هانوفرـ د ب أ: تنفق ملايين الدولارات على حماية إنسان الغاب أو حيونات الباندا العملاقة وحيوانات أخرى معرضة للانقراض، بينما يثير التدمير المتعمد للأصول الثقافية التي لا تقدر بثمن الغضب في أنحاء العالم. ومع هذا فإن انقراض اللغات نادرا ما يلقى اهتماما. ويقول نيكولاس هايملمان، أستاذ اللغويات في جامعة كولونيا، إن ‘ السبب وراء ذلك، بوضوح، هو أن اللغات غير ملموسة’ مثل الأنواع الأخرى من الثقافة غير المادية كالموسيقى والرقص. وشارك هايملمان في ترأس مؤتمر دولي بعنوان ‘ توثيق اللغة: الماضي والحاضر والمستقبل’ أقيم في هانوفر هذا الشهر. وعرض الباحثون إسهاماتهم في مجال ‘توثيق اللغات المهددة بالانقراض’. وعقد المؤتمر ‘ للتفكير مليا في الفنون والأساليب الحديثة في توثيق اللغة وتحديد الآفاق المستقبلية للغويين العاملين في هذا الحقل’. وشارك نحو 180 لغويا في الفترة من 5 إلى 7 حزيران/يونيو الجاري، وعرضوا رحلاتهم إلى أماكن بعيدة كسيبريا والغابات المطيرة في كولومبيا ونامبيا وجبال الهيمالايا. وبدأ ‘توثيق اللغات المهددة بالانقراض’ في عام 2000 من خلال ‘مؤسسة فولكسفاجن’، أكبر ممول بحثي خاص في ألمانيا. وتم تمويل ما يربو على مئة مشروع بقيمة إجمالية تربو على 28 مليون يورو(نحو 37 مليون دولار) حتى الآن. ووفقا لمنظمي مؤتمر ‘توثيق اللغات المهددة بالانقراض’ فإن العلماء يقدرون أن العولمة والتمدن سيقضيان على أكثر من نصف اللغات في كوكبنا والبالغة 6500 لغة بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين. وغالبا ما تتكيف الأقليات العرقية مع مجتمع الأغلبية، وتفقد لغتها خلال هذه العملية. وإلى جانب اللغة تفقد تلك الأقليات عاداتها ومعرفتها النفيسة- مثل تقنيات بناء السفن على سبيل المثال أو النباتات الطبية في الغابة. ونظرا لأن معظم اللغات المعرضة للانقراض ليس لها شكل مكتوب فإن باحثي ‘ توثيق اللغات المعرضة للانقراض’ يحاولون تسجيلها بأجهزة تسجيل صوتية وكاميرات فيديو، والكاميرات الضوئية ويدونون الملاحظات قبل اختفائها. وتذهب البيانات التي يجمعونها إلى ‘أرشيف اللغة’ في مدينة ‘نيمجن’ الهولندية، وهي وحدة تابعة لمعهد ماكس بلانك لدرسات علم نفس اللغة ، وهو جزء من سلسلة ماكس بلانك البحثية في ألمانيا التي تمولها الحكومة. وتم تخصيص ما يربو على ثلاثة ملايين يورو(4 ملايين دولار) من التمويل لأرشيف اللغة، والذي يهدف بصورة أساسية ‘ لتخزين وحفظ المصادر اللغوية رقميا، لتكون متاحة للباحثين والمستخدمين الآخرين المهتمين بالامر وتطوير ودمج تقنيات جديدة تساهم في تقدم أبحاث اللغة’. وعلى الرغم من أن معظم المصادر متاحة عبر الإنترنت، إلا أن هناك أيضا منطقة محمية. وقالت فيرا ستسولزي برينج، مديرة البرنامج في مؤسسة فولكسفاجن الممولة لفريق لمشروعات اللغويات، إن ‘ التعاون مع الجماعات اللغوية هو أمر مهم للغاية بالنسبة لنا. إنه أمر يساهم في عدم تعريض الثقافات لخطر الانقراض’.