عميدرور: اسرائيل تواجه خطرا وجوديا

حجم الخط
0

حضر مستشار الامن القومي، يعقوب عميدرور، جلسة الحكومة أمس لتقديم تقدير الوضع الاخير في ولايته. المسيرة السلمية مع الفلسطينيين، النووي الايراني، الحرب الاهلية في سوريا، عدم الاستقرار في مصر ومكانة الولايات المتحدة في العالم كانت فقط بعضا من المسائل التي تحدث عنها في الجلسة.
عميدرور، الذي كان في السنتين والنصف الاخيرة الرجل الاقوى في الساحة السياسية الامنية في اسرائيل وأحد أقرب المستشارين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قدم للوزراء استعراضا وصفه بعض الحاضرين في الغرفة بانه ‘صادق وواعٍ’. فقد تحدث عن تهديدات ولكنه تحدث ايضا عن فرص. عن مخاطر وآمال.
واحتل الموضوع الايراني قسما هاما في استعراض عميدرور. وحسب بعض المصادر التي اطلعت على مضامين استعراض عميدرور، ادعى مستشار الامن القومي بانه طرأ في ايران تغيير في كل ما يتعلق بالاستعداد لخوض المفاوضات مع الغرب. ولكن هذا التغيير ينبع أولا وقبل كل شيء من الضغط الذي يعيشه النظام جراء العقوبات الدولية الشديدة. ومن الجهة الاخرى، فان الايرانيين لم يغيروا بعد سياستهم بالنسبة لتخصيب اليورانيوم.
‘بالضبط لهذا السبب من المهم الابقاء على العقوبات’، قال عميدرور. ‘فقط استمرار العقوبات الى جانب التهديدات الجادة بالهجوم سيؤثران على ايران للتقدم في المفاوضات مع الغرب’. وشدد بان على اسرائيل ان تطرح سقفا متصلبا في كل ما يتعلق بمزايا التسوية بين ايران والغرب وذلك رغم الانتقاد الذي يوجه اليها في العالم. ولفت إلى انه محظور ازالة الخيار العسكري عن الطاولة مؤكدا انه فقط اذا كان واضحا للعالم بان ‘لدينا قدرة حقيقية على تنفيذ عملية عسكرية في ايران’ فلن تتمكن الاسرة الدولية من تجاهل مطالب اسرائيل.
وأضاف ‘تواجه اسرائيل تهديد وجودي واحد واضح ويجب عمل كل شيء لازالته. اذا كان ذلك ممكنا بالمفاوضات فليكن. واذا لم يكن ممكناً فإن هناك وسائل أخرى’.
وكان عميدرور بدأ مهام منصبه في مكتب نتنياهو كصقر ايديولوجي وكرعب للدبلوماسيين الاجانب. ولكن في اطار منصبه أصبح أحد الشخصيات البراغماتية والمسؤولية في مكتب نتنياهو وأحد الموظفين الكبار الاسرائيليين الاكثر قبولا في واشنطن وفي العواصم الاوروبية.
من شخص في بداية ولايته اعتبر كمتماثل مع اليمين العميق، تحول عميدرور في نظر المستوطنين ومؤيديهم في الحكومة الى ‘يسروي’ مكتب نتنياهو، بل ان وزير الخارجية افيغدور ليبرمان كان يلذعه ويدعي بانه يمكنه ان ينتسب الى ميرتس.
وفي الاستعراض وجدت الامور تعبيرها جيدا. فقد شدد عميدرور بان استئناف المسيرة السلمية مع الفلسطينيين يساهم بشكل ذي مغزى في مكانة اسرائيل الدولية. وبالمقابل حذر من أن ‘فشل المفاوضات سيعمق فقط ميل المقاطعة والعزلة الدوليتين على اسرائيل’.’
في المسألة السورية شدد عميدرور على أن نظام الاسد طور تعلقا وثيقا للغاية بحزب الله في اطار حربه ضد الثوار. وعلى حد قوله، فان هذا التعلق يدفع السوريين الى ان ينقلوا سلاحا أكثر تطورا وفتكا الى حزب الله.
‘وبالمقابل، في الموضوع المصري بدا عميدرور أكثر تفاؤلا. فقد أوضح بان جنرالات الجيش المصري نجحوا في صد الموجة الاسلامية، وهكذا نقلوا رسالة لدول اخرى في المنطقة ايضا. وعلى حد قوله، فان التطورات في مصر أدت الى ضعف كبير لحماس في غزة.
مسألتان استراتيجيتان هامتان حظيتا أيضا بالاهتمام. الاولى تتعلق بمكانة الولايات المتحدة في العالم بشكل عام وفي الشرق الاوسط بشكل خاص. وعلى حد قوله فان العالم ينظر الى اسرائيل كفرع للولايات المتحدة ولهذا فاذا ما ضعفت مكانة الولايات المتحدة في العالم سيكون لذلك تأثير سلبي فوري على مكانة اسرائيل الدولية. ‘
اما المسألة الثانية التي طرحها عميدرور فكانت تتعلق بالسلاح النووي، الكيميائي والبيولوجي الذي تحوزه اسرائيل حسب منشورات أجنبية. فقد اشار المستشار الى أن التقدم في نزع السلاح الكيميائي من سوريا هو تطور ايجابي ولكن يكمن فيه تحدٍ مقلق بالنسبة لاسرائيل وقدر عميدرور بانه اذا تم نزع السلاح الكيميائي من سوريا كما هو مخطط، فستجد اسرائيل نفسها في حالة دفاع امام ضغط دولي يطالبها باظهار شفافية بالنسبة للسلاح غير التقليدي الذي يزعم انه في حوزتها. ‘
بعد جلسة الحكومة عقدت لعميدرور حفلة وداع في مكتب رئيس الوزراء، حضرها كل قادة جهاز الامن واسرة الاستخبارات. كما كانت هذه حفلة استقبال لبديل عميدرور في المنصب، يوسي كوهن، الذي كان حتى قبل بضعة اشهر نائبا لرئيس الموساد.’

هآرتس 4/11/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية