‘علينا الإنتظار’ عبارة أكثرت القيادة الفلسطينية من ترديدها مع بدء كيري جولات مكوكية بين نتنياهو وعباس للوصول لإتفاق

حجم الخط
0

رام الله ـ ‘القدس العربي’ من وليد عوض: باتت عبارة ‘علينا الانتظار’ هي أكثر عبارة يرددها المسؤولون الفلسطينيون المقربون من صناعة القرار برام الله ومن الرئيس الفلسطني محمود عباس، مع وصول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الخميس لإسرائيل في مستهل جولته العاشرة بالمنطقة بهدف بلورة اتفاق إطار لطرحه على الفلسطينيين والإسرائيليين كثمرة للمفاوضات التي جرى استئنافها في نهاية تموز/يوليو الماضي برعاية أمريكية.
وفيما يعلن معظم المسؤولين الفلسطينيين عن رفضهم لأي اتفاق مرحلي جديد مع إسرائيل إلى جانب تشديديهم على التمسك بالثوابت الوطنية القائمة على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الأراضي المحتلة عام 1967 وحل قضية اللاجئين حل عادل ومتفق عليه وفق ما نصت عليه مبادرة السلام العربية، باتت عبارة ‘علينا الانتظار’ من أكثر العبارات تداولا في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله انتظارا لوصول كيري اليوم الجمعة للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وعند سؤال المسؤولين الفلسطينيين عما في جعبة كيري يعيدون ترديد المواقف الفلسطينية المعروفة بشأن رفض السيطرة الإسرائيلية على غور الأردن ورفض وجود أمني إسرائيلي على أراضي الدولة الفلسطينية وغيرها من المواقف الفلسطينية التي باتت معروفة، متبعين ذلك عبارة ‘علينا الإنتظار’، تلك العبارة التي يرددها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اجتماعاته مع مستشاريه والمقربين منه عندما يطرح ملفات المفاوضات والممارسات الإسرائيلية على أرض الواقع وضرورة الذهاب الفلسطيني للمنظمات الدولية للإنضمام إليها في إطار مواصلة إسرائيل الإستيطان في الأراضي الفلسطينية .
وفي حين باتت عبارة ‘علينا الإنتظار’ عنوان الزيارة العاشرة لكيري للمنطقة من وجهة النظر الفلسطينية أوضح وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بأن الشيء الوحيد المعروف فلسطينيا هو أن وزير الخارجية الأمريكي لن يطرح خطة أمريكية مكتوبة في زيارته الحالية على الفلسطينيين لدفع عملية السلام للأمام بل سيكتفي بطرح أفكار ومقترحات أمريكية وسماع وجهات النظر فيها في إطار السعي الأمريكي لبلورة اتفاق إطار يحظى بموافقة فلسطينية وإسرائيلية.
وبدأ كيري الخميس زيارته العاشرة للمنطقة في إطار مساعيه الحثيثة لدفع مفاوضات التسوية الفلسطينية الإسرائيلية إلى الأمام، في ظل حديث عن قرب التواصل إلى ‘اتفاق إطار’ مرحلي.
ويعتزم كيري القيام بجولات مكوكية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث سيلتقي أكثر من مرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيلتقيه اليوم الجمعة، ويعود للقائه مرة أخرى غدا السبت.
وأوضح المالكي للإذاعة الفلسطينية الرسمية الخميس بأن كيري يحمل مقترحات وليس خطة أمريكية مكتوبة ستقدم للجانب الفلسطيني لدفع عملية السلام، وقال ‘هناك مقترحات أمريكية وهذا سبب قدوم كيري للمنطقة لأنه يحمل معه مجموعة من المقترحات لكنها ما تزال غير مكتوبة’، مشيرا إلى أنه سبق زيارة الوزير الأمريكي مشاورات أجرتها وفود سياسية وأمنية أمريكية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للتعرف على مواقف الجانبين من مثل هذه المقترحات الأمريكية.
وأوضح المالكي أن واشنطن وكيري على علم بالتحفظات الفلسطينية على أفكار أمريكية سبق وأن طرحت، مشيرا الى أن الزيارة الحالية تأتي في إطار التعرف على المواقف الفلسطينية والإسرائيلية، مضيفا ‘ولهذا نعتقد أنه لن يقدم أي شيء رسمي مكتوب بقدر الإستماع لردود الفعل’.
وأفادت مصادر إسرائيلية الخميس أن نتنياهو يدرس تقديم تنازلات، من أجل ضمان استمرار المفاوضات حتى نهاية 2014 مثل تسليم كيري قائمة بالمستوطنات التي تتواجد حسب اعتقاده خارج الكتل الإستيطانية الكبرى في الضفة الغربية والتي يمكن لإسرائيل الإنسحاب منها.
ومن المقرر أن يكون كيري اجتمع مساء الخميس مع نتنياهو قبل أن يلتقيه مرة أخرى اليوم الجمعة قبل التوجه لرام الله للقاء عباس، على أن يعود للإجتماع معه ثانية صباح السبت، وقد يلتقيهما كيري الأحد مرة أخرى في إطار سعيه لبلورة اتفاق إطار يحدد مبادئ التسوية النهائية ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك قبل اأن يغادر الوزير الأمريكي مساء الأحد متوجها لعمان.
ويأمل كيري وفريقه الذي يقوده المبعوث الخاص السفير السابق مارتن انديك، في التوصل الى اتفاق إطار قريبا يعالج القضايا الأساسية ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأهمها حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية، ومصير القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية