علاء ميناوي: سندعم من يصرّون على خيار المسرح ونهديهم ورشة العمل

زهرة مرعي
حجم الخط
0

المدرسة الصيفية للفنون الأدائية في بيروت حيث المسرح يتجه للتشاركية

بيروت-»القدس العربي»: لأن أهل المسرح الجدد يفتقدون إلى الخبرات التي حرمهم منها الانهيار والتفجير وكورونا، ستنعقد في بيروت ورشة تدريب بين 7 حزيران/يونيو و 6 تموز/يوليو تحمل عنوان المدرسة الصيفية للفنون الأدائية. فقد وجد الفنان اللبناني الفلسطيني علاء ميناوي ضرورة ملحة لتشارك الخبرات بين من يمتلكونها، ومن يحتاجونها في هذه الظروف الصعبة. حفّزه على مبادرته تلك الإصرار الذي لمسه من طلاب المسرح على متابعة دراستهم رغم كل ما يحيط بهم. ولهذا كان الرأي بأن الورشة مجانية بالكامل وحماس الفنانين المعروفين للمشاركة وبدون مقابل كان كبيراً. كذلك فعل استوديو لبن ومركز هونا، اللذان قدما فضائيهما لانعقاد المدرسة.

عن المدرسة الصيفية للفنون الأدائية هذا التحقيق:
شرح مدير استوديو لبن وعضو الفرقة المسرحية تمثيلاً وعزفاً علي ضاوي الحوافز التي أملت تنظيم المدرسة الصيفية للفنون الأدائية بالتعاون مع الفنان علاء ميناوي، وقال: التعاون مع علاء ميناوي الفنان والمختص بالضوء قديم العهد. وكلما عاد من هولندا إلى لبنان نعقد معه دورة تدريب. الفرقة المسرحية لأستوديو لبن تحتاج لهذا التدريب، فنحن من ينفذ كافة متطلبات مسرحنا. مؤخراً كان تواصل بيننا وطرح علاء مشروع المدرسة الصيفية للفنون الأدائية الذي يهدف لخدمة المتخرجين الجدد وطلاب الجامعات، بحيث يرون المنظور الأدائي في المسرح، وليس فقط ما تلقوه في الجامعة. ويتسع المشروع لتقديم عدة عناوين بحيث يتابع المنتسب للمدرسة تدريباً في اختصاصه وخارجه. فالمقررات المعتمدة للمدرسة الصيفية منوعة، وعناوينها إخراج، وتمثيل، وأداء، ونقد وغيرها.
وأضاف: فكرة علاء ميناوي بثت فينا الحماس خاصة وأننا نعمل في أستوديو لبن على المسرح التطبيقي. ولأن المدرسة الصيفية مجانية، والمدربين قدموا جهدهم بدون مقابل، فنحن بدورنا قدمنا الأستوديو مجاناً. فمنذ تجهيزنا لأستوديو لبن ورغم صغر مساحته، إلاّ أنه يستجيب لفكرة التدريب، وكذلك التجريب المسرحي والوصول إلى المسرح، فلسنا مكاناً ثقافياً تجارياً. إذاً نحن سنكون مع مدرسة صيفية لفنون الأداء وفق أسلوب منهجي وعلمي. وهذا ما يسمح بتطويرها إن قررنا تكرار التجربة في العام المقبل.
*ما هو عدد الأساتذة أو المدربين المشاركين في المدرسة الصيفية؟
**ثمانية أساتذة، وكل منهم يقدم مقرراً من ضمن اختصاصه. والأساتذة هم فنانون مؤدون أو أساتذة جامعيون. تواصلنا معهم من خلال المعرفة الشخصية، وجميعهم كان متجاوباً. فليس لنا في هذا الزمن الصعب طلب بدل مادي سواء كان المتدربون فنانون أو متخرجون جدد، فالجميع عاطل من الشغل. والتعاون من المدربين كان جميلاً جداً، رغم ظروفهم الصعبة. وفي المقابل هم يدركون أن الخريجين ليسوا في وضع أفضل.
*هل من جهة داعمة لكم؟
**لم نبحث عن دعم. وإن نجحت المبادرة وقررنا تكرارها ربما نبحث عن صيغة مختلفة أو دعم ما. فليس طبيعياً أن يستمر الأساتذة في العمل مجاناً. الإقبال كبير، فتحنا باب تقديم الطلبات اونلاين لـ 24 متدرباً لقبول 10 منهم. في أقل من يومين كنّا مع 24 طلباً. وعندما رفعنا عدد الطلبات إلى 40 بلغناه في أقل من يومين. الرغبة كبيرة جداً لدى الفنانين بتطوير قدراتهم خاصة بعد انقطاع كامل عن أي تدريب أو عمل، وأغلبية الطلاب تابعوا دراستهم أونلاين. نأمل أن تكون طاقتنا الاستيعابية أكبر في العام المقبل.

جورج عبود: الجميع رغب بالتسجيل في المقررات الثمانية

كان جورج عبود يهوى التخصص بالمسرح والفنون، لكنه راح صوب المحاسبة والتدقيق. هوايته نمت أكاديمياً من خلال ورشات التدريب الكثيرة التي تلقاها على يد فنانين محترفين وكان آخرهم المخرج جاك مارون. هواية تطورت نحو الاحتراف من مساعد لجاك مارون إلى مساعد مخرج له في مسرحية «الوحش». فماذا عن انطباعاته عن الطلبات التي تلقاها للانتساب إلى المدرسة الصيفية للأداء؟ يقول: قرر علاء ميناوي أن يتقدم كل متدرّب إلى 6 مقررات من أصل 8. للدخول في كافة نواحي العمل المسرحي أو الفني. الممثل يحتاج معرفة معنى الإضاءة والملابس وغير ذلك من خلال معلومات ضرورية. حتى وإن كان لأحدهم خبرة في الإضاءة فهو سيضيف إليها جديداً. تدفقت الطلبات بسرعة وأكثرهم رغب بالتسجيل في المقررات الثمانية معاً. فالدراسة أونلاين جعلت المتقدمين للمدرسة الصيفية راغبين بتدريب في كافة الاختصاصات. لم يكن التماس مباشرا مع المتقدمين فهو أونلاين بهدف منع الانحياز الشخصي. لكني كنت حاضراً عبر الهاتف لأي استفسار. وبوصول الطلبات إلى 40 توقف السيستام عن القبول. سنغربل الطلبات في المرحلة الأولى والاختيار النهائي للأساتذة فهم من سيقدم المقررات.

علاء ميناوي: كنا محظوظين وراكمنا الخبرات

علاء ميناوي الفنان اللبناني الفلسطيني الذي قرر الاستقرار في هولندا، دون قدرة انفكاك عن الأمكنة الأولى، فهو يتردد إلى لبنان أكثر من مرة في العام. وفي كل مرة يصمم أن تكون إقامته مثمرة في كافة الإتجاهات، فيقرنها بورشات عمل متخصصة.
في مدرسة بيروت الصيفية للفنون الأدائية التي اقترحها علاء ميناوي يقدم مقرراً بعنوان «السردية في الضوء». نسأله: كيف لنا أن نحكي روايتنا من خلال الضوء؟
*هو مقرر أدرّسه منذ سنوات في إحدى جامعات هولندا. عندما نستعمل الضوء في المسرح، أو فن العمارة أو أي انجاز آخر، يمكنه أن يحمل قصة وسردية كاملة من بدايتها إلى نهايتها. ورشة العمل بحد ذاتها تسعى للبحث عن هذه السردية. تبحث عن أسس السرد، وكيف لها أن تتشابه مع امكانات الضوء. ورشات التدريب تعتمد غالباً على قصص شخصية، وكل من المشاركين يقدم قصته من خلال الضوء، أي يحولها إلى سردية في الضوء.
*ما هو الحافز الذي دفعك لتنظيم مدرسة بيروت الصيفية للفنون الأدائية؟
**الفكرة تراودني منذ زمن بعيد، والحاجة ملحة للمشاركة بالمعرفة. الجانب الأكاديمي في دراسة الفنون مهم جداً، لكن ثمة أفرادا يمارسون منذ سنوات المسرح وفنون الأداء، ولكل منهم خبرته في ميدان محدد، أن يشاركوا خبراتهم مع المبتدئين في هذا الفن هو أمر مهم وأساسي. كافة العاملين في المسرح وفنون الأداء يحتاجون لورشات عمل، لكنها مُكلفة حتى في هولندا. وفي لبنان شيء من الخيال أن يشارك الخريجون الجدد في 8 ورشات عمل لها بدل. فلكل من يشارك خبرته مع الآخرين حقه بتحديد المبلغ الذي يرضيه. في زيارتني لبيروت بين شهري كانون الأول/ديسمبر وشباط/فبراير الماضي، وكانت الأولى لي بعد تفجير المرفأ، نظّمت ورشة عمل مجانية عن الإضاءة في أستوديو لبن، بمشاركة حوالي 15 فناناً. واللافت أن بعضهم كان ينتقل يومياً من طرابلس إلى بيروت، وبعضهم الآخر من النبطية إلى بيروت. وهذا ما حفّزني للدعوة إلى مدرسة بيروت الصيفية للفنون الأدائية وأن تكون مجانية. ولأني عملت مع تجمع إغاثة المسرح في لبنان والتي تأسست بعد التفجير تعرّفت إلى الصعوبات التي يواجهها أهل المسرح. التفجير بدّل شكل العمل الفني في لبنان، وهو يتجه بشكل كبير ليكون تشاركياً. وفي الملفات التي تلقاها تجمع إغاثة المسرح اكتشفنا معاناة طلاب المسرح مع الانهيار الاقتصادي وجائجة كورونا والانفجار، ومع ذلك هم مصرون على متابعة دراستهم. هذا كان ملهما لي فقررت السير بفكرة المدرسة التي هي بالأساس مجموعة من ورشات العمل يقدمها مجموعة من الفنانين أصحاب الخبرة لسنوات طويلة في العمل. سيشاركون خبراتهم مع الخريجين الجدد أو الطلاب في سنواتهم الأخيرة، أو من يعملون في المسرح منذ سنوات قليلة من دون خبرة أكاديمية. لدى تواصلي مع أصدقائي الفنانين لتقديم الفكرة وبأنها ستكون مجانية بالكامل، كان الرد السريع: أكيد. وكذلك الأمر مع أستوديو لبن الذين قدموا المكان، وكذلك مركز هونا الذي سيستقبل الورشة التي يقدمها الزميل علي شحرور. ونحن لسنا بحاجة لأي دعم. فقد اكتشفت أننا محظوظين كفنانين، فقد عشنا حياة فنية ومسرحية قبل التفجير وقبل الانهيار. وكان متاحاً لنا إيجاد الدعم وتقديم الأعمال المسرحية ومراكمة خبراتنا، في حين يفتقد الجدد من خريجي المسرح لتلك الأجواء. سندعم من يصرورن على خيار المسرح رغم كافة الظروف، لهذا نهديهم ورشة العمل هذه. كمحترف أحيي هؤلاء الزملاء الذين يدفعهم شغفهم أولاً واخيراً.
*لماذا فقط ستضم الورشة الصيفية عشرة متدربين؟
**السبب الأول حماية من جائحة كورونا، والحرص على مسافة متر ونصف المتر بين متدرب وآخر. ثمّ أن بعضاً من ورشات العمل تصبح غير ذات فائدة مع عدد أكبر، لأنها تركز على الفرد وتسمعه. ومن هذه الورشات التمثيل، الرقص وحتى الإضاءة.
*وماذا عن الغدوات المنظمة بالتعاون مع لما الأمين؟
**لما الأمين فنانة لبنانية تعمل في المسرح منذ سنوات، وبالتعاون معها سندعو للغذاء فناناً من غير المشاركين في ورشة العمل، أو أي إنسان يعمل في مجال المسرح. لما وأنا سنطهو على سطح أستوديو لبن، بحضور المشاركين في ورشة العمل. وخلال الغذاء سنتحاور مع المدعو عن تجربته في المسرح. والغدوات المنظمة مرة كل أسبوع.
نبذة عن علاء ميناوي: بدأ حياته المهنية مصمم إضاءة وسينوغراف ولا يزال. مخرج وينجز تجهيزات فنية في المساحات العامة. شارك في أكثر من 300 عمل فني في لبنان وهولندا ورومانيا وغيرها. عمله الفني «ضوئي هو ضوؤك» تم تسجيله في سنة الأونيسكو للضوء سنة 2015. وفي سنة 2016 تمّ ترشيحه من قبل «آرك آوورد» لجائزة أفضل ضوء.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية