عملية عسكرية لتعقب عناصر تنظيم «الدولة» بعد تنفيذهم هجمات عديدة

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: برزت الحاجة مجدداً لإيجاد آلية تعاون أمني بين القوات العراقية الاتحادية، ونظيرتها في إقليم كردستان العراق «البيشمركه» في المناطق الفاصلة بين الطرفين، عقب زيادة نشاط تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال اليومين الماضيين، وشنّه هجمات مسلحة في المحافظات الشمالية، وأيضاً في أطراف العاصمة بغداد، خلّفت أضراراً بشرية تُقدّر بنحو 20 شخصاً بين قتيل وجريح. فيما أطلق «الحشد» والقوات الأمنية، أمس، عملية أمنية في محافظة صلاح الدين لتعقب التنظيم شرقي المحافظة.
هجمات التنظيم بدأت ليلة الجمعة الماضية، واستمرت حتى فجر الأحد، شملت مناطق في محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى ونينوى، وشمالي العاصمة بغداد، غير أن الأعنف منها وقع عند الحدود بين كركوك وأربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، إذ أدى لمقتل وإصابة 5 من قوات «البيشمركه» الكردية.
وفجر أمس الأحد، شن عناصر التنظيم هجوماً على قوات الشرطة الاتحادية في ناحية الرشاد جنوبي كركوك، فيما وقع هجوم آخر على القوات المشتركة في محور مخمور، في محافظة نينوى، حسب مصادر أمنية.
وفي محافظة صلاح الدين، أعلنت «هيئة الحشد الشعبي» أن مدفعيتها ردت على قصف لمسلحي التنظيم استهدف لواء المغاوير في صلاح الدين.
وقالت الهيئة في بيان إن «مدفعية الحشد الشعبي، ردت على قصف قام به فلول داعش على لواء المغاوير غرب طوزخورماتو».
واستخدم مسلحو التنظيم، حسب البيان، «الهاونات والقاذفات خلال الهجوم على السرية الاولى/ الفوج الثالث/ لواء مغاوير (مغاوير صلاح الدين) في منطقة الزركة غرب طوزخورماتو».
وتابع البيان أن مصدر الهجوم كان من الطرف الشمالي، مؤكداً «الرد على القصف من خلال مدفعية الحشد الشعبي».
وفي ساعة متأخرة من ليلة الجمعة/ السبت، قُتل 4 من قوات الجيش في انفجار عبوة ناسفة استهدفت عجلتهم في قضاء الطارمية، شمالي العاصمة بغداد.
وقالت خلية الإعلام الأمني (حكومية) في بيان صحافي، إن «القوات الأمنية تجري عملية تفتيش بحثا عن عناصر إرهابية أقدمت على تفجير عبوة ناسفة في قضاء الطارمية شمالي العاصمة بغداد على عجلة همر تابعة للفوج 3 اللواء 59 الفرقة السادسة جيش عراقي، مما أدى إلى استشهاد 4 مقاتلين، كمعلومات أولية عن الحادث».
الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، أعلن استمرار الجهد الاستخباري لاستهداف بقايا التنظيم، فيما أشار إلى أن الأجهزة الأمنية ستصل لمُنفّذي هجوم الطارمية.
وقال رسول إن «العصابات الإرهابية تحاول فك الضغط عنها من خلال العمليات الجبانة البائسة باستهداف القطاعات الأمنية بزرع العبوات الناسفة في قضاء الطارمية» مبيناً أن «عمليات بغداد قامت بعمليات تفتيش وفق جهد استخباراتي بعد العمل الجبان في الطارمية».

ضربات موجعة

وأضاف أن «الضربات كانت موجعة لبقايا داعش، وتم قتل عدد من الإرهابيين وضبط معدات ووثائق وكشف مواقع مهمة لتخزين العبوات» مؤكداً أن «القطاعات الأمنية لا تسكن ولا تهدأ وستضرب بقايا الإرهاب بيد من حديد وستصل لمنفذي هذه العملية الإرهابية الجبانة».
وأشار إلى أن «العمليات النوعية والاستخبارية مستمرة بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة لاستهداف بقايا داعش الإرهابية، وهذا جرى في الأيام الماضية من خلال العمليات المشتركة ووضع خطة خاصة ودقيقة في ديالى ومناطق جنوب كركوك».

تعقب عناصر «التنظيم»

وردّا على عمليات التنظيم الأخيرة، أطلق «الحشد» والقوات الأمنية، أمس، عملية أمنية في محافظة صلاح الدين لتعقب التنظيم شرقي المحافظة.
وذكر إعلام «الحشد» في بيان، بأن «قوة مشتركة من اللواء 52 ب‍الحشد الشعبي والقوات الامنية، نفذت عملية دهم وتفتيش لتعقب خلايا الإرهاب شرق محافظة صلاح الدين» مبيناً أن «العملية شملت تفتيش قرية شلخة ووادي محاسن غرب قضاء طوز خورماتو».
وقدمت كتلة «النهج الوطني» ملاحظات لتفادي تكرار «الخروقات الأمنية» في بعض المناطق.
وقال رئيس الكتلة عمار طعمة في بيان صحافي، «تؤلمنا كثيرا ظاهرة تكرار الخروقات الأمنية وما تنتجه من تضحيات في صفوف قواتنا المسلحة، وهي في وتيرة متصاعدة مع مرور الوقت وتنفذ أغلبها بأساليب غير مباشرة لا تكلف العدو مؤونة المواجهة المباشرة».

دعوات كردية لتشكيل قوّة لسد الفراغ الأمني

وشددت الكتلة، على ضرورة «توحيد القيادة والسيطرة وتحديد المسؤوليات لقواطع العمليات بما يتلافى التقاطع وبروز المساحات السائبة» بالإضافة إلى «توحيد قيادة الأجهزة الاستخبارية ورفع مستوى التنسيق الميداني فيما بينها ومراجعة تقييم أداء قياداتها، والتركيز على تحفيز سكان المناطق التي يتكرر حصول الخروقات فيها أو تنطلق من محيطها لتشارك في دعم القوات الأمنية بالمعلومات ورصد تحركات الإرهاب».
وأكدت أيضاً ضرورة «إطلاع القائد العام على تفاصيل التهديدات والمعاضل الميدانية لتلك القواطع الساخنة بالاستماع المباشر لقياداتها ليتمكن من اتخاذ القرارات والمعالجات السريعة».
ودعت الكتلة في بيانها إلى «اعتماد المبادرة بشن عمليات نوعية تنفذها قوات النخبة- كجهاز مكافحة الإرهاب- تستند لجهد استخباري رصين تستهدف أوكار وحواضن الإرهاب لإحباط الأنشطة الإرهابية قبل وصولها لمراحل التنفيذ، وقد حققت عمليات جهاز مكافحة الإرهاب قبل أشهر ضربات نوعية مؤثرة لتنظيمات الإرهاب يمكن تكرارها».
ورأت أيضاً أهمية أن «يباشر وزراء الوزارات الأمنية وكبار قادتها الزيارات الميدانية المتكررة والإطلاع المباشر للقواطع الساخنة بعيدا عن جمع تصورات بالواسطة وعبر قنوات قد تكون غير دقيقة» لافتة إلى «مراجعة خطط انتشار وتوزيع القوات وتكييفها بما يتلائم مع متغيرات أساليب العدو، والاهتمام بتحصين نقاط الانتشار الأساسية وتزويدها بالمعدات التقنية المطلوبة لترجيح كفة قواتنا على ما يتسلح به العدو».
وحثّت على «ترتيب أسبقيات التخصيصات لقطاع الامن والدفاع لدعم الجهد الاستخباري والفني وأنشطة المراقبة الجوية لمواقع ومسارات تحرك العدو ومعالجتها» مشيرة إلى «أولوية إكمال متطلبات تامين الحدود العراقية السورية من خلال نصب الأبراج والكاميرات الحرارية وتوظيف الجهد الجوي ولو بالطائرات المسيرة».
في المقابل، قدمت القنصلية الأمريكية في أربيل، أمس، التعازي، لذوي ضحايا البيشمركه الذين سقطوا إثر تعرض للتنظيم في كركوك.
وقالت القنصيلة في بيان إنه «تقدم القنصلية تعازيها لحكومة إقليم كردستان، ولعائلات البيشمركه الذين قتلوا خلال هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية في بيردي ألتون كوبري».
وأضافت: «تظل الولايات المتحدة ملتزمة بالوقوف مع البيشمركه وغيرها من قوات الأمن العراقية؛ لضمان هزيمة داعش بالكامل».

دعم القوات العراقية

كما أكد السفير البريطاني لدى العراق، ستيفن هيكي، مواصلة دعم التحالف الدولي للقوات العراقية في محاربة التنظيم، منوهاً إلى أن الهجمات الأخيرة هي تذكير بالتهديد المستمر لتنظيم «الدولة» في العراق.
وقال هيكي في «تغريدة» على «تويتر» إن «الهجمات المروعة التي ارتكبها داعش في الساعات الأربع والعشرين الماضية هي تذكير بالتهديد المستمر لداعش في العراق».
وأضاف: «التحالف الدولي يعمل مع القوات المسلحة العراقية لمحاربة داعش، وهو موجود هنا بدعوة من العراق وسيواصل تقديم الدعم طالما طلب العراق ذلك».
الهجوم الأخير في كركوك، فتح الباب مجدداً أمام المطالبات الكردية بإشراك قوات البمشركه مع القوات الاتحادية في حفظ أمن المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل.
كتلة حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» في مجلس النواب الاتحادي، أشارت في بيان صحافي إلى أن «مخاطر الإرهاب وهشاشة والوضع الأمني تمثل خطراً حقيقيا على حياة وأمن المواطنين، وواحدة من الأسباب الرئيسية لذلك هو عدم وجود تنسيق بين الجيش العراقي وقوات البيشمركه».
وشددت على ضرورة «تعزيز القدرات الدفاعية وإعادة تنظيم العلاقات العسكرية، بعيدا عن الصراعات السياسية، وكذلك حل المشاكل الإدارية، ولاسيما في مناطق التماس التي تتواجد فيها بقايا داعش، وبالأخص في المناطق المتنازع عليها، لأن إبقاء هذا الوضع المعقد وغير المستقر دون حل، يؤدي إلى تكرار هذه الهجمات من قبل الإرهابيين وبالتالي وقوع حوادث أخطر لا تحمد عقباها».

«مراجعة» الخطط العسكرية

وطالبت الكتلة ،حكومة إقليم كردستان العراق بـ«مراجعة الخطط العسكرية والتقنية في صفوف البيشمركة، وسد النواقص من ناحية المستلزمات العسكرية، فضلا عن العمل على تحسين الوضع المعيشي للبيشمركه».
فيما اعتبرت كتلة الحزب «الديمقراطي الكردستاني» في مجلس النواب، الهجوم بأنه «تصعيد خطير» ويؤكد أن التنظيم «يعيد نشاطه ويجمع شتاته، مستغلا الفراغ الأمني في كركوك والظروف السياسية والامنية التي يعيشها العراق حاليا وهو مقبل على انتخابات برلمانية قادمة والدخول في جولات مفاوضات اتفاقية الحوار الاستراتيجي مع قوات التحالف، مستغلين تباين المواقف من بقاء وخروج هذه القوات».
وأضافت الكتلة في بيان صحافي أن «الوضع الامني في كركوك ومناطق المادة 140 (دستورية خاصة بتبيع الأوضاع في المناطق المتنازع عليها) يتطلب التنسيق المشترك والتعاون بين القوات الامنية وقوات البيشمركة وقوات التحالف الدولي، من اجل ملاحقة عناصر التنظيم وخاصة في المناطق التي تشهد تواجدا لهم ويحصلون فيها على دعم هناك، والتي تشكل جيوبا امنة لهم وتعتبر مركز انطلاق اغلب هجماتهم على المناطق الأخرى وخاصة محافظة اربيل».
ودعت، الحكومة الاتحادية إلى «الأخذ بنظر الاعتبار هذا التطور الكبير والتصعيد في الهجمات ونوعيتها من قبل التنظيم واتخاذ الخطوات العاجلة للرد وتشكيل قوة مشتركة تضم القوات الأمنية وقوات البيشمركه وقوات التحالف الدولي وزيادة اعدادها خاصة في المناطق التي تعتبر معقلا لهم، وتفعيل الجهد الاستخباري وشن عمليات استباقية في هذه المناطق» فضلا عن دعوتها مجلس النواب ولجنة الامن والدفاع لتفعيل دورهم وحث الحكومة الاتحادیة لاتخاذ الخطوات الضروریة للحد من هذه الهجمات وتحیید هذه التنظیمات الإرهابية المتطرفة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية