إسطنبول – “القدس العربي”:
أثبتت العمليات العسكرية التي خاضها الجيش التركي في السنوات الأخيرة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أن المسيرات القتالية التي طورتها مؤخراً الصناعات الدفاعية التركية باتت تلعب دوراً مدمراً وحاسماً في المعارك العسكرية، كما أنها قللت الاعتماد على الطائرات الحربية التقليدية المأهولة التي تواجه دائماً خطر الإسقاط وبالتالي سقوط قتلى أو أسرى من الطيارين في أرض المعركة.
هذا التحول الاستراتيجي انعكس بدرجة أساسية على قدرة الجيش التركي على المناورة العسكرية واتخاذ قرارات تتعلق بتنفيذ عمليات عسكرية واسعة في مناطق خطيرة تواجه فيها الطائرات الحربية التقليدية صعوبة ومخاطرة أكبر في تنفيذ مهامها وهو ما ينطبق على العمليات العسكرية في شمالي سوريا الذي تتداخل فيه مناطق النفوذ التركي والروسي والأمريكي بالإضافة إلى النظام السوري والمليشيات الداعمة له والوحدات الكردية المنتشرة هناك بطبيعة الحال.
وطورت تركيا في السنوات الأخيرة مجموعة من الطائرات المسيرة القتالية أبرزها طائرات “بيرقدار” والنسخة الأحدث والأكثر تطوراً “أقنجي” إلى جانب طائرات “عنقاء” و”أق سونغور” وجميعها مسيرات قتالية قادرة على الطيران على ارتفاعات عالية وحمل صواريخ بأحجام وأوزان مختلفة واستهداف معظم الأهداف الثابتة والمتحركة في أرض المعركة.
وفي المعارك السابقة في سوريا “درع الفرات، غصن الزيتون، نبع السلام، درع الربيع” استخدم الجيش التركي هذه الطائرات بكثافة في استهداف مئات الدبابات والعربات العسكرية المختلفة والأنظمة الدفاعية والمدافع والأنفاق والبنايات وتجمعات المسلحين وغيرها الكثير من الأهداف ومنحت الجيش التركي تفوقاً غير مسبوق في أرض المعركة.
إلا أنه وعلى الرغم من التطور الكبير جداً الذي حققه الجيش التركي في هذا المجال، إلا أن العمليات العسكرية لا يمكنها الاستغناء تماماً عن مشاركة الطائرات الحربية التقليدية خاصة من طراز إف 16 التي تستخدم في استهداف المباني الكبيرة والأنفاق العميقة عبر قنابل بأوزان كبيرة لا تستطيع المسيرات حملها، وهو ما يفرض على الجيش التركي إقحام هذه الطائرات بالمعركة وبالتالي حمايتها من أي تهديد قد يعترضها في أرض المعركة.
ويتمثل الخطر الأكبر على الطائرات الحربية التركية بشمالي سوريا في الأنظمة الدفاعية الروسية المتطورة سواء كانت منظومة إس 400 الدفاعية التي يتحكم بها الجيش الروسي بشكل مباشر، أو أنظمة إس 300 التي يتحكم بها النظام السوري إلى جانب أنظمة بانتسير وغيرها، وأنظمة باتريوت في مناطق النفوذ الأمريكي شمال شرقي سوريا، إلى جانب أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف التي قد تمتلكها الوحدات الكردية والمليشيات الإيرانية وهي أقل تهديداً من الأنظمة الدفاعية النظامية.
وفي هذا الإطار، تسعى تركيا للتوصل إلى تفاهمات سياسية وعسكرية قبيل إطلاق العملية العسكرية التي هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ أسابيع بتنفيذها شمالي سوريا، وقال إنها قد تشمل في مرحلتها الأولى منطقتي تل رفعت ومنبج وهي مناطق لدى روسيا نفوذ كبير فيها.
وفي حال عدم التوصل إلى تفاهمات واضحة بين موسكو وأنقرة، يمكن أن تتوسع المعارك على غرار ما جرى في إدلب قبل نحو عامين حيث اشتبكت قوات النظام السوري مع الجيش التركي وتلقت قوات النظام دعماً لوجستياً واسعاً من القوات الروسية التي زودتها بطائرات وأنظمة دفاعية متطورة استخدمتها ضد الجيش التركي.
وفي هذا الإطار، جرى اتصال هاتفي بين أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل نحو أسبوع تطرق إلى بحث العملية العسكرية التركية المتوقعة، كما جرت اتصالات عسكرية على مستويات مختلفة بين البلدين، كان آخرها، الثلاثاء، بين وزيري دفاع البلدين حيث جرى بحث العملية العسكرية التركية المتوقعة.
والأربعاء، يصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تركيا على رأس وفد عسكري رفيع لبحث التطورات في أوكرانيا وسوريا، حيث تسعى تركيا للتوصل إلى توافق مع روسيا حول العملية العسكرية المقبلة أو بالحد الأدنى فتح المجال الجوي في تلك المناطق أمام الطائرات التركية وبالتالي تحييد الدفاعات الجوية الروسية وهي خطوة لا بد منها قبيل تحديد موعد إطلاق العملية العسكرية التركية.
وبينما يؤكد خبراء عسكريون على أن مشاركة الطائرات الحربية التقليدية عامل حاسم ومهم في العملية العسكرية، يرى خبراء عسكريون أتراك أنه في حال تعذر ذلك يمكن للمسيرات التركية المتقدمة وخاصة من طراز بيرقدار وأقنجي القيام بالإسناد الجوي الكافي للقوات البرية إلى جانب تحييد الأنظمة الدفاعية القريبة وفتح المجال أمام المهام الحساسة للمقالات التقليدية وهو تكتيك عسكري استخدم سابقاً في إدلب.
هههههههه، لابد من تحييد الدفاعات الروسية عبثا هذا الكلام حتى دويلة الباطل إسرائيل المحتلة لأرض فلسطين التي تقتل الفلسطينيين وتهدم منازلهم بغير وجه حق لم تستطع تحييد الدفاعات الروسية في سوريا. ، والله ينصر فلسطين و يهزم إسرائيل شر هزيمة يارب العالمين