لم نسمع من لبنان أي مطالبة بالإضراب عن الجنس من قبل النساء احتجاجاً على قوانين الأحوال الشخصية بعد الحادثة التي تعرضت لها ابنة النائب عن «حزب الله» نواف الموسوي، وأثارت جدلاً كبيراً في البلاد.
لكن فيديو لموقع «درج» الالكتروني يتكئ على عنوان بصيغة سؤال موحٍ: «هل علينا أن نهجرهم في المضاجع احتجاجاً؟»، كأنما ليفتتح هو المطالبة بإضراب من هذا النوع.
يبدأ الفيديو (وهو للصحافية مايا العمار) بعبارة «أعادت بعض النساء الأمريكيات، أبرزهن أليسا ميلانو، إحياء الإضراب عن الجنس كوسيلة للاحتجاج». ثم يفسر أنه «تكتيك قديم، استخدمته النساء عبر التاريخ للمطالبة باحترام حقّن بامتلاك القرار على جسمن، وحقّن بالمشاركة بالشأن العام والسياسة، وفي بعض البلدان لمطالبة الرجال بالتوقف عن القتال وتأجيج الحرب الأهلية».
الخبر، الذي اعتمده الفيديو مفتَتَحاً له يعود إلى أيار/ مايو الماضي، عندما دعت الممثلة أليسا ميلانو النساء للإضراب عن الجنس احتجاجاً على قوانين الإجهاض الصارمة في الولايات المتحدة»، وبالتالي هو مدخل بعيد ومفتعل.
وعلى ما يبدو فإن الفيديو اختار المطالبة بهذا النوع من الاحتجاج – من بين أنواع كثيرة ممكنة – كعنوان مثير وجاذب، لمشاهدة أوسع للفيديو، قبل التفكير في تأثير الاحتجاج نفسه وجديته لو حدث. غير أنه من الواضح أن هذه الدعوة غير الواقعية لن تلقى سوى صدى كوميدي ترفيهي قد يضرّ بمطالب النساء الملحة والعاجلة، والتي لا تحتمل تمييعاً من هذا النوع.
الدعوة غير الواقعية للإضراب عن الجنس لن تلقى سوى صدى كوميدي ترفيهي قد يضرّ بمطالب النساء الملحّة والعاجلة، والتي لا تحتمل تمييعاً من هذا النوع.
الجدية والحرفية التي تتمتع بها فيديوهات موقع «درج» عموماً هي ما يدفعنا لاستغراب الركون السهل إلى عناوين بيّاعة. والأخطر هو هذا الاختصار لأدوات الاحتجاج والقوة والإرادة عند المرأة بالجنس وحده.
إنها في النهاية طريقة لتعزيز النظرة والقوانين السائدة الظالمة في وقت أراد صناع الفيديو قول العكس.
«الهاتيكفاه» على قناة إيرانية
بعد جدل وانتقادات بشأن بث النشيد الإسرائيلي على شاشتها، اضطرت «قناة العالم- سوريا» لإصدار بيان يوضح وينفي الاتهام.
اللافت أن البيان لم يجهد في نفي بث ذلك اللحن، الذي ركّبت عليه كلمات «هاتيكفاه»، وهذا هو اسم النشيد الإسرائيلي، وإنما حاول إنكار أن يكون اللحن الذي بث هو النشيد نفسه. إذ يقول: «المقطوعة المستخدمة في شارة البرنامج هي للمغنية الكندية الشهيرة لورينا ماكنيت. وقد تم توظيف هذه الموسيقى في العديد من البرامج التي تحمل طابعاً تراثياً تقليدياً حول العالم». ويطلب البيان من القراء «الاستعانة بأي خبير موسيقي وملاحظة عدم وجود أي علاقة بالنشيد الإسرائيلي».
يستطيع أي مستمع عادي أن يلاحظ التطابق بين الموسيقى، التي وضعت على القناة الإيرانية المخصصة لسوريا، والنشيد الإسرائيلي، وفوق ذلك هذا خبير موسيقي سوري (خالد الجرماني) يستنكر على صفحته في فيسبوك، بعد أن يدرج رابط الحلقة، بث ذلك النشيد، خصوصاً للتقديم لبرنامج سوري عن العود الدمشقي.
يستطيع أي مستمع عادي أن يلاحظ التطابق بين الموسيقى، التي وضعت على القناة الإيرانية المخصصة لسوريا، والنشيد الإسرائيلي
لا يبدّل في الأمر شيئاً أن تكون ماكنيت قد غنت النشيد، أو أن يكون في الأساس لحناً شرقياً لأغنية شعبية مولدافية. فهو في النهاية بات لصيقاً بـ «الهاتيكفاه»، ولم يعد يخفى على أحد.
حائكو السجاد لم يحبكوها جيداً هذه المرة. القطبة «منزوعة» جداً وليس من السهل إخفاء عيوبها.
فتّش عن الناقد
«اتهمتَ بأنك تتملق للسلطة في أعمالك..»، تقول صحافية في مقابلة للمخرج السينمائي السوري جود سعيد، فيأتي الجواب: «الفنان دائماً ندّ للسلطة، ولو أني أتملق لكنت اليوم في مكان آخر».
هو سؤال جاهل بالطبع، لأن المخرج الذي تدافع أعماله عن ارتكابات النظام، بدءاً من دفاعه عن الوجود السوري في لبنان في فيلم «مرة أخرى»، إلى تصوير النظام كضحية في «مطر حمص»، هو السلطة هنا.
لا يحتاج سعيد أن يكون متملقاً، ويكفي أن ننظر إلى أحد نقاد السينما اللبنانيين كيف يصنف أعمال المخرج السوري لنشهد تملّق الآخرين له باعتباره هو السلطة، إذ يرد في بقية جواب المخرج: «أحد النقاد اللبنانيين قال لي مرة لو أن موقفك السياسي مختلف، أو لم يعلن، لكانت أفلامك عرضت في أهم المهرجانات واعتبرت معارضة للسلطة على صيغتها الحالية، لأن النقد والإشارة إلى مواقع الخلل عندما يكون من دون نيّات مسبقة وصادقاً حتى ممن ننتقده سيقف أمامنا باحترام كما انتقدناه باحترام»!
جود سعيد: أحد النقاد اللبنانيين قال لي مرة لو أن موقفك السياسي مختلف، لكانت أفلامك عرضت في أهم المهرجانات واعتبرت معارضة للسلطة على صيغتها الحالية!
الناقد اللبناني يرى في أفلام سينمائية هي بروباغندا صريحة للنظام أعمالاً ناقدة ومعارضة وتستحق أهم المهرجانات، فتصبح شهادته صك براءة يستخدمها السينمائي. ابحث إذن، وراء كل تزوير، عن الناقد.
لغةُ إذا وَقَعَتْ
لم يعد المرء يفكر في أخطاء اللغة عند مذيعي التلفزيون، فمن فرطها يفضل أن يسلّم أمره، ويضمها إلى قائمة المصائب الصغيرة التي يتمناها أن تكون أكبر المصائب. لكن أن تخطئ جيزيل خوري في الجار والمجرور لمرتين في سطرين متتالين ليس بالمصيبة الصغيرة.
لو أرادت قناة فضائية اليوم إجراء مقابلة لاختيار مذيعين، لكان من غير الممكن قبول من لا يمكنه عبور قاعدة الجار والمجرور. فكيف يحدث على قناة الـ “بي بي سي” العريقة؟!
كان ذلك في حلقة استضافت فيها خوري في برنامجها «المشهد» على «بي بي سي» ابنتيْ فنان الكاريكاتير المصري- السوداني حسن حاكم، وفي تقديمها قالت «المشهد هذه الليلة مع سيدتان»، وبعد سطر واحد فقط كررت الخطأ «أهلاً وسهلاً بالضيفتان».
لو أرادت قناة فضائية اليوم إجراء مقابلة لاختيار مذيعين، لكان من غير الممكن قبول من لا يمكنه عبور قاعدة الجار والمجرور. فكيف يحدث على القناة العريقة؟!
كاتب فلسطيني سوري
هل يوجد مذيعة او مذيع على اي قناة تلفزيزنية يتحدث بالفصحى وحتى تلك البرامج التي تهتم بالادب او البرامج الدينية