دبي – «القدس العربي»: يثير عراب الدراما السورية أيمن زيدان الجدل عقب مشاركته في مسلسل «العميل»، التركي المعرب، ذائع الصيت الذي يعرض حاليا على منصة «شاهد».
وزيدان من مؤسسي الدراما السورية، ومشاركته جاءت لأسباب متعددة أحدها «الشرط الإنتاجي الجيد»، لكنه لا يضع ذلك أولا بقدر أسباب أخرى وجملة عوامل ليقوم بدور المجرم ملحم في العميل، وهو عرف بالتريث في انتقاء أعماله كي تتماشى مع مسيرته الطويلة، فهو حفر في ذاكرة الدراما السورية بأداء تاريخي في شخصية «مفيد الوحش» في مسلسل «نهاية رجل شجاع» المأخوذ عن رواية حنا مينه، انتاج 1993، ومسيرته الطويلة تجبل التاريخي بأعمال البيئة باقتدار في المسلسلات التي شارك بها من خيبر إلى هولاكو وإمام الفقهاء والدوامة وزقاق الجن.
وعليه يسوق زيدان أسبابا أخرى مهمة أيضاً بالنسبة له دفعته للمشاركة في العمل الذي يحصد مشاهدات عالية على منصة «شاهد» ، ويقول لـ«القدس العربي» إن «العميل» فرصة للتعرف على شكل آخر من أشكال الصناعة الفنية في عالم مختلف؛ الأتراك لهم باع طويل في هذا المجال، وهم من سنوات طويلة بالعمل التلفزيوني دائما لهم تصور خاص سواء كنا نتفق معهم أو نختلف، لكن هي شكل صناعة ومنطق مختلفان».
يضيف «أيضا؛ عندما قرأت المشروع حقيقة وجدت أنه هناك إمكانية لاشتغل على دور الشخص الشرير «ملحم»، لكن علي المحاولة من الهروب من الأطر النمطية بمعنى أننا دائما للأسف نرى أن الفارق بين الإنسان الخير والشرير هي مسألة مهمة جدا يتركها الفنان جانبا عندما يجسد هذه الشخصيات، فليس هناك إنسان شرير بالمطلق أو خير بشكل مطلق، لذلك عندما أديت الدور اشتغلت على هذه الجوانب. وعلينا أن نرى أن الجوانب الشريرة واضحة في أفعال والحوار والأحداث التي تمر بها الشخصية، لكني حاولت الدخول للرواق الإنساني الخير داخله على الرغم من محدوديته، أو بالمعنى الجانب العاطفي الموجود لديه وشعوره بالذنب خاصة من خلال علاقته مع ابنته خولة أو من خلال الجانب العاطفي الذي يربطه حتى بالعناصر المافيوية، التي تشتغل معه، هذا الجانب الإنساني حقيقة أوليته كل الاهتمام كي لا تكون الشخصية بالنهاية هي حالة شكلانية لشرير تقليدي وهذا فكرت فيه جيدا. وأتمنى أن أكون قد نجحت بهذا الموضوع».
زيدان يقوم بالتصوير حاليا في» العميل» مع فريق العمل ويؤدي دور ملحم زعيم العصابة ويشاركه البطولة الممثل سامر إسماعيل.
يشارك زيدان الذي أثار الجدل مؤخرا عند اعتذاره عن التكريم في مهرجان الإسكندرية السينمائي تضامنا مع لبنان وغزة في عمل جدلي وإشكالي وتاريخي ومفعم بالواقعية في رمضان المقبل، يقول ل-»القدس العربي» نحن الآن بصدد العمل على مسلسل «ليالي روكسي»، وهو عمل تجري أحداثه 1928 ويتصدى بهيكله الرئيسي للصعوبات التي واجهها انجاز أو تصوير أول فيلم سوري وهو: «المتهم البريء»، طبعا هذا العصب الأساسي للعمل عن الصعوبات التي تواجهها هذه التجربة وطبعا ضمن إطار حكائي فيه مجموعة متعددة من الخطوط الاجتماعية والإنسانية، ألعب فيه دورا مختلفا؛ يحاول أن يدافع عن هذه التجربة وعن كل اللحظات التنويرية التي يسعى أن تتحقق في وطننا كرجل وطني، هذه التجربة هي من اخراج الصديق محمد عبد العزيز وكتابته بمشاركة مع مجموعة من الكتاب الموهوبين، حقيقة آمل أن نخطو بهذا الامتحان درجة للأمام وأن يشكل مسلسلًا ذا طابع فرجوي خاص به».