علي الاسرائيليين الشعور بالخجل ازاء عدم الاكتراث باستمرار التنكيل باشجار الزيتون في الضفة الغربية والتخريب دون أن تتم معاقبة أحد
علي الاسرائيليين الشعور بالخجل ازاء عدم الاكتراث باستمرار التنكيل باشجار الزيتون في الضفة الغربية والتخريب دون أن تتم معاقبة أحد كان روبين بستنغر من الرابطة التي دعت نفسها باسم الرابطة لتحطيم حلقة الصمت الخاصة بالاطباء، الذي تحدث بجرأة حول طريقة العلاج وملابسات علاج رئيس الوزراء شارون، وهذه حسب رأيي ظاهرة ممتازة ومباركة حتي لو كان معظم المشاركين فيها لم يعلنوا عن هوياتهم.ولكن، من ناحية اخري، فان الشخص الاول الذي حطم حلقة الصمت بخصوص استمرار ظاهرة اقتلاع اشجار الزيتون في القري العربية دون اتخاذ اية اجراءات رادعة، لم يكن سوي الجنرال يوفال ديسكن قائد جهاز الامن العام (الشاباك).فالجنرال ديسكن الذي تحدث امام لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست صرح قائلا: ان ما يُعرف بـ ـ شبان التلال ـ من المستوطنات اليهودية هو الذي يقف وراء اعمال اقتلاع اشجار الزيتون في المناطق.. وان اجهزة الامن، الشاباك، والشرطة والجيش الاسرائيلي لم يقوموا بما يلزم لمنع استمرار هذه الاعمال ولا يتم اخذ القانون او تفعيله ضد هذه الممارسات وخصوصا في محيط مستوطنات ـ يتسهار وايتمار ـ وان جهاز الامن العام يعرف هوية الاشخاص الذين يفعلون ذلك ولكن.. لا احد يواجههم او يصدهم عن ذلك .الجنرال ديسكن، ربما كان الشخصية الامنية الوحيدة الذي يمارس صلاحيات أمنية تنفيذية، الذي تحدث بجرأة وصراحة عن هذه المأساة التي كشفت عنها وسائل الاعلام منذ وقت ليس بقصير، وان صور اعمال التنكيل باشجار الزيتون تعرض منذ مدة طويلة في وسائل الاعلام ونشرات الاخبار. وفي كل مرة، وبعد مشاهدة نشرة الاخبار والتقارير اعود وافكر: كيف يمكن المرور بصمت علي مثل هذه الافعال؟ وهل يعقل أن يقوم احد باقتلاع اشجار احد البساتين الخاصة بمزارع يهودي دون قيام الشرطة الاسرائيلية ـ وبسرعة ـ باجراء التحقيق والعمل بسرعة علي ايجاد الفاعلين وتقديمهم للمحاكمة والعقاب؟.المستوطنون، الذين هم يتصدرون قائمة المشبوهين الاساسية، يدعون بأن لا يد لهم فيما يحدث! ، وبلهجة ساخرة يقولون: ان هذه ليست الا اعمالا دعائية تحريضية يقوم بها نشطاء اليسار في اسرائيل! وادعاء آخر اكثر وقاحة يأتي من قبل اليمين، حيث يدعون بأن الفلسطينيين انفسهم يفعلون ذلك، وانهم هم الذين يقتلعون اشجارهم!. والان، تقدم ديسكن بنفسه ليؤكد بأن فتيان التلال شبان المستوطنات هم الذين يقفون وراء اعمال اقتلاع اشجار الزيتون. لو كان الحديث يدور حول متظاهرين من بين الفلسطينيين قاموا باعمال شغب، فان رجال الامن العام كانوا سيجبرونهم بالطرق التي نعرفها جيدا علي الاعتراف بذلك، ولكن، حيث أن المخالفين والمشاغبين هم من اليهود فان المعلومات الاستخبارية لا تتحول الي افعال وتنفيذ. وان فتيان التلال الذي تصفه دانياله فايس بفتيان النصر.. طاهري القلوب.. والابيض من البياض.. هذه الفئة هي فوق القانون. العبارة الاكثر شعبية وتداولا بين المستوطنين هي لا تقتلع غرسة ولكن القصد منها هو عدم اقتلاع واخلاء يهودي مستوطن، هذا الشعار بات خاويا من محتواه حين يلقي بالعبء علي شخص آخر.لقد سبق لعضو الكنيست ران كوهين ان اقترح العمل ضدهم بكل الوسائل بما في ذلك اطلاق النار. وعلي الفور أسرع عضو الكنيست اليميني اريه الدار باتهامه بانه يدعو للكراهية والقتل، ولحقه بذلك رئيس اللجنة البرلمانية برفض هذا الاقتراح. السيدان الدار وشتاينتس رئيس اللجنة ـ يطالبان الجيش الاسرائيلي الضرب بيد قوية ضد الارهابيين، ولكن حين يكون المتهم بالارهاب يهوديا فان قلوبهم تنشطر حزنا وتضعف، فما الذي حصل ـ بنظرهم ـ بضع مئات من اشجار الزيتون التي تقوم عليها حياة المواطن العربي قد اقتلعت! ان هذه المسألة ليست مهمة، واضافة لهذه المأساة المتكررة، فانه لا احد يفكر بمعاني الاذلال والمهانة التي تلحق بالمزارعين الفلسطينيين جزاء استمرار اعمال الزعرنة. واذا كان الاقتراح باطلاق النار صعب، فلماذا لا نقوم باجراءات اسهل وبامكانها تحقيق الغاية!، فلماذا لا يتم نصب كاميرات مراقبة، او نصب كمائن لضبط المشاغبين، فعلي الاقل ستردع هؤلاء المشاغبين، الا توجد طريقة لالقاء القبض علي المشاغبين قبل القيام باطلاق النار عليهم! يبدو ان جهاز الأمن العام يتصرف وكأنه لا حيلة له ، مع ان القائد الذي يقف علي رأس هذا الجهاز يصرح بشجاعة: اننا فشلنا بمعالجة هذه المشكلة مع أنه لا يقول لنا كيف يمكن معالجة هذا الخطأ.والي ان يتقرر تحديد من المذنب : جهاز الامن العام،.. الجيش الاسرائيلي.. او الشرطة الاسرائيلية فان اشجار زيتون الفلاح الفلسطيني ستقتلع ظلما. فلا داعي لان تكون يساريا عطوفا لتشعر بالخجل من موقف الشرطة السلبي ازاء هذه الافعال التخريبية، لان هذا التعشيب الاحمق لاشجار الزيتون يطبع علامة الخزي علي وجوهنا جميعا .ماتي شبمش ـ كريتسكاتب يساري(معاريف) 15/1/2006