتآمر على الثورة في مصر والسودان؛ وتتضمن محورا من دراستين عن السودان، وآخر في وداع أحد ألمع النقاد العرب اللبناني محمد دكروب حيث تتضمن شهادات له وعنه. كما لا تنسى أنها مجلة فكرية مهمومة بدور المثقف فتقدم تلك المبادرة اللامعة في الربط بين اهتمام كل من إدوار سعيد وسارتر بدوره وفعاليته في واقعه. لكن الكلمة لا تنسى أبدا أنها مجلة أدبية في المحل الأول؛ فتفتتح عددها بدراسة ضافية لمحررها عن أحد أحدث الروايات المصرية التي تكتب ما يدور في الواقع العربي في الزمن الرديء وآثاره على مأساة فلسطين. وتتناول في أكثر من دراسة أحدث إنجازات الإبداع الأدبي في فلسطين ومصر وتونس والعراق والمغرب. كما تقدم ‘الكلمة’ شهادة لكاتب مصري عن رحلته وقد بلغ السبعين، ومجموعة من الدراسات عن اقتصاديات الثقافة، واللغة العربية في الجزائر، والمخطوطات العربية في النيجر، وعن النبي في الفكر الاستشراقي، وعن المغاربة في أوروبا، وتتذكر أبرز رواد المسرح السوري. كما تقدم {الكلمة} في هذا العدد كعادتها رواية جديدة جاءت هذه المرة من فلسطين، وديوان شعر من المغرب، وآخر من السعودية، مع المزيد من القصائد والقصص، وأبواب ‘الكلمة’ المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد ومراجعات كتب وشهادات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية، لتواصل ‘الكلمة’ مسيرتها بقوة دفع أكبر، وبمزيد من أحدث إنجازات العقل العربي. ويتناول محرر ‘الكلمة’ الناقد الدكتور صبري حافظ في دراسة ‘باب الليل: آليات الغواية والأفق المسدود’ رواية مصرية جديدة تدور في تونس، وتفتح مقاهيها على عالمنا العربي كله. ويكشف آليات تخليق الصورة الزائفة فيها وتمكنها من بنية الواقع العربي في الزمن الرديء، بصورة تجسد مدى انسداد الأفق فيه أمام شخصياته، وتخبطها في شراك الغواية التي تحول دون تحقيق حلمها في التحرر والتحقق. ويسعى الباحث المغربي يحيى بن الوليد في دراسته ‘إدوارد سعيد مروضا جان بول سارتر’ للكشف عن المشترك بين ‘تمثيلات’ إدوار سعيد للمثقف وبين مفهوم سارتر له وممارسته لما يطالب به سعيد من أن على المثقف أن يطرح الحقيقة في مواجهة القوة/ السلطة. ويجد الكثير من الصلات بين مفهوميهما للمثقف ودوره السجالي في عصره، بالرغم من صمت سارتر المحير من القضية الفلسطينية. وتقدم الباحثة الألمانية أتينا فيبر في ‘احتقان التحول في جنوب السودان’، وهو التقرير الذي يترجمه الأديب حامد فضل الله، توصيفا دقيقا للوضع المزري في جنوب السودان، وكيف أن تقسيمه لم يؤد إلى وضع أفضل للجنوب الذي عانى طويلا من التخلف والإهمال، ولكنه يساهم فيما يبدو في إعادة انتاج النظام الأم الذي ثار عليه أبناء الجنوب، ولكن بطبعة جنوبية خالصة. ويقدم الناقد الفلسطيني المرموق فخري صالح في دراسته ‘العالم الافتراضي وإنسان العصر العاري’ تحليلا لعمليّة التنصّت الهائلة التي تقوم بها الولايات المتحدة على العالم، وذلك من وجهة نظر ثقافية فلسفيّة أخلاقيّة. وتواصل الباحثة السودانية خديجة صفوت في القسم الثالث والأخير من دراستها حول الاقتصاد السياسي للربيع العربي، والموسومة بـ’خندقي السراب السام والخزر الجهاديين العرب’، تحليلا لكيفية قفز الإسلامجية عليها وتشويهها، وكيف التقت مخططاتهم بمخططات الرأسمالية المالية والصهيونية لإجهاض الثورة. ويسلط الناقد المغربي فريد أمعضشو في ‘مشاكل المهاجرين المغاربة بأوروبا’ الضوء على موضوع الهجرة. يقارب رحلة المهاجرين من الوطن إلى البقاع الأوربية، ويتناول مشاكل التربية والتعليم ومفارقات الاندماج والمعيقات التي تقف في دربه. أما الباحث علوش كمال فيقارب ‘خدمة أجهزة الإعلام لغتنا العربية’ إذ لاتزال قضية اللغة العربية التي لعبت دورا مهما في استقلال الجزائر عن الاستعمار الاستيطاني الفرنسي لها، تلعب دورا أساسيا في بلورة هوية الجزائر العربية من ناحية، وتوسيع أفق المجتمع اللغوي. في باب شعر تقدم الكلمة ديوانا شعريا من المغرب للشاعر والناقد محمد الديهاجي بعنوان ‘تغريبة الأعمى’ وهو ديوان يستبدل الخطاب النقدي بالنبش في فعل الكتابة وتجريب سحرها وفعلها وأثرها، لذلك شكلت القصائد جزءا من سفر استقصائي في أروقة ما يسميها الشاعر نفسه بـ’طريق الضرير’ طريق المفارقة والقلب حيث تسلك الكتابة الشعرية شكل الاحتمال والشك. كما نقرأ ديوانا قصيرا للشاعر السعودي إبراهيم زولي موسوما بـ’تجليات الفتى الأسمر’ وقصائد أخرى، وهو ديوان يدعونا الى التقاط أصوات تأتي عميقا من الشرق حيث نزعة التشظي والاغتراب هما التجليات العميقة والتوصيف البليغ، وفي هذا النزوع تجلي للوحدة كلحظة يأس عارمة. ونقرأ في العدد الجديد قصائد الشعراء: وداد بنموسى، ياسر زمراوي محمد عثمان، مؤمن سمير، آمل سليمان ابراهيم، ونيس المنتصر، آمال عواد رضوان، موفق السيد حمزة الماجد. وتقدم الكلمة في باب السرد رواية ‘زرافة دمشق’ للروائي الفلسطيني أفنان القاسم التي تحاول الكتابة عن وضع سياسي ومنطقة صراع لم يحسم بعد، إذ تتعدد القوى المتصارعة في سوريا بعد تحول المظاهرات السلمية إلى صراع داخلي مسلح مدعوم من دول إقليمية وعالمية. ويستعيد محرر الكلمة، القاص سلام ابراهيم في نصه في باب قص/ سرد ‘لعنة الفقر’ شيئا من هواجس وقلق ذاكرة الطفولة واكتشافاتها البريئة للعالم. هذا الى جانب نصوص المبدعين: حياة الرايس، محمد عبدالمنعم زهران، لؤي عبدالله، محمد أنقار، محمود الخرشة، يوسف فضل. في باب نقد يتناول الكاتب العراقي علي حسن الفواز ‘اقتصاديات الثقافة’ في علاقتها مع اقتصاد السوق، ويقارب الكاتب طارق إمام ‘تلاوة الظل لسيد محمود: بوابات الوجود الأربع’ قراءة تقود لحساسية يتسع عالمها في ضيق المكان. ويحتفي باب النقد بالناقد والمفكر الكبير محمد دكروب ‘1929 2013’، والذي ودعنا شهر تشرين الأول/اكتوبر الماضي، من خلال مقال ‘محمد دكروب يقدم نفسه’ وهو نص كان قد حبره دكروب سنة 2008 بمناسبة تكريمه من قبل الهيئة المسؤولة عن الحركة الثقافية في انطلياس- لبنان، وفيه يتحدث عن البدايات مع الكتابة والالتزام. وتقدم الكلمة شهادة للباحث البحريني حسن مدن ‘محمد دكروب والإخلاص للفكر والحقيقة’ وفيها نقترب من الراحل وتأثيره العربي الواسع على الثقافة العربية التي عاش من أجل إعلاء قيم الحق والعدل والحقيقة فيها. أما شهادة الكاتب العماني نصار صالح ‘محمد دكروب عزلة مقدسة تليق بالمثقف الحر’ فتكشف عن عذوبة الجوانب الإنسانية في حياة الناقد اللبناني الكبير والذي يهتم بالاحتفاء بقيم النزاهة الفكرية واستقلال الرأي التي جسدها الناقد الكبير في رحلته الطويلة مع الكتابة. وعن ‘الجيش وامبراطورتيه الاقتصادية في مصر’ يمحص الباحث عبدالفتاح برايز الكثير من الشائعات التي انطلقت في سياق استهداف الجيش العربي الأخير في المنطقة، خالصا إلى أن غياب الشفافية، واختلاط ما هو أمني بما هو اقتصادي هو ما يثير الكثير من البلبلة. وفي ‘المخطوطات العربية في منطقة تيلابيري بجمهورية النيجر’ يرافقنا الباحث النيجري سالو الحسن إلى المكتبات التراثية في بلده. نطلع معه على التاريخ الإسلامي في تلك الأقاليم من الأرض. وفي مقالته ‘أمية النبي محمد في الفكر الاستشراقي’ يشير الباحث المصري خالد محمد عبده إلى تفسيرات المستشرقين وتناولاتهم لمسألة ‘أميّة’ الرسول. ويناقش فرضياهم على ضوء اللغة والتاريخ والحجة العقليّة. ويحاور الكاتب المغربي حمودان عبدالواحد في مقاله ‘مصر وسؤال السيادة والمصير’ مجريات الوقائع المصرية، وصناعة السردية السلطوية التي تبرر المذبحة، وتمهد لحكائيّة ‘الزعيم-المخلص’ في البروباغاندا الاعلاميّة. وضمن إطار سجالي نقدي نقرأ لـ’سجا العبدلي’ عن بول شاوول وهو ‘يعلن موت مرحلة الرواد والرموز’ من خلال حوار تتداعى فيه معاني اللحظة الثورية وتواشجاتها في التاريخ الشعري. في باب علامات يتذكر الناقد صبحي حديدي المسرحي والموسيقي السوري أحمد أبي خليل القباني ‘1833-1903’، ويحتفي الباحث السوري بمناسبتين تخصّان الرائد الفنان: 180 سنة على ولادته، في حيّ القنوات الدمشقي العريق؛ و110 سنوات على رحيله في مسقط رأسه، طريد الرقابات السياسية والدينية، بعد أن أرسى فاتحة المسرح السوري والعربي. أما باب مواجهات فيقدم الكاتب المصري المرموق فؤاد قنديل في ‘الساعة تدق السبعين’ تأملاته في بلوغه عامه السبعين، ويرى أن الطفل الذي لا يزال داخله ساعده على التعامل مع الشيخوخة، وأن الهِرم لا يحل إلا إذا أعلن الإنسان انتهاء علاقته بالشباب. ويفتتح الناقد المصري محمد سمير عبدالسلام باب كتب بـ’الصيرورة الإبداعية والإنسانية لشخصية المثقف’ من خلال قراءة لرواية ‘عروة الزمان الباهي’ استعادة/ الكشف عن العلاقة المعقدة بين الوجود الشخصي للسياسي المغربي ‘محمد الباهي’ وتحولاته الطيفية الجمالية في النص. وفي ‘الموت عطشا والموت غرقا’ يرى الناقد المصري شوقي عبدالحميد يحيى أن الرواية هي المؤرخ الحق لحياة الشعوب، ويبين هذا من خلال قراءته لرواية ‘تبدد’ للروائي المصري يحيى مختار التي تكشف مستويات مختلفة لتجربة تهجير أهل النوبة والمأساة التي عايشوها. ويقدم الناقد الفلسطيني المرموق ابراهيم درويش قراءة في أعمال رسام الكاريكاتير الأمريكي جوى ساكو حيث ‘الصحافة المصورة ونقل الحقيقة الى جانب المستضعفين’. في قراءته لكتاب ‘سيميائيات المسرح’ للباحث المغربي أحمد بلخيري، يوضح الناقد المغربي مصطفى بواكيس في مقاله ‘عن النقد المسرحي ونظريته’ المفارقة بين العنوان وانشغالات فصول الكتاب التي انصرفت في أغلبها إلى معالجة قضايا عامة بعيدة عن سيميولوجيا المسرح. ويقدم الناقد العراقي علي المسعود رواية ‘في باطن الجحيم’ للروائي العراقي سلام ابراهيم، وهي توثيق للحركة الوطنية في العراق والتي ينسج من خلالها صورا سردية لما حدث في كردستان في مرحلة نضالية مهمة في تاريخ العراق الحديث. ويرى الكاتب حسين ياسين أن كتاب عادل سمارة ‘تأنيث المرأة: بين الفهم والإلغاء’ يُقدم للقارئ قصة اضطهاد المرأة من فجر التاريخ وحتى يومنا هذا وما تفرضه علينا ‘العولمة’ من سلوكيات ومفاهيم ومستوى معيشي. ويعرض الكاتب الفلسطيني فراس حج محمد كتابا للناقد الفلسطيني حسام خطيب الذي يتناول حركة النقد الأدبي الفلسطيني من النهضة حتى الانتفاضة 1988 . بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و’أنشطة ثقافية’، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي. لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع الكلمة في الانترنت: http://www.alkalimah.net