عروض برامجية متنوعة على موائد البسطاء:هموم الواقع وجدل المواقع!

ما هي الحقيقة وما هي الإشاعة في ما تتداوله وسائل التواصل الاجتماعي من أخبار؟ كل ما يعرض من أخبار صادمة ومؤلمة يقاوم بروايات أخرى تنسف الرواية الأولى. فموجة الغلاء الرمضانية والموائد التي ستلسع المواطنين قد تتحول بين لحظة وأخرى إلى موائد فاخرة بعد استقرار الأسعار.
إذا كانت الأسعار ستستقر فلماذا يروع المواطن في لقمة عيشه في ظل تدهور القدرة الشرائية، ثم لماذا يتهافت المواطنون على المواد الغذائية ورمضان شهر العبادات. عبارات تردد كل عام من طرف أصحاب الموائد الباذخة والذين لا يحسون بالجمرة التي تكوي البسطاء وهم عاجزون على تأمين إفطار متوازن بعد صوم ساعات طوال. وحتى السماء وإن شحت فندرة المياه لن تطال سوى البسطاء. هؤلاء من يتتبعون حركة السحب التي تتراكم وتتكاثف ثم تتبدد شيئا فشيئا، فتذوب توقعات مصالح الأرصاد الجوية في تغير جوي يأتي بالأمطار. لكن ما زال الأمل يشد البسطاء في أمطار غزيرة في الأيام الأولى من شهر رمضان. كل الأخبار مهما كانت بسيطة أو عظيمة تتجاذبها الإشاعة والإثارة، مرورا بالصفيح السياسي الساخن الذي نعيشه جراء الحراك وما يدور في كواليسه. وحادثة اغتصاب القاصر «سعيد شتوان» التي أسالت الأقلام ولعاب المؤثرين، هي أكبر دليل على ضعف الإعلام وغياب مصداقية مواقع التواصل الاجتماعي. تخبط كبير وتضارب في المعلومات، لكن، بينما تقوم الدنيا على اغتصاب الذكر، تغتصب الإناث كل لحظة وتمر حوادث الاغتصاب تلك ضمن المتفرقات وكأن الفتاة خلقت لأن تغتصب أو موضوع ينسجم وطبيعة الجريمة التي تحمل الأنثى تبعاتها لأنها تعتبر جزءا من الواقعة ومعبرا امتيازيا لجعلها شريكة في الجريمة بشتى الطرق، بسبب شكلها أو هندامها أو «سمعتها»؟!
مصداقية الأخبار مهما كانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية وحتى الثقافية تهتز بكثرة التضارب في الآراء وانعدام المواجهات بين الإعلام الرسمي والموازي، لأن الأول يعتبر أنه يمتلك الحقيقة والمصداقية والإعلام الموازي أصبح أسرع في نقل الأخبار ونشرها، رغم ما يتعرض له من انتقاد لحد التجريم أحيانا. والجميع على منصات التواصل الاجتماعي يمكنهم إبداء آرائهم في فضاء مفتوح لا تحكمه خطة افتتاحية ولا تعيقه أسئلة مذيع أو مذيعة لا يتركان للضيف فرصة للكلام. أكيد سيتفرغ المواطنون للمسلسلات الرمضانية بعيدا عن السياسة وهموم الواقع وجدل المواقع.

مفاجآت البرامج الجزائرية

ككل سنة تنتج العشرات من المسلسلات والبرامج، فقط وبسبب جائحة كورونا تراجع السباق الفني للسنة الماضية وها هو هذه السنة يستعيد نشاطه بعد تراجع الوباء في الجزائر، وستتنوع المشاهدات بين الكوميديا والتراجيديا وبين المسلسلات الجديدة وتلك التي تدخل في موسمها الرابع مثل سلسلة «دقيوس ومقيوس» ومن يواصل مشواره الثالث مثل «عاشور العاشر» و الطبعة الثانية مثل مسلسل «يما» ومسلسل «خالي». هذا إلى جانب الإنتاج الجديد مثل مسلسل «المليونير» تراجيدي كوميدي بطولة بيونة وحسان كشاش وسارة لعلامة ونبيل عسلي. والتونسية عزة سليمان بطلة مسلسل «أولاد مفيدة» إضافة إلى تواجد معظم هؤلاء الفنانين في الجزء الثاني من مسلسل مشاعر الرومانسي الذي يصور في تونس ومن إخراج محمد الجوك التركي.
تعول «النهار» التي ستعرض مسلسل «المليونير» على هذا العمل والذي تعتبره أضخم مسلسل رمضاني يجمع الجزائريين داخل وخارج الوطن…».
قناة «النهار» دائما تطمح وتعمل لاختيار الأفضل لمشاهديها. المسلسل بأحداث مشوقة، في قالب جديد على الدراما الجزائرية». والمفاجأة أيضا في هذا العمل، هو أغنية الجنيريك التي يؤديها المغني العالمي المعروف فنيا باسم «سولكينغ» (عبد الرؤوف دراجي). وحسب موقع «النهار» فإن الأداء رائع ما زاد في العمل الفني ابداعا وتميزا». الأغنية كلماتها مزيج من الفرنسية والعامية الجزائرية. تقترب من شكلها من أغنية مليونير في مسلسل «نيللي كريم» بـ» 100 وش». سولكينغ ظاهرة فنية من مجرد «حراق» (مهاجر بطريقة غير شرعية) إلى فنان عالمي يحسب له مليون حساب.
أما المفاجأة التي لم يستسغها رواد مواقع التواصل الاجتماعي هي سلسلة «عقلية جزايرية» على قناة «الجزائر أن وان». وردة شارلومنتي مغنية راي تفتتح نشاطا مغايرا في رمضان وتهل على المشاهدين بـ»عقلية دزيرية». بمجرد نشر الإعلان عن السلسلة على اليوتيوب بدأت التعليقات المستهجنة والمتقززة من مشاهدة المغنية في التمثيل وهي منبطحة على بطنها بوزن زائد مما اعتبروه أنه لا يرقى لسلسة تتابعها العائلات في شهر رمضان. فهناك من طالب بالابتعاد عن القنوات التلفزيونية جملة. وقال بضرورة تدخل سلطة السمعي البصري. وهناك من طالب بمقاطعة السلسلة الشارلومنتية . وهناك من تهكم قائلا: «خريجة المسرح الجزائري وردة شارلومنتي في شهر رمضان كونوا بالموعد». ولأن «الراي» على طاولة اليونيسكو. فلا مانع من مشاهدة شارلومنتي وغيرها على القنوات التلفزيونية كمذيعات ومذيعين وممثلات وممثلين وأبطال برامج. ما الذي يمنع؟ بدون الدخول في إشكالية «الراي» النظيف والراي الماجن «وراي الملاهي». وفي النهاية وردة شارلومنتي على طبيعتها لا تغوص في مسائل الفن وجذوره وعمقه الهوياتي والحضاري ولا يحزنون. جاءتها فرصة فاغتنمتها دون زيادة أو نقصان.

طوارق ليبيا

طوارق ليبيا في مسلسل رمضاني يحمل  عنوان «أغرم المدينة العائمة». أول مرة يعرض عملا دراميا عن طوارق ليبيا. حيث أوضح السيناريست هشام الزروق ل 218 «أن مسلسله الدرامي محاولة لصنع استكمال جديد، وامتداد آخر للخرافة الليبية، وصنع أحداث تلائم البيئة الليبية بصفة عامة».
ويضيف أنه «تمت الاستعانة بالثقافة الطارقية لتجسيد هذه القصص والخرافات». «أغرم» الاسم القديم لمدينة غات، وسميت بالمدينة العائمة لمواجهتها السيول عبر الزمن، دون أي أضرار في بنائها وبنيتها التحتية، حسب موقع 218 دائما. تدور أحداث العمل في مدينة غات (آغرمن غات) ويتناول قضايا الطوارق وحياتهم ومعيشتهم وتنقلاتهم داخل ليبيا وفي منطقة الصحراء الكبرى. ويضيف السيناريست الزروق أن: «الطوارق مكون مهمّ من مكونات ليبيا، بالإضافة إلى أسلوب حياتهم الساحر والمليء بالأحداث المميزة، يعتبر بيئة خصبة لأي طرح درامي، من حيث التفعيل والتجسيد البصري. المسلسل من إنتاج شركة «رؤى» الإعلامية ومن تصوير وإخراج وبكر زين العابدين، وبطولة نخبة من نجوم الدراما الليبية. والسيناريو مزيج من اللغات التي يتكلم بها سكان غات والمجاورين لها، مثل «الهاوسا» ولأول مرة تدخل «تماهق» لغة الطوراق في سيناريو والدراما عموما. وعالمية الروائي إبراهيم الكوني تعود لمهارته في تطويع طبيعة الحياة لدى الطوارق في رواياته ولغوصه في التاريخ الشفهي المحبوك بتنويعات مخيالية من حكايات وأمثال وأساطير. الهروب إلى هذا العالم المبني على الأساطير والحكايات الخرافية، هو بمثابة اللجوء إلى بر الأمان وسط الفوضى وتفكك البنى الاجتماعية والقبلية الليبية وانهيار قيم الأمان والمحبة. الجنوب الليبي، بمكونه الطارقي، والذي بقي منطقة آمنة نسبيا يعني الكثير للمشاهد الذي قد يغير من نظرته لسكان تلك الربوع ولثقافتهم ويطلع ويتعرف بشغف على حياة أخرى بسيطة المظاهر معقدة الطقوس والعلاقات.

«عركة» على الخطوط الجوية التونسية

تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق لحالة من الفوضى وتبادل العنف بين مسافرين تونسيين على متن طائرة الخطوط الجوية التونسية الآتية من مطار اسطنبول نحو مطار قرطاج صباح الأحد الماضي. ويظهر مقطع الفيديو انخراط عدد من الأشخاص في معركة على متن الطائرة التي تأخرت رحلتها مدة ست ساعات ودخول عدد من المسافرين في اشتباكات بالأيادي وتبادل اللكمات بسبب مناوشة اندلعت من أجل مقعدين (حسب موقع الصباح نيوز). والمشاهد للفيديو الذي انتشر بسرعة، على كل الصفحات الفيسبوكية كالعادة وبنفس التعليقات والعبارة: «عركة في طيارة التونيسار… على زوز كراسي كلات بعضها» يلاحظ أن العراك كان على أشده بين راكبتين شابتين برفقة مسنات تبدوان مسالمتين. وأظهر الفيديو تشابكا بالأيدي وشد الشعر والصراخ الشديد والشتم والكلام البذيء. مع فوضى كبيرة، مما جعل طاقم الطائرة يستنجد بالأمن لإعادة فرض الهدوء. في انتظار ما سيسفر عنه التحقيق وما سيكتب في التقرير حول ما جرى وكشف ملابساته.
الكل يحتاج لفهم ما يحدث في تونس. عن كم العنف الذي زاد والأمان الذي تزعزع. ويبقى الأمل في أن تظل تونس من الوجهات المحببة للسياح ربما تغير الوضع الاقتصادي يغير باقي المؤسسات ويعيد للعلاقات توازنها.

 كاتبة من الجزائر

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Linda imag:

    اشكرك استاذة مريم جزيل الشكر عاى هذا المقال الملم بوقايع المغرب العربي من معاناة الشعب الجزائري من الغلاء المعيشي وتدني القدرة الشراىية الى الاغتصاب،التهويل الاعلامي..وغيرها ،واهنىك بحلول الشهر الفضيل تصوموا بالصحة و الهناء

إشترك في قائمتنا البريدية