علاوي وزلماي زاد يقلبان طاولة تشكيل الحكومة وسيناريو لإبعاد الجعفري
تأجيل عقد اجتماع مجلس النواب العراقي الجديد الأسبوع المقبلعلاوي وزلماي زاد يقلبان طاولة تشكيل الحكومة وسيناريو لإبعاد الجعفريبغداد ـ القدس العربي ـ من هاني عاشور: اصبح في حكم المرجح تأجيل عقد الجلسة الاولي لمجلس النواب العراقي الي اسبوعين قادمين بعد ان كانت مقررة في الخامس والعشرين من شباط/ فبراير الجاري.واوضح عضو مجلس النواب والتحالف الكرستاني محمود عثمان ان تغييرات طرأت علي الموعد المذكور حيث كان من المفروض ان يدعو رئيس الجمهورية يوم السبت المقبل مجلس النواب لعقد اولي جلساته لكن في ظل الخلافات الراهنة ابلغ خبراء دستوريون رئاسة الجمهورية الي إمكانية تأجيل دعوة مجلس النواب الي 15 يوما أخري، حيث من المؤمل انهاء الخلافات العالقة بين الكتل السياسية والاتفاق علي المناصب السيادية من رئاسة مجلس النواب ورئاسة الوزراء والجمهورية وحسم حقيبتي الداخلية والدفاع الي اشخاص بغض النظر عن انتمائهم الطائفي ويكونون متفقا عليهم وحياديين .وفي ظل هذا التأخير بدا ان جهات عراقية بالاتفاق مع السفير الامريكي زلماي خليل زاد تستغل الوضع لقلب طاولة تشكيل الحكومة اذ اكدت مصادر مقربة من المفاوضات الجارية بين الكتل السياسة والتي يشارك فيها السفير الامريكي زلماي خليل زاد ان هناك محاولات لتوحيد راي بشأن إبعاد الجعفري عن رئاسة الوزراء، وقالت تلك المصادر، ان اجتماعا جامعا سيعقده رؤساء الكتل البرلمانية خلال الايام القليلة القادمة من المتوقع ان تسفر عنه مطالبة رؤساء قائمة التحالف الكردستاني وقائمة جبهة التوافق والقائمة العراقية وقائمة جبهة الحوار من قائمة الائتلاف تغيير مرشحها لرئاسة الوزراء لان هناك اعتراضات من قبل القوائم البرلمانية الفائزة علي مرشح الائتلاف لتولي هذا المنصب، والتأكيد من جانب زعماء الكتل المعترضة في مطالبتهم لرئيس قائمة الائتلاف علي انه في حال اصرار الائتلاف علي مرشحه الحالي ستضطر أغلبية اعضاء مجلس النواب الي رفضه. ولم تخف هذه المصادر ان السفير الأمريكي خليل زلماي زاد لم يمانع في ان تمضي الكتل البرلمانية في رفضها لمرشح الائتلاف إبراهيم الجعفري، بل انه يدفع بهذا الاتجاه وهو ما دفع الجعفري الأربعاء للتصريح بشكل غير مباشر بعدم التدخل وان تشكيل الحكومة شأن عراقي.وكانت قد طرحت بعض اوساط جبهة التوافق علي قائمة التحالف الكردستاني قيام تحالف يضمهما ويضم القائمة العراقية وقائمة جبهة الحوار وقائمة كتلة المصالحة والتحرير وقائمة الاتحاد الاسلامي الكردستاني، بما يضمن الوصول الي الاغلبية البرلمانية وترشيح أياد علاوي لمنصب رئيس الوزراء. وتابعت المصادر ان فكرة توجيه رسالة من قبل الكتل البرلمانية الي كتلة الائتلاف تطلب منها تغيير مرشحها لرئاسة الوزراء، ربما ستسهم باطالة زمن الازمة وتعقيدها سيما اذا تمت هذه الخطوة بدون ان يكون هناك توافق حقيقي في الرؤي بين القوي الرئيسية التي لها ثقلها بالبلاد وحلول لادارة الازمة بكل أبعادها، كما ان الحلول الاخري المطروحة ومنها اسقاط المرشح الحالي للائتلاف لرئاسة الوزراء في البرلمان ربما لا تفي بمعالجة الازمة من دون التوافق بين القوي الرئيسية. ووفقا لمصادر التحالف الكردستاني رفضت قائمة التحالف مثل هذا العرض مؤكدة ان قائمة التحالف الكردستاني ترفض تشكيل محور يهمش قائمة الائتلاف العراقي، مثلما ترفض التحالف مع الائتلاف العراقي وتهميش الاخرين .وكان قد ذكر الدكتور محمود عثمان عضو قائمة التحالف الكردستاني والمفاوض عن الكتلة الكردية ان الحوارات التي تجري الان ينبغي ان تكون رباعية وليست ثلاثية كما حصلت في بيت رئيس الجمهورية جلال الطالباني. وقال عثمان ان الذين شاركوا في تلك الحوارات هم ممثلو القائمة العراقية وجبهة التوافق والتحالف الكردستاني بغياب ممثلي الائتلاف العراقي الموحد بسبب التحفظات علي الجلوس مع القائمة العراقية برئاسة الدكتور اياد علاوي. وأوضح عثمان أن فكرة تشكيل كتلة نيابية أكبر من كتلة الائتلاف موجودة وتم طرحها من أكثر من جهة، لكن جوابنا في التحالف هو أنها سابقة لأوانها وأضاف نحن لسنا مع فكرة تشكيل هذه الكتلة مثلما لا نريد تفضيل طرف علي آخر ، وشدد التحالف الكردستاني أقرب الي الائتلاف الموحد من باقي القوائم، لأننا كنا شركاء في المعارضة ضد النظام المخلوع وكنا سوية في مجلس الحكم وكذلك في الحكومة الانتقالية المنتهية ولايتها، إضافة الي وجود ميثاق شرف بيننا وبين الائتلاف الموحد مستدركا هذا كله لا يعني أننا بعيدون عن باقي القوائم لأننا نؤمن بضرورة تشكيل حكومة تضم جميع القوائم دون استثناء ولا نرغب بتشكيل هذه الحكومة من قبل طرفين فقط، بل إننا نصر علي إشراك الباقين لأن ذلك يحقق أهداف الوحدة الوطنية ومستقبل البلد الذي نريد . وأكد عثمان أن الائتلاف الشيعي لا يتفق معنا في مسألة ضرورة إشراك جميع الكتل الفائزة، ولا يزال يمانع في إشراك القائمة العراقية بذريعة عدم الحاجة لإشراك هذه القائمة، إذا كان بالإمكان تشكيل حكومة تتكون من التحالف الكردستاني والتوافق والائتلاف، أما نحن فنعارض بشدة إبعاد هذه القائمة ونري أنه أمر غير جائز .وكانت المصادر قد قالت إن لقاءات عقدت في مقر مسعود البارزاني والطالباني في بغداد في الأيام القليلة الماضية تناولت فكرة احياء (جماعة الأربعة) التي كانت تشكل القيادة المركزية للمعارضة العراقية السابقة لنظام صدام حسين المخلوع. وأكدت مصادر قريبة من الاجتماع ان الفكرة قد تم طرحها خلال لقاء جمع الحكيم وعلاوي، وبعد ذلك في لقاء جمع الحكيم والبارزاني، ولقاء ثالث جمع الحكيم والطالباني، ثم استقر الرأي علي مناقشتها جماعيا. وكشفت المصادر أن فكرة احياء جماعة الاربعة تم تطويرها في سياق فكرة تشكيل جبهة وطنية تضم الاحزاب الرئيسية وهي (الحزبان الكرديان الرئيسيان والمجلس الاعلي وحركة الوفاق) علي ان تضم بعد ذلك الحزب الاسلامي العراقي، ومن الممكن توسيعها بعد ذلك لتضم قوي سياسية رئيسية اخري. وأوضحت المصادر ان الافكار التي تناولها اجتماع الزعماء سواء ما يتعلق منها باحياء فكرة جماعة الاربعة او ما يتعلق باقامة جبهة وطنية هدفها المركزي في هذه المرحلة حل الازمة السياسية التي تمر بها البلاد بصيغة التوافق.