إسطنبول ـ «القدس العربي»: وجد الكثير من المواطنون العرب سواء المقيمين في الدول العربية أو داخل الأراضي التركية في الانتخابات المحلية التي جرت في تركيا، أمس الأحد، مناسبة مهمة للتعبير عن آمالهم بعيش تجربة المشاركة في انتخابات ديمقراطية في بلادهم العربية.
ومن خلال خاصية مشاركة الحالة على موقع التواصل الاجتماعي الأكبر في العالم «فيسبوك» (خاصية تتيح للناخب مشاركة حالة تفيد بأنه أدلى بصوته في الانتخابات) كتب عدد كبير من الشبان العرب بأنهم أدلوا بصوتهم في الانتخابات المحلية التي تجري في تركيا.
لكنهم كتبوا، وبطريقة ساخرة، أن مشاركتهم لم تتجاوز حدود موقع «فيسبوك»، كونهم لا يحق لهم الاقتراع في الانتخابات التركية التي تابعوها عن قرب وباهتمام بالغ وكأنها تجري في إحدى البلاد العربية.
هذا الاهتمام كان بالدرجة الأولى من قبل قرابة 5 ملايين مقيم ولاجئ عربي يعيشون على الأراضي التركية بينهم أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري، حصل قرابة 80 ألف منهم فقط على الجنسية التركية في الآونة الأخيرة وبات يحق لهم التصويت في الانتخابات التركية.
وتحدث الكثير من اللاجئين السوريين الذين حصلوا على الجنسية التركية عن المشاعر التي انتابتهم عندما شاركوا لأول مرة في الانتخابات، وكتب أحدهم: «يا له من شعور عظيم، أقشعر بدني عندما أدليت بصوتي، كنت أتمنى أن أحظى بهذه الفرصة في بلدي سوريا، لكن السفاح الأسد لا يريد ذلك».
وقال آخر: «انتخبت في تركيا التي أصبحت أحد مواطنيها مؤخراً، تمنيت لو عشت هذه التجربة في بلدي لكن مع الأسف حرمنا من ذلك»، وكتب آخر أيضاً: «انتخب اليوم لأول مرة في تركيا، تمنيت أن أعيش هذه التجربة في بلدي فلسطين، لكن الانقسام والأحزاب لم تتيح لنا هذه الفرصة».
وكتب شاب سوري على فيسبوك: «أنا خلصت. انتخبت عن جد قشعر بدني.. أول مرة أحس حالي إنسان محترم والي رأي مسموع.. حسيت بإحساس غريب أول مرة بحياتي أحس فيه.. اقسم بالله كنا عايشين بزريبة بشار الأسد مثل الحيوانات».
لكن الأغلبية الذين لم يتمكنوا من المشاركة في التصويت بشكل حقيقي اكتفوا بنشر كتابات على «فيسبوك» تعبر عن امنياتهم في العيش في بلاد ديمقراطية وممارسة حقهم الانتخابي من أجل تحديد ممثليهم في الهيئات المحلية والبرلمان والرئاسة.
وبعد أن شارك أحدهم الحالة على فيسبوك بأنه «أدلى بصوته في الانتخابات» كتب المثل الشعبي «ريحة البر ولا عدمه» في إشارة إلى مشاركته المعنوية في هذه الانتخابات، فيما قال آخرون بأن ما شاركوه هو مجرد أمنية لم تتحقق فعلياً.
وكتب آخرون «عقبال عنا»، و«نتمنى أن نشهد ذلك في بلادنا العربية قريباً»، و«اللهم بلغنا هذا اليوم في بلادنا العربية»، وغيرها من الكتابات التي حاولوا من خلالها التأكيد على أنهم لم يصوتوا في هذه الانتخابات لكنهم تمنوا أن يعيشوها واقعاً في بلدانهم العربية.