إنها ‘القدس’، هل من يتذكرها؟ ‘مدينة الصلاة’، هل تعرفونها؟ عين ال BBC ‘رنت’ إليها للبحث في حال أهلها المتبقين، الصامدين حتى اللحظة على أرضها. مباشرة عندما أسمع باهتمام الإعلام البريطاني بالقدس أو فلسطين، تعود بي الذاكرة إلى التاريخ الذي قرأته عن تسليم الانكليز فلسطين لليهود الآتين من أوروبا قبيل انسحابهم منها. ربما تقوم الBBC بنوع من تطهير الذات البريطانية من ذنب كبير أدى لتهجير شعب بكامله. إنما السؤال هل يشعر الانكليز بهذا الذنب الذي لا يغتفر؟ ربما يكون السؤال بريئاً في عالم السياسة التي تتخذ قرارت تدمير شعوب دون أن يرف لها جفن، وبدم بارد. لكنه سؤال، وليس على السائل من حرج.
بعد استطراد طويل نعود إلى صلب الموضوع، فمذيع البي بيسي نور الدين زرقي في جامعة القدس يريد الوقوف على حال ‘مدينة الصلاة’ وأهلها. أرادها مواجهة مباشرة مع المسؤولين في السلطة الفلسطينية والمواطنين المتضررين مباشرة من الاحتلال الذي لا يوفر جهداً لاقتلاعهم من أرضهم ومنازلهم. إحصاءات حملها التقرير أثبتت مدى التهديد المحدق بمن تبقى من سكان القدس. مواجهة مع المعنيين بملف القدس وأهلها بمن فيهم وزير شؤون القدس في السلطة عدنان الحسيني، أكدت كم هي المسافة شاسعة بين المسؤول وشعبه. هذه السلطة لم تأل جهداً في توجيه التحية لحي سلوان التابع للقدس لصموده الأسطوري. إنما في المقابل ماذا فعلت من أجل أطفاله ال120 الذين اعتقلوا في الشهر الماضي؟ فقط أصبح هؤلاء الأطفال فخراً لهذه السلطة. فهل يكفي الفخر لدعم صمود أهاليهم؟
بحرقة يقول مواطن مقدسي: ‘القدس بالنسبة للسلطة والعرب جميعاً ليست أكثر من شعار. فمنذ سنوات لم يصل للقدس القديمة فلس’. إلى هذا المواطن المقدسي سمعنا وشاهدنا الكثير من الأصوات والحالات التي لم تلق الدعم والمساندة رغم اعتداءات الاحتلال. فيما كانت المواجهة عقيمة مع المسؤولين عن ملف القدس. قديماً قال الراحل فيصل الحسيني ‘اشتر زمناً للصمود بالقدس’. والحقيقة أن المواطنين المقدسيين الصامدين، هم وحدهم من يشترون هذا الزمن في القدس. القدس أصبحت شعاراً للعرب والمسلمين أيضاً. يومياً تدنس باحات المسجد الأقصى وداخله بأقدام الصهاينة، وما من يسمع أو يرى. وبالطبع لن نسأل عن استنكار. فهذا ترف ما بعده ترف. الأربعاء الماضي كان الصهاينة يرقصون الدبكة في باحة المسجد الأقصى، أما تحته فحدث ولا حرج عن الحفريات. أما العرب والمسلمون فمنشغلون بالتطهير ‘العرقي ـ المذهبي’ بعضهم للآخر. منشغلون بالذبح والشنق، والجلد كقصاص للخارج عن تعاليم الدين. ألم يقل الاسلام للمسلمين بأن يهبوا لنصرة أماكنهم الدينية المقدسة كما هي حال المسجد الأقصى؟ ربما يأتي دور القدس والمسجد الأقصى في وقت لاحق. لا بد أولاً من تطهير بلاد العرب من أهلها، وتدمير ما تبقى من مقومات حياة لهم. ومن ثم ينطلق شعار: القدس تناديكم. على المقدسيين أن يشتروا زمن الصمود حتى يهب إليهم العرب والمسلمون معاً أو من تبقى منهم بعد الفراغ من حروبهم الداخلية.
مانديللا الرجل العظيم
نلسون مانديللا وفيديل كاسترو هما الزعيمان الوحيدان المتبقيان من القرن العشرين الذي اتسم بمناهضة الامبريالية والعنصرية والاستعمار. قرن طوى معه العديد من الزعماء من أسيا، أفريقيا، أوروبا وأميركا اللاتينية. مانديللا الرمز، صاحب الإرادة الصلبة، الملهم لشعبه يرقد على سرير المرض منذ حوالى 17 يوماً والقلق يساور الجميع في جنوب أفريقيا. أبو الأمة في خطر. ‘ماديبا’ كما ينادونه في وطنه، رجل عظيم بنظر الجميع، وتقارير المستشفى حيث يرقد ليست مطمئنة. حالته الصحية ثابتة ولا تحسن. نيلسون مانديللا هذا الاسم الذي سكن عقول وقلوب أبناء وطنه وأحرار العالم، ما إن أصابه الوهن والالتهاب الرئوي ومجموعات من مختلف الأعمار تتجمع ليل نهار أمام المستشفى ترقص، تغني وتعزف آملة بميلاد جديد لأبي الأمة. المئات تجمعوا وقلوبهم مفعمة بالفخر برجل صنع حريتهم ومجدهم، وأعاد إليهم مقدرات بلادهم وانتزع صك انسانيتهم. هي مشاعر تتفجر صادقة في شوارع جنوب أفريقيا. الحكومة دعت المواطنين لضبط النفس، وأخبرتهم إن ‘أبي الأمة’ سيكون منزعجاً إن علم أن الحياة في جنوب أفريقيا توقفت بسببه.
نيلسون مانديللا من بين قلة من القادة الكبار الذين منّ بهم القرن العشرين على الشعوب. هو قائد في صموده على مدى 27 عاماً في السجن. قائد في إيصال قضية شعبه الذي عانى من التمييز العنصري، إلى كافة أصقاع الأرض. قائد في مواقفه الحكيمة. رجل حظي باحترام العالم أجمع. أطال الله عمره، فمعه ومن خلاله نشتاق لقائد لهذا الزمن العربي الأعجف. فنحن في زمن ثورات تائهة. وفي زمن يمعن العدو الصهيوني في اغتصاب المزيد من أرض فلسطين. ويمعن في اذلال شعبها، ولا نجد من يجسر على رفع الصوت مطالباً بالحق المشروع لهذا الشعب. الجميع مشغول بسياسة المساومات من تحت الطاولة وفوقها. نحن في زمن مسؤولين من أصحاب القامات السياسية القزمة، والرؤى التي تصل فقط لحدود الأنف، وبخاصة في وطننا العربي. كم نحن بحاجة لقادة كبار وحكماء في أفكارهم كما مانديللا. وجسورين لا يهابون حتى الولايات المتحدة كما فيديل كاسترو. فالحق يمنح القوة. فهل يشعر من نصبوا أنفسهم قادة علينا كم هي محقة قضايانا من فلسطين المغتصبة، إلى كافة الشعوب العربية التي تحتاج الحرية والخبز معاً؟ الحقيقة أننا لا نشعر بوجود قادة، بل نحن نراقب مراهقين في السياسية، ومساومين على الحقوق. أطال الله عمر نيلسون مانديللا.
الممنوع والمسموح للمرأة السعودية
أيضاً وأيضاً من قناة BBC. إليها لجأت علّي أنجو من قنواتنا العربية المنشغلة بالتطهير المذهبي، وبفبركة الأخبار، وتطويع الصورة، ومحاولة تركيب أذن الجرة حيث تجده مناسباً لها. لهذا كان كامل حصادي من ال BBC رغم مسؤوليتها عن تسليم فلسطين باليد للصهاينة، ورغم أن ابني ـ وكان طفلاً ـ جاءني يوماً بقرار شخصي بأنه لن يدرس الانكليزية لأن الانكليز سلموا بلده فلسطين لليهود. حصاد قد نفتقده على محطاتنا العربية. كمثل الحوار حول القرار السعودي بمنع النساء من العمل كنادلات وعلى الصناديق، وعلى كامل الأراضي السعودية. قررت ال BBC استطلاع حيثيات هذا القرار وربطه بإحصاء يقول بأن البطالة تصل إلى حوالى 85 ‘ بين النساء. وسألت المذيعة عن الجدوى الاقتصادية لهذا القرار وهل سيساهم في خفض بطالة النساء أم سيفاقمها؟ ضيف السعودية لف ودار وحار في الجواب. لكنه لم يدخل صلبه. لهذا كررته المذيعة مرتين على مسامعه طالبة الجواب. ولم تصل إليه. فالضيف الذي يحمل صفة دكتور بقي ملازماً لدائرة ضيقة جداً ‘نبحث في ظروف عمل تتوافق مع البيئة الاسلامية… نبحث عن عمل يناسب المرأة’! أفليس لمليون و100 ألف امرأة يعملن نادلات وعلى الصناديق في السعودية من رأي في عملهنّ؟ وقد زاد هذا الدكتور الطين بلة حين قال: ‘نبغي أن تعمل المرأة في الوظائف العليا أولاً ومن ثم تنزل إلى الوظائف الدنيا’؟ إنه العجب؟ وهل الوظائف العليا هي الأكثر انتشاراً في المجتمعات أم ما دونها من وظائف؟
من واشنطن كان صوت نسائي سعودي هو لمليحة شهاب وجد في القرار السعودي ‘غير سليم. يتعارض مع متطلبات الحياة. انفعالي. غير مدروس.’ وقالت ضيفة واشنطن نصيحة لمن يسمع ويعي: ‘كي تكون قائداً يجب أن تكون أمام المجتمع وليس خلفه’. ووصفت قرار منع المرأة من مهنة النادل والصندوق، بالسياسي.
ويل لمجتمعات تُعطل نصفها بقرار سياسي. وويل لمجتمعات ترى في نصفها ـ أي النساء ـ فئة تحتاج الوصاية، ومن يقرر عنها. وويل لأمة تعطي نساءها ـ غصباً عنها ـ مهمة تنشئة الأجيال المقبلة ولا تثق بهنّ. ولو أتيح ربما لهؤلاء ‘القادة’ لجردوا المرأة من مهمة تنشئة الأجيال، وقرروا بأنه يكفيها الانجاب. تنشئة الأجيال من أهم الوظائف العليا، وربما هي بنظر هؤلاء ‘القادة’ لا تليق بالنساء؟ بحسب شهاب يسمح للمرأة الفقيرة في السعودية بيع المناديل على اشارات المرور، ويمنع عليها العمل كنادلة. إنهم القادة الذين ينزلون بشعوبهم نحو الهاوية وبخاصة النساء. الى متى يبقى الحال على حاله المتردي؟
عندما ترقص القسيسة
وأيضاً هي الصورة من ال BBC. أنهت قسيسة بريطانية عقد قران عريسين، وقبل أن ينطلقا في رقصة تقليدية لطيفة عنوانها ‘القبلة’ سبقتهما إليها. وراحت تتمايل بخصرها وساعديها. سريعاً انتبه العريسان لفرحة القسيسة بهما، ولحقا بها رقصاً وبهجة. وتباعاً لحقت العدوى بالمدعوين، فانضموا للرقص. إنه حب الحياة. فهل فقدت القسيسة من هالتها والوظيفة المسنودة إليها؟ بالطبع لا. فمن قال أن على رجل الدين أن ينسحب من الحياة ومباهجها التي تفرح ولا تؤذي؟ ومن قال أنه يجب على رجل الدين أن يمثل دور الوقور، الصارم والمخيف علناً، ويقوم بما يحلو له سراً؟ أليس رجل الدين كما سائر البشر من لحم ودم؟ أم هو فوقهم؟ بظني أنه يشبهنا يخطئ ويصيب مثلنا تماماً.
صحافية من لبنان
القس هو انسان مثلنا يفرح ويحزن يخطى ويصيب لكن الفرق الوحيد انه كرس حياته كلها لخدمة الله والانسان والمجتمع الذي يعمل من اجله
ربما قرأت ياسيدة زهرة عن المخططات الصهيونية لفلسطين والقدس خصوصا منذ مؤتمرهم الأول فى بازل فى 1897/8/29 بعد أن رفض السلطان العثمانى عبدالحميد الثانى،طلب هرتزل منه تسليم فلسطين لإقامة الوطن القومى لليهود عليها. منذ اليوم الأول لإحتلال إسرائيل للقدس الشرقية والضفة الغربية فى حرب 1967 وإسرائيل تعمل على تهويد المدينة على قدم وساق،والعرب والحمدلله نائمون فى العسل،وعندما يصحون يبدأوون بالتصريحات الجوفاء،القدس لنا وفلسطين عربية!!! حاولوا حرق الأقصى وقاموا بإغتصاب حائط البراق الذى يسمونه حائط المبكى والعرب آخر من يعلم! طردوا ما إستطاعوا من سكان القدس لتنظيفها كما يقولون من الأغيار حتى تكون القدس الموحدة عاصمتهم الأبدية! بدأوا بالحفريات تحت الأقصى والهدف تدميره وإقامة هيكل سليمان مكانه ومكان مسجد قبة الصخرة والعرب يعقدون المؤتمرات الفارغة من أى معنى ويصدروا القرارات التى لا يحترموها هم أنفسهم. العرب وفى مقدمتهم السلطة الفلسطينية تآمروا على القدس سواء بالجهل أو عن سابق تصميم وكلهم مسؤولون عن ضياع القدس وفلسطين. كنت دائما أتساءل،لماذا لم يقم العرب وفى مقدمتهم السلطة الفلسطينية بمحاسبة بريطانيا على مسؤوليتها فى تسليم فلسطين للصهيونية خصوصا بعد أن أرى الإستقبال الودى الذى يقوم به المسؤولين العرب للمسؤولين البريطانيين وتزداد نقمتى على العرب عندما أراهم يستثمرون أموالهم فى بريطانيا ويتخذون منها وطنا ثانيا لهم. أصبح الحديث عن القدس وفلسطين مملا عند الزعماء العرب ومن ضمنهم السلطة الفلسطينية لأنهم إستسلموا للأمر الواقع وتيقنوا أن إسرائيل ماضية فى مشروعها بتهويد القدس وهدم الأقصى وطرد كل غير اليهود منها وبناء هيكل سليمان الذى ربما يساهم العرب الموسرين فى بناءه حتى يثبتوا أنهم متحضرون ويحترمون كافة الأديان إلا دينهم وربما يقوم بعض العرب بحضور الحفل الرسمى بإفتتاح الهيكل. العرب أمة ضحكت من جهلها الأمم!!!!
يزهره انت زهره هل يفهمك العربان انتي تعيشين في نشوة الفكر واعطاك الله من العقلوالفكر مايكفي لنصف رجال العرب انهم يحتاجون الى دورات تحضيريه حتى يرو الشمس وحتى يحق لهم الحياة بمعناها ومسوليتها الساميه هنيءاً للبنان وللعالم بوجودك بيننا
من المهجر
you said MANDELLA and CASTRO, but you forgot CHAVEZ
شكراً لك سيدتي . لقد رويت ضمئي وعطشي بهذه المقالات الرائعة . وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم . العرب الملحفون والملفلفون بعباءة الدين هم كذابون ومحتالون ونصابون . وهم باسم الدين يحمكمون بقية الملايين من خلال تخلفهم وانحطاطهم وضعف بصرهم وبصيرتهم . وفي المستقبل القريب وكلي أمل في القريب القريب سيحدث الأنفجار الذي لا يبقي ولا يذر لأنه وصل السيل الزبى