عمران خان: مسيرتي مستمرة ولا اعتراض على علاقات جيدة مع أمريكا

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن – “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “التايمز” مقابلة مع رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان أخبر فيها مراسلها تشارلي فولكنر أنه ما كان لينجو من محاولة الاغتيال وشكر الله على نجاته.

وقالت الصحيفة إن لاعب الكريكيت الدولي السابق الذي تحول للسياسة أسند رجله على مسند قدم حيث يتعافى من الرصاصة وبدا متعبا ومحبطا.

وقال: “كنت أعرف أن حياتي ستكون في خطر عندما دخلت السياسة (قبل 26 عاما) وهزمت مخاوفي من الموت”، وكان يحاول تجنب الإجابة على سؤال حول أثر محاولة الاغتيال على عائلته قبل ثلاثة أسابيع. وقال عن زوجته “رأتني وأنا ألوح للجماهير عندما فتحت التلفاز واعتقدت أنني بخير ولكنها لم تكن تعلم أن ثلاث رصاصات أصابت رجلي”. وبدت نبرته جادة عندما تحدث عن ردة فعل أولاده سليمان وعيسى وقاسم من زوجته السابقة جمايما خان وابنة رجل الأعمال الراحل سير جيمس غولدسميث.

وتحدث خان، 70 عاما من بيته المحصن في لاهور، حيث سحبت الثقة من حكومته هذا العام، وهو راغب جدا بالعودة إلى الحملة الانتخابية ويشعر بالإحباط من الجلوس في البيت. ويتذكر الألم المبرح الذي شعر به مما تعرضت له مسيرته المعادية للحكومة في مدينة وزيرأباد، شرق باكستان “شكرت الله العظيم أنني نجوت” و”لم أكن لأنجو وأنا محظوظ”. ورغم التهديد على حياته إلا أن خان مصمم على إنهاء مسيرة الـ 240 ميلا من لاهور إلى إسلام أباد، حيث يحاول العودة من جديد بعد الإطاحة به في نيسان/إبريل. وطالما تم استهداف المسيرات والتجمعات السياسية بمحاولات الاغتيال، فرئيسة الوزراء السابقة بناظير بوتو قتلت بعد هجوم على قافلتها بعد مغادرتها تجمعا سياسيا في روالبندي بعدما أعلنت عن عودتها السياسية عام 2007. واعترف محمد نافيد، بائع المواد المستعملة في وزير أباد بمحاولة الاغتيال، وقال إنه تصرف بمفرده.

لكن خان وبعد المحاولة أطلق تصريحات نارية من المستشفى حمل فيها رئيس الوزراء شهباز شريف ومسؤولي المخابرات البارزين المسؤولية، ونفت الحكومة هذه المزاعم. وأكد خان في تصريحات للصحيفة قائلا “الذين هندسوا (الهجوم) لا يزالون في مواقع مؤثرة وهم خائفون أكثر من أي وقت مضى، صحيح التهديد لا يزال هناك ولكنني سأتخذ احتياطاتي هذه المرة”، ويرى نقاده أن هذا تعبير عن نظريات مؤامرة.

ولا يعتقد خان أن محاولة الاغتيال في 3 تشرين الثاني/نوفمبر هي الأولى، فعندما كان في مروحيته بعد زيارة للمناطق المنكوبة من الفيضان في أيلول/سبتمبر أجبر على هبوط اضطراري. وقال “لم نعرف للحظة ماذا يجري لأن الطيار ظل يفقد السيطرة على العلو”، واصفا الذعر الذي أصاب الطاقم بحثا عن مكان للهبوط. ويعلق خان “كانت مشكلة في الوقود، حيث تم التلاعب به كما يقول الطيار، وهناك تحقيق مستمر” في الحادث. وأثارت تصريحات خان حماس أنصاره وزادت من الرهانات في معركته مع المؤسسة السياسية والعسكرية.

وسيعقد السبت تجمعا سياسيا لأنصاره في روالبندي، وهو نفس المكان قتلت فيه بوتو. وكانت مزاعم خان عن تلاعب المؤسسة السياسية سببا في فوز حزبه تحريك إنصاف بانتخابات تكميلية، وأصبح من أكبر نقاد الجيش الذي عول مرة على دعمه. ورفضت الحكومة مطالب خان بانتخابات مبكرة، ولكنه لا يزال المرشح المفضل في العام المقبل لو جرت انتخابات حرة ونزيهة، وهو أمر ليس مضمونا في باكستان. ويحضر تجمعاته عدد كبير من أنصاره، وفي بعض المرات يصل عددهم مئات الآلاف وفي كل أنحاء البلاد، وهذا بفضل منصات التواصل الاجتماعي والبث الحي.

وقبل الانتخابات ستشهد باكستان حدثا مهما وهو تقاعد قائد الجيش القوي عمر جاويد باجوا في الأسبوع المقبل. وكان حليفا سابقا لخان ورجح كفة الأخير عام 2018 عندما وصل للسلطة، لكن خلافات بينهما حول الاقتصاد وتعيين مدير المخابرات عاصم منير أدت إلى تدهور العلاقة. ومن المتوقع أن يحل منير محل باجوا وأكد أن الجيش لن يتدخل بالسياسة في المستقبل ورفض مزاعم خان “المفبركة وغير الصحيحة” حول دور الولايات المتحدة بالإطاحة به.

لكن خان مستعد لو عاد إلى السلطة أن يصلح العلاقات مع الولايات المتحدة و”السبب بسيط” و”لو عدت إلى السلطة، فهل سأحمل حقدا على الولايات المتحدة، بشكل يؤثر على علاقات باكستان معها؟ الجواب، لا، والسياسة الخارجية يجب أن تقوم على ما هو جيد لبلدك”. واعترف أن زيارته لموسكو أثناء فترته هي “نقطة مؤلمة” نظرا لتوقيتها، مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال “كانت وزارة الخارجية والجميع يدفعوني لبناء علاقات مع روسيا نظرا لحاجتنا إلى مليوني طن من الحبوب ونفط رخيص مثلما تحصل الهند” و”كيف لي أن أعرف أنه (فلاديمير بوتين) سيدخل أوكرانيا؟”. وبعد ثلاثة أسابيع دعمت حكومة شريف صفقة بـ 112 مليون دولار لشراء 300.000 طن من الحبوب الروسية وهناك صفقة بين البلدين بشأن النقد ستوقع قريبا.

وعندما يتعلق الأمر بالسياسة المحلية، لا يبدي خان مرونة في محاولة التعامل مع الدعم الحكومي بعيدا عن السياسة، وهي السياسات المسؤولة عن أكبر عجز أثناء حكمه. ولا يبدي مرونة في التفاوض مع “المجرمين” أي حزب الرابطة الإسلامية بزعامة نواز شريف وحزب الشعب الباكستاني قائلا: “هذان الحزبان مافيا ودخلت السياسة لقتالهما، فقد نهبوا البلد ولمدة 30 عاما وجمعوا مليارات الدولارات في الخارج”. وما “أريده هو حكم القانون، ولا يريدون حكم القانون لأنه سيتم اعتقالهم”.

ويواجه خان اتهامات لأنه باع ساعة أهداها له ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بمليوني دولار، لكنه مصمم أن مشكلة الاقتصاد والتهديد الإرهابي تتحمل مسؤوليتهما الحكومة الحالية. وأكد خان في نهاية المقابلة “شيء واحد لن أفعله وهو خرق القانون، وستكون مسيرة سلمية، وربما كنا الحزب الوحيد في تاريخنا حيث ستشارك عائلات فيها، ولم يحدث أن شاركت النساء في احتجاجات أخرى، ولا نتوقع عنفا على الإطلاق”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية