‘زمن حاسم للقرار’
بين نتنياهو في هذا الاسبوع أنه اذا كان الصراع موجودا منذ نصف قرن، منذ أكثر من 46 سنة، فيجب أن يكون مقرونا بشيء آخر لا بمبدأ الارض مقابل السلام. إن عندنا فهما غير سيء لذلك الشيء لأننا في كل مرة أخلينا فيها ارضا نفذنا بصورة دقيقة مطالب كثيرين في المجتمع الدولي كانت اقتلاع المستوطنات والعودة الى خطوط 1967 مقابل السلام. وقد سلمنا اراضي مقابل السلام لكننا لم نحصل على سلام’، قال.
‘إن هذا الموقف هو الاهم عند نتنياهو’، قال مسؤول سياسي رفيع هذا الاسبوع. ولهذا حينما تبين أن موقف نتنياهو يعارضه رئيس الدولة شمعون بيرس كان الغضب في ديوان رئيس الوزراء على بيرس حقيقيا.
إن الرئيس يقول ذلك الكلام في احاديث يجريها من حين لآخر مع وزراء واعضاء كنيست من عدة كتل حزبية. وبين بيرس أن اصرار نتنياهو هذا ‘من الفضول’ كما عرفه، وقد يفشل التفاوض. وقال أحد المسؤولين الكبار التقى بيرس إنه حتى عرفه بأنه ‘طلب هاذي’.
يبين بيرس في تلك الاحاديث أن ‘دولة اسرائيل عرفت نفسها بأنها دولة يهودية في وثيقة الاستقلال’، ويبين أن ‘الشيء الوحيد الذي يقرر هل تبقى دولة يهودية هو ضمان الاكثرية اليهودية فيها’. ويضاف موقف بيرس في هذا الشأن الى موقف رئيس يوجد مستقبل الوزير يئير لبيد. فقد عرف لبيد في مقابلة صحفية قبل شهر الاصرار على طلب الاعتراف بالدولة اليهودية بأنه ‘سخافة’.
في حين أن لبيد شخص سياسي يعبر عن مواقفه أولا في المجلس الوزاري السياسي الامني وقوته هناك محدودة، فهو واحد بين مجموعة اصحاب قرار، يعتبر الرئيس فوق الشعب وهو ذو تقدير وتأثير في العالم. واسوأ من ذلك أنه سيبقى دائما ‘متآمرا لا يكل’ كما عرفه رئيس الوزراء السابق اسحق رابين تعريفه المشهور. فبدل أن يؤيد موقف رئيس الوزراء في الساحة السياسية بلا تحفظ يرعى سياسة مستقلة ويحاول أن يؤثر باحاديث خاصة من وراء الستار. إن بيرس الذي عُقد على شرفه في هذا الاسبوع في المؤتمر الاقتصادي في دافوس اجتماع خاص لمنحه وسام شرف لعمله من اجل السلام، اصبحت له علاقات باردة برئيس الوزراء.
‘نحن في وقت حرج لاتخاذ القرارات. والبديل عن السلام خطير’، قال بيرس هذا الاسبوع ورأى من هم حول رئيس الوزراء ذلك الكلام جزءا من المحاولة الامريكية للضغط من الداخل تهيئة لاتفاق الاطار. ليس واضحا في هذه المرحلة ما الذي سيشتمل عليه اتفاق الاطار لكن الشيء الواضح أنه يوجد اجماع اسرائيلي على أن الفلسطينيين سيضطرون الى التنازل لاسرائيل في شأن عودة اللاجئين.
اذا تخلى الفلسطينيون عن عودة اللاجئين الفلسطينيين أو اعترفوا بأن اسرائيل دولة يهودية فسيكون نتنياهو مستعدا لأن يقول في اتفاق الاطار أن التفاوض سيقوم على خطوط 1967 مع تبادل اراض تشمل الكتل الاستيطانية. وبحسب ما قاله مصدر سياسي رفيع المستوى، فانه في حديث كان لنتنياهو مع رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت، قال الوزير لرئيس الوزراء إنه ما بقي نتنياهو يعلن ذلك دون أن يؤتى به لتقرر الحكومة فانه لن يترك بسبب ذلك.
داود وجوليات النسخة الكندية
تبين في هذا الاسبوع لعضو الكنيست احمد الطيبي من مصادره في السلطة الفلسطينية أن جون كيري عالم بوجود اشكالية في توقعه أن تتخلى اسرائيل عن وجود اسرائيلي في غور الاردن. ويقترح الامريكيون الآن أن يكون وجود اسرائيلي في الغور فترة يتم تحديدها وأن تقرر اسرائيل بعد انتهائها هل يوجد ما يدعو الى استمرار وجودها هناك.
يمكن أن نفهم من ذلك أنه برغم المواجهة بين وزير الدفاع يعلون وكيري فان الاحتجاج قد تغلغل. فيعلون ومن ورائه جهاز الامن كله غير مستعدين للتخلي عن الغور.
ونقول بالمناسبة إن العاملين مع يعلون استغلوا هجومه السافر على كيري في محاولة لكسب مكاسب سياسية. ففي اليوم الذي نشر فيه تصريحه اهتموا حوله بأن يعرفوا في المعسكر القومي كيف يقدرون وأن يأتوا لتعزيزه.
وفي شأن المستوطنات يبدو ان رئيس الوزراء غير مستعد لاخلاء مستوطنات في المرحلة الاولى، وأن الانطواء في الكتل الاستيطانية المعروفة سيكون مصحوبا ايضا بالحفاظ على ‘اصابع’ في مناطق مهمة تاريخيا لاسرائيل مثل بيت ايل وشيلا والخليل.
يتبين من احاديث مع كل رؤساء الائتلاف الحكومي موقف مفاجيء بقدر ما بالنسبة للقدس. يبدو أن لبيد ولفني وبينيت ونتنياهو بالطبع مجمعون على الحل في القدس، فالجميع يتفقون على أن القدس رمز وأنها مهد الثقافة والتاريخ وأنها عاصمة الشعب اليهودي في الماضي والحاضر. ويبدو أن هذا هو الائتلاف الذي فيه اجماع على وحدة القدس، فبعد أن اقترح رئيسا وزراء اهود اولمرت واهود باراك تقسيمها، يبدو أن هذه الحكومة نجحت في أن تغير قواعد اللعب.
فاجأ رئيس وزراء كندا هاربر في هذا الاسبوع وزراء الحكومة والضيوف حينما حضروا المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نتنياهو في القدس. فقد سئل هاربر مرة بعد اخرى عن سياسة اسرائيل الاستيطانية فأجاب: ‘لست هنا لانتقد اسرائيل’. وإن ايضاح هاربر بأن اسرائيل ما زالت داود وأن العالم العربي هو جوليات، قد علم الاسرائيليين درسا في الصهيونية.
‘أرى أنهم أمس في السلطة لم يطلبوا إلي أن أعلم السلطة وأنتقدها في شأن حقوق الانسان أو كل شيء آخر’، بين هاربر، ‘وحينما أكون في اسرائيل يُطلب إلي أن أُعلم اسرائيل بعلامة. وحينما أكون في السلطة يُطلب إلي أن أنتقد اسرائيل، وفي اسرائيل ايضا… اعتقد أنه يجب أن نتعلم من تجربتنا في كندا، وعندنا تجربة صالحة بقدر كاف، لتقبل أناس ذوي خلفية مختلفة وثقافات مختلفة فهذا هو الـ دي.ان.إي لدولتنا.
‘إن الدرس الذي تعلمناه هو أنه حينما تعتبر جهة ما اقلية صغيرة في العالم فيجب ان تخرج من طورك كي تحتضنها كي لا تكون معرضة للانتقاد، وهذه هي الاخلاق الكندية. وهذا هو السبب الذي يجعل كنديين كثيرين يتفهمون التوجه الذي نأخذ به والذي لا يمنعني من محادثة حكومة اسرائيل وحكومة السلطة في امور نتفق عليها واخرى لا نتفق عليها، وأن نعبر عن الفروق في التوجهات بيننا. إن الحديث عن هذه الامور بصورة خاصة أكثر مردودا’. قال هاربر.
إن هاربر الذي طار في هذا الاسبوع في مروحية من القدس الى الشمال حيث زار اماكن مقدسة للمسيحية اضاف انه فاجأه أن يرى خصر اسرائيل الضيق، وقال إن ذلك علمه أن ‘كل مطالبكم الامنية واضحة. فالمسافة هنا من الطرف الى الطرف المقابل ضربة لكم’، قال ملخصا.
اسرائيل اليوم 24/1/2014