واشنطن ـ «القدس العربي» ـ عواصم ـ وكالات: تستعد ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما لجولة جديدة من العقوبات التي تستهدف الصناعات الروسية الرئيسية في محاولة لاجبار موسكو على دعم خطة السلام المقدمة من الرئيس الاوكراني الجديد بترو بوروشينكو.
ووفقا للمعلومات المتسربة من البيت الابيض فان الادارة الامريكية تمضي قدما في دراسة اجراءات جديدة ضد روسيا تم وصفها بالعقوبات المشرطية وهي تستهدف ايضا على نطاق ضيق قطاعات التكنولوجيا والدفاع والمالية. ومن المتوقع ان تشمل العقوبات الجديدة منع الشركات الامريكية والمؤسسات المالية من التعامل مع البنوك الروسية الكبرى ومنع عمليات نقل التكنولوجيا الى قطاع صناعات الغاز الطبيعي وحظر عقد صفقات مع الشركات الروسية المتخصصة بالدفاع .
وتمثل هذه الخطوات تصعيدا كبيرا في العقوبات المفروضة على موسكو وتشير الى ان الولايات المتحدة متشككة من المبادرات الاخيرة للرئيس الروسي فلادميير بوتين في محاولة من الكرملين للتخفيف من حدة الوضع في اوكرانيا .
وقد طلب بوتين من البرلمان الروسي الغاء الترخيص الذي يسمح له بغزو اوكرانيا واشاد باتفاق وقف اطلاق النار الهش بين كييف والحركة الانفصالية الموالية لروسيا في المناطق الشرقية والجنوبية من البلاد كما شجع بوتين المحادثات المباشرة بين الجانبين .
وجاءت هذه التحركات بعد نشر تفاصيل محادثة هاتفية لاوباما جاء فيها بان الولايات المتحدة ما زالت مستعدة لفرض عقوبات اضافية اذا تطلبت الظروف ولكن المبادرات الروسية ازدادت تعقيدا بعد سقوط طائرة عسكرية اوكرانية على يد المتمردين مما اسفر عن مقتل تسعة. ومن المرجح انه تم استخدام مدفعية ثقيلة قدمتها روسيا خلال العملية. وذكرت وزارة الخارجية الامريكية في الاسبوع الماضي ان روسيا سترسل دبابات واسلحة اضافية عبر الحدود الاوكرانية لمساعدة الانفصاليين. وقال البيت الابيض في وقت سابق ايضا بانه على الرغم من اوامر الانسحاب الا ان القوات الروسية حشدت نفسها مرة اخرى على الحدود مع اوكرانيا.
وقال جوش ارنست السكرتير الصحافي للبيت الابيض، الثلاثاء، ان هنالك فرصة لبوتين للعب دور بناء في تهدئة الاوضاع في شرق اوكرانيا وهو دور ينطوي على اكثر من مجرد كلمات بل اجراءات ملموسة، مؤكدا بان وقف صرف الاسلحة للحركة الانفصالية من شأنه ان يقلل من فرصة فرض عقوبات اضافية .
وتبدو جهود الولايات المتحدة بممارسة الضغط على موسكو من خلال فرض عقوبات اضافية اكثر تعقيدا هذه الايام بعد تردد واضح من الحلفاء في اوروبا بسبب القلق من ان العقوبات قد تؤدي الى الاضرار باقتصاداتها، كما حذرت الشركات الامريكية نفسها من ان العقوبات قد تضر بالعمال والشركات في الولايات المتحدة، وبهذا الاتجاه تنوي غرفة التجارة والرابطة الوطنية للمصنعين شن حملة دعائية في معظم الصحف الامريكية تحذر من العقوبات.
وشدد الغربيون ضغوطهم، أمس الخميس، على موسكو التي طالبتها واشنطن بان تثبت «في الساعات المقبلة» انها تعمل على تهدئة الوضع في شرق اوكرانيا، وذلك عشية انتهاء مهلة وقف هش لاطلاق النار.
واثر محادثات أولى، الاربعاء، دعا الرئيس الفرنسي أولاند وميركل بوروشنكو وبوتين الى «العمل معا» لوقف المعارك بين الانفصاليين الموالين لروسيا والجيش، بحسب باريس. وطلب بوتين تمديد العمل بوقف اطلاق النار.
والاربعاء، اصيب اربعة مظليين من القوات الاوكرانية بجروح في هجوم لانفصاليين ضد حواجز مرور، بحسب متحدث باسم الجيش. والخميس اشارت وسائل الاعلام الاوكرانية الى هجوم لمسلحين ضد مطار في مدينة كراماتورسك بالقرب من سلافيانسك احد معاقل الانفصاليين والتي شهدت معارك ضارية منذ اسابيع.
من جانبه، أعرب الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو امس الخميس عن اسفه للدعم غير الكافي الذي تبديه موسكو ازاء خطة السلام عشية انتهاء مهلة وقف اطلاق النار الهش الذي اعلنه في شرق اوكرانيا.
وقال في كلمة القاها امام المجلس البرلمان لمجلس اوروبا في ستراسبورغ ان خطة السلام لشرق اوكرانيا «لن تكون ناجعة الا اذا لعبت روسيا دورها لكن حتى الان ومع الاسف دعم موسكو ليس كافيا». واضاف ان «الحرب غير المعلنة مستمرة حتى الان، من خلال استدعاء المرتزقة الذين يجتازون الحدود الروسية».
إلى ذلك، أعلن زعيم الانفصاليين الاوكرانيين الموالين لروسيا أمس الخميس أنه سوف يتم إجراء جولة جديدة من المباحثات لإنهاء الصراع الدموي في أوكرانيا اليوم الجمعة في مدينة دونيتسك بشرق البلاد .
رائد صالحة
عقوبات أمريكية وغربية جديدة ضد روسيا إذا لم تتوقف عن تسليح الموالين لها هذا بالنسبة لأوكرانيا أم بالنسبة لسوريا فخذوا راحتكم أيها الروس .زودوا بالسلاح أقتلوا وافعلوا ما تشاؤون….
الانجازات الجيوسياسية المتـتالية لبوتين اظهرت ان بوتين ليس بمراهق سياسي فهو يحسب خطواته بدقة … كل العقوبات التي فرضتها اوروبا و امريكا على روسيا اثبتت سخافتها فقيمة الروبل اليوم بالنسبة للدولار و اليورو اصبحت اقوى مما كانت قبل الازمة الاوكرانية … الاتفاق الاروربي الاوكراني اليوم يخفف عبء الدعم الروسي للاوكرانيا و التي تقدر المليارات و هذا يصب في المصلحة الاقتصادية لروسيا … العلاقة الاقتصادية بين روسيا و اوكرانيا ليست محصورة بالغاز فقط .. عناك 5 ملايين اوكراني يعملون في روسيا … معظم الانتاج الزراعي اوكراني يصدر الى روسيا الخ … اوروبا نفسها و اكثرها المانيا مرتبطة اقتصاديا بروسيا 6000 شركة المانية تعمل و تستفيد من روسيا … اي عقوبات على روسيا تعني ان اروربا تعاقب نفسها و هذا سيدخل اوروبا في ازمة اقتصادية … و هل تستطيع اوروبا ان تعطي اوكرانيا ما كانت تعطيه روسيا للاوكرانيا المقدر بعشرين مليار دولار …