لا شك أن روسيا قوة عسكرية وسكانية وجغرافية وحتى سياسية «كبرى» كونها عضواً في مجلس الأمن الدولي، لكنها تبقى مجرد قزم مالي واقتصادي وتكنولوجي صغير جداً في عالم اليوم. ولا يكفي أبداً أن تكون كبير الحجم سكانياً وجغرافياً وعسكرياً كي تنافس الكبار، أو أن تصبح قوةً عظمى؛ فالعالم الجديد لا تحكمه الترسانات النووية، ولا الكتل السكانية الضخمة، ولا المساحات الشاسعة من الأراضي، بل صارت تحكمه الشركات العملاقة وبخاصة شركات التكنولوجيا والسلع الاستهلاكية وليس القنابل النووية والصواريخ والجيوش العملاقة. ولا شك أنّ الروس يعلمون جيداً أن الاتحاد السوفياتي المنهار كان يملك قبل سقوطه المدوي قنابل نووية تستطيع أن تدمر العالم ثلاثاً وثلاثين مرة، مع ذلك لم تستطع الترسانة النووية ولا الجيش الأحمر حماية الاتحاد من الانهيار والتشظي بل وُصف الاتحاد السوفييتي في نهايات الحرب الباردة أنّه عملاق بمعدة خاوية! لكن يبدو أن الدب الروسي لم يتعلم من التاريخ لا القديم ولا الحديث، فبدل أن تبدأ روسيا بمنافسة الكبار تكنولوجياً وصناعياً مازالت تفكر بالعقلية السوفياتية البائدة نفسها التي تعتمد بالدرجة الأولى على القوة العسكرية والأسلحة الفتاكة.
صحيح أن موسكو تخلت عن الأيديولوجيا الاشتراكية، ودخلت العالم الرأسمالي، لا بل اختارت النيوليبرالية المالية والاقتصادية المتوحشة كالصين، لكنها لم تحذُ حذو الصين العملاق الصاعد، فما بالك أن تنافس الغرب الذي نهلت منه الصين تكنولوجياً وصناعياً. مازال الروس يتفاخرون بصواريخهم وقنابلهم النووية وطائراتهم الحربية، وقد استخدموا الأرض السورية على مدى السنوات الست الماضية كمعرض للسلاح الروسي القاتل، لأنهم لا يمتلكون أي سلعة أخرى للمنافسة في السوق الدولي. وبالرغم من مرور أكثر من ثلاثة عقود على انهيار الاتحاد السوفياتي، إلا أن روسيا لم تستطع دخول المسرح الدولي بسلعة تجارية منافسة واحدة، ومازالت السلعتان الوحيدتان اللتان يصدرهما الروس للعالم الروسيات والروسيات، فالأولى عبارة عن بندقية شهيرة معروفة في الشرق الأوسط بـ«الروسية» أما السلعة الثانية فهو المنتوج الوحيد الذي نجحت روسيا في تصديره للخارج بعد أن دخلت السوق الرأسمالي العالمي، ألا وهي الجميلات الروسيات اللواتي تدفقن على مناطق كثيرة في العالم للمنافسة في سوق اللحم الأبيض؛ وبدل أن تقدم «الروسيات» صورة جديدة جميلة عن روسيا الرأسمالية الجديدة قدمن صورة الانحلال والتجارة الجنسية الرخيصة.
يبدو أن الدب الروسي لم يتعلم من التاريخ لا القديم ولا الحديث، فبدل أن تبدأ روسيا بمنافسة الكبار تكنولوجياً وصناعياً مازالت تفكر بالعقلية السوفياتية البائدة نفسها التي تعتمد بالدرجة الأولى على القوة العسكرية والأسلحة الفتاكة
دلني على سلعة روسية تنافس بها روسيا في السوق الدولي غير السلاح. هل اشتريت يوماً بدلة روسية أو قميصاً روسياً أو ربطة عنق روسية؟ هل سمعت بعطر روسي مشهور؟ هل اشتريت سيارة روسية فاخرة؟ لا شك أنّ الروس يشترون ماركات الألبسة الروسية داخل بلدهم، ولا شك أن سيارة (لادا) الروسية الكوميدية لم تعد السيارة الروسية السخيفة الوحيدة التي يضحك عليها العالم، فقد نجح الروس حتى في تقليد سيارة رولز رويس البريطانية الشهيرة، لكن هل استطاعت هذه السيارة التي يركبها بوتين في مواكبه الرسمية أن تنافس أي سيارة غربية أو يابانية أو كورية؟ بالطبع لا، بل لا أحد يشتريها أو يركبها إلا في روسيا، ولو قارنت عدد الأثرياء الروس الذين يقتنون السيارات الغربية بالذين يقتنون السيارات الروسية الفاخرة لوجدت أن الغالبية العظمى مازالت تفضل السيارات البريطانية والألمانية والأمريكية واليابانية على السيارات الروسية المنافسة، وحتى لو شاركت السيارات الروسية في معارض عالمية كالتي تقام في الخليج، فإنها بالتأكيد لا يمكن أن تنافس السيارات الغربية ولا حتى الكورية لا بالمواصفات ولا بعدد المبيعات. وبدل أن تنافس روسيا الأوربيين بالسلع الاستهلاكية الشهيرة، فهي تبتزهم بسلاح الغاز باعتبارها أكبر منتج للغاز في العالم. وهنا لا بد أن نشير إلى أن بعض التقارير الدولية تصنف روسيا كدولة نفطية ريعية لأن نسبة كبيرة من دخلها القومي يعتمد على الغاز والنفط وليس على الصناعة والتكنولوجيا.
ولا شك أن كثيرين سيصابون بالصدمة عندما يعلمون أن مساحة روسيا تزيد على سبعة عشر مليوناً ومائة ألف كيلو متر مربع، وهي أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، بينما لا تتجاوز مساحة كوريا الجنوبية مائة ألف كيلو أو أكثر بقليل. ولو قارناها بمساحة روسيا لوجدنا أن مساحة كوريا تمثل الرقم الصغير الذي يأتي بعد السبعة عشر مليوناً من مساحة روسيا. بعبارة أخرى، فلا تكاد مساحة كوريا تزيد عن مساحة منطقة روسية صغيرة جداً، مع ذلك تعالوا نقارن الإنتاج الإجمالي المحلي الروسي لأكبر دولة في العالم من حيث المساحة مع إجمالي الناتج القومي لدولة صغيرة جداً بالمساحة ككوريا الجنوبية، فسنجد أن روسيا «العظمى» بين قوسين أنتجت العام الماضي ما قيمته ترليون وأربعمائة مليار دولار، بينما أنتجت كوريا الجنوبية ما قيمته ترليون وستمائة وأربعين مليار دولار، رغم أنها بحجم مقاطعة صغيرة جداً من مقاطعات روسيا التي تطاول ملايين الكيلومترات المربعة من الأراضي والدول. هل هناك أي موبايل روسي ينافس سامسونغ الكوري؟ هل هناك أي سيارة روسية تنافس عشرات الموديلات من السيارات الكورية الجنوبية؟ بالطبع لا. لهذا قبل أن تتنطع روسيا لمنافسة أمريكا وأوروبا، عليها أولاً أن تحاول منافسة كوريا الجنوبية التي تبدو على خارطة العالم بحجم نقطة صغيرة مقارنة بروسيا التي تسمي نفسها «عظمى». من العملاق الحقيقي ومن القزم في حالة روسيا وكوريا؟ ولعل مقولة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما هي الأدق حينما قال بعد غزو الروس لجزيرة القرم: روسيا دولة «إقليمية» أخطأت الحسابات! فأين هي الدولة العظمى التي يسوّق لها بوتين وأشياعه؟
على شو يا خراشو؟ لمن لا يعرف الروسية: «خراشو» تعني باللغة الروسية «جيد».
كاتب واعلامي سوري
[email protected]
*الخلاصة:( روسيا عملاق عسكريا.. وقزم اقتصاديا)؟؟؟
و(بوتين) بلطجي بثوب رئيس..
أعتقد جازما أن أوكرانيا هي فخ روسيا كما كانت أفغانستان هي فخ الاتحاد السوفيتي ، و النتيجة في النهاية هي التشظي و التفكك ، ناهيك عن أن روسيا قزم اقتصادي أمام كوريا الجنوبية فإن تركيا أيضا التي هي بحجم مقاطعة فيها قد مرغت أنف السلاح الروسي في الأرض و أهانته و كشفت عورته إن كان في سوريا أو أذربيجان ، فالروس نمر من ورق غبي للغاية لا يفهم في السياسة ، و إلا لما كان تورط في سوريا و أهين و في ليبيا و أهين و أذربيجان و أهين و قبلها في أفغانستان و دحر و هزم ، فالروس مثل مصارع قوي لكنه بدون عقل.
د. راشد ألمانيا
اذا كانت تركيا كما تقول فلماذا توسل اردوغان بوتين بعد حادث الطائرة ولماذا يشتري منه منظومة دفاع باع من اجلها امريكا واذا كانت القوة التركية كما تقول فلماذا تقف عاجزة امام مقاتلي حزب العمال في شمال العراق والتي يخشى الاتراك بكل قوتهم ان يحاربوهم بصورة مباشرة
و هات لي بلدا حاصرته روسيا إقتصاديّا أوتدخلّت فيه عسكريّا دون طلب ! “الويلات المتحدّية” مصّاصة تنهب العالم بسبب و دون سبب ! و سَلْ كوبا و أمريكا الجنوبية و كوريا الشّمالية و العراق و إيران و………و القائمة أنتَ بها أدرى تطولُ يا ابن العرب ! – و ستروي لك العجب !
( قصيدة فلسطين ( أخي جاوز الظالمون المدى ) – محمد عبد الوهاب )
إستمتعوا بمشاهدة هذا الفيديو مع الكلمات على اليوتيوب!
حتى تشحنوا أنفسكم بمزيد من عزة النفس والإباء!!
ولا حول ولا قوة الا بالله
روسيا مهزومة إستراتيجيا
امريكا وكل دول حلف الناتو سوف يقفوا متفرجين اذا استولت روسيا على اوكرانيا وكل ما يستطيعوا فعله هو التنديد والروس قوة عسكرية قوية ولوا ارادت ان تحتل اى دولة جاره لها سوف تفعل والغرب سوف يقف متفرج والسبب روسيا على مدار التاريخ تتمنى ان يكون لها حدود على البحر االمتوسط وقواعد فى المتوسط
نحن فى عصر القوى بقوة اسلحته وليس بقوة اقتصاده
روسيا استولت على اراضى يابانية منذ عشرات السنيين ورغم ان اليابان ثالث اكبر دولة فى العالم فى التقدم الاقتصادى ولكن لا تسطيع ان تقف ند امام الروس
حبذا لو كانت المقارنة بين روسيا و اي دولة عربية بدلا عن كوريا ….. و ا أسفاه
بوتين غير الدستور و سجن معارضيه..بلده لا ينتج إلا المليشيات و الأسلحة..جيشه لا يقتل إلا العرب و المسلمين..صدق من سماه: ابو علي..
شكرًا أهي فيصل القاسم. ليس فقط روسيا دولة ضعيفة اقتصاديًا ويمكن لأمريكا ومعها الناتو أن تهددها اقتصاديًا بالدرجة الأولى لكن أيضًا بواين ليس لدية نظام سياسي وسياسة الرجل الواحد الذي يحكم كل شيء بيده ليس إلا طريقة بائسة لاتفيد في تطور المجتمع وهكذا ستبقى روسيا ضعيفة حتى لو أنها قوية عسكريًا.
من المعيب أن نختصر حضارة وأمة بحجم روسيا بالكلاشنيكوف والحسناوات الروسيات . روسيا هي من صنع استقرارا عالميا امتد لأربعين عاما ولولاه لما تورعت الولايات المتحدة عن استخدام قوتها المفرطة بإلقاء قنابل الدمار الشامل على المدن لتطويع الدول . روسيا تعرف جيدا حجمها الاقتصادي ولكن في حلبة الصراع لن يفيدك حسابك البنكي وقصورك وسياراتك الفارهة لأن من يحسم النزال هو القوة وروسيا تملك القوة و لو كان غير ذلك لما تورعت الولايات المتحدة عن احتلال الاراضي الروسيا المتاخمة لألاسكا وبالتالي انتقالها للبر الاسيوي . الحلف الصيني الروسي يشكل القوة والمال والحضارة ولن يستطيع الغرب مجتمعا أن يكسر شوكة حلف كهذا . العالم بحاجة لاستقرار والاستقرار لن يكون بسيطرة قوة مطلقة إنما بأن تكون هناك قوى متعددة تردع أي كان عن التغول على العالم و تدميره كما حصل في الفترة مابين 1990 – 2003 حيث دمرت الولايات المتحدة دولتين وقتلت مئات الآلاف فيهما لعدم وجود قوى تردع طموحاتها التدميرية للسيطرة .
ربما معك حق أخي بشير. لكن أولًا لدى العرب حضارة أقوى ومال أمثر من روسيا لكن هيهات! ومن ناحية أخرى الإتهام ليس موجهًا إلى روسيا فالشعب الروسي فيه من المثقفين والمعارضين والطيبيين الكثير لكن المشكلة في سياسة بوتين الذي بعتبر نفسه الإسكندر الأكبر وحكمه الفردي لن يفيد لاروييا ولا العالم واحتلاله لسوريا وجرائمه هناك تجاه الشعب السوري لاتدخل إلا في مصمار الجرلئم التاريخية فليكف عن مغامراته العسكرية وليمتنع عن إرسال العاصابات في الدول العربية وأفريقا!