«جمال ريان» حالة إعلامية تُدرس، بدلاً من المناهج القديمة التي يتم تدريسها في كليات الإعلام في العالم العربي، والتي وضعت في عهد حمورابي، ولم يجر عليها تعديل منذ ساعته وتاريخه!
يحدد «ريان» الرأي في الموضوع بنبرة صوته، ويقطع قول كل خطيب بسؤاله، ويجعل ما يقال من بعد طرحه لسؤاله هو فائض قول!
فلما كانت ليلة تسريبات قناة «مكملين» الكاشفة عن أن الإعلاميين الأشاوس ليسوا سوى «عساكر مراسلة» لدى الجنرال «عباس كامل» مدير مكتب عبد الفتاح السيسي، كان سؤال «جمال ريان» الساحق الماحق، الذي لا يبقي ولا يذر، موجهاً لزميلنا «مجدي شندي» رئيس تحرير جريدة «المشهد» المصرية، حول رأيه في «الفضيحة المدوية، التي أصابت الإعلاميين في مقتل». وبجانب كلمات السؤال جاءت نبرة صوته، كأنها «تسونامي». وقد يطرح غيره السؤال نفسه بالكلمات ذاتها، لكن لأنه يفتقد لنبرة صوت «جمال ريان» فانك تنام على إيقاعه، وتحلم أحلاماً سعيدة!
أعتقد لو أن «جمال ريان» أذاع خبر سقوط كوب من الماء على الأرض، فسوف يشعر من يستمع له بأهمية الخبر، إن قرأه هو على أنه خبر مهم!
أغلقت قناة «الجزيرة مباشر مصر»، ليلمع اسم قناة «مكملين» بهذه التسريبات، وكثيراً ما يضع الله سره في أضعف خلقه. و»مكملين» تفتقد للمذيع النجم، فكان من حظ «الشرق» أن يعمل بها «معتز مطر»، كما أن قناة «مصر الآن» بدأت أعمالها وهي محظوظة باستقالة «محمد ناصر» من «الشرق» ليلتحق بالعمل بها، في حين أن «مكملين» تبدو قليلة الحظ في هذا الجانب، لكنها ومع هذا فازت بالتسريبات الأخيرة، ليتردد اسمها على كل لسان بسببها.
التسريب الأخير، أسقط الثقة والاعتبار عن بعض الإعلاميين ومقدمي البرامج، الذين يقدمون أنفسهم على أنهم أصحاب رأي وأصحاب رؤية، فإذا بالرأي العام كله يقف على أنهم مجرد أدوات بيد «خُول الجنينة»، عباس كامل، وتعرفون بالطبع أغنية «يا حسن يا خُول الجنينة» التي غنتها المطربة «شادية»؟!، لكن هذه المرة الأولى التي نشاهد «الخُولي»، لا يتعامل مع الفلاحين العاملين في «الجنينة» مباشرة، ولكنه يصدر توجيهاته لوسيط، ينقلها لهم، هو العقيد «أحمد محمد علي»، الشهير بجاذب النساء، بحسب وصف «السيسي» له، وقبل أن ينافسه هو بنفسه على هذه الصفة، بعد القصيدة الشهيرة: «نساؤنا حبلى بنجمك»، وبعد أن قال أحد القساوسة: «أنا أذوب عشقاً في السيسي… والنساء (معذورون) في حبه»، وأيضا بعد أن قال «عبد الحليم قنديل»: «السيسي ملك القلوب وخاصة قلوب النساء»!
عرش الحب العذري
عندها كان من الطبيعي ألا نشاهد الآن العقيد «أحمد محمد علي»، بعد أن صار له منافس على قلوب «الولايا»، جمع ولية. فعرش الحب العذري لا يتسع لأكثر من نجم. وعلى ذكر النجم والنجوم، فلا نعرف ما إذا كانت نساؤهم «الحبلي بنجمه» قد ألقت بطونهن ما فيها وتخلت، أم تعرضن لعملية إجهاض، وهل كان كانت الولادة قيصرية أم عادية؟!
«الجنينة» هي «الحديقة»، و»الخُولي» هو الذي يقوم بالإشراف على الفلاحين، لصالح صاحبها، الذي لا تسمح له ظروفه، أو مكانته الاجتماعية بالتعامل المباشر مع من يعملون لديه، فجاءت التسريبات لتكشف أن «خولي الجنينة»، قام بتوكيل من يحل محله ويتعامل مع الفلاحين بشكل مباشر، وكانت التوجيهات منه وإليه، وحرص أن يملي عليه توجيهاته، ويطمئن من يدونها، لينقلها لمن يعملون في «عزبة عبد الفتاح السيسي»، فلا يترك الأمر لاجتهاد، هم ليسوا مؤهلين له، وجاء التعامل معهم كاشفاً عن حالة الازدراء بهم، فيوصف أحدهم بـ «الواد»، وتوصف رئيسة التلفزيون المصري السابقة بـ «البت». ولو قلت لشغالة في بيتك «يا بت» لردت عليك: «بت لما تبتك»… ولا أعرف معنى «تبتك»، لكنه اصطلاح يأتي في سياق الإساءة لمن خاطبها محتقراً إياها بكلمة «بت»!
في بداية الانقلاب العسكري الذي وقع في مصر كان أستاذ جهبذ للعلوم السياسية، قد طوع هذا العلم ونظرياته في خدمة هذا الانقلاب، وتقديمه للرأي العام على أنه ثورة خلاقة، وأنتج علماً هجيناً وصفه الدكتور سيف عبد الفتاح بـ «العلوم السيسية». وفي المقابل كان جنرال معتبر من رجال حرب أكتوبر، قد رفض أن يغير الجيش المصري عقيدته، وينقلب على الشرعية. وكان اللقاء بينهما أمام أحد استوديوهات إحدى القنوات الفضائية، عندما قال الجنرال للأستاذ الجامعي، لماذا تبالغ في تقديسنا؟… هل تعتقد أنك بذلك تنال حظوة لدى العسكريين؟… أتدري ماذا يقول العسكريون عن أي عالم مهما بلغ علمه؟
عندها سأل الأستاذ ماذا تقولون؟!… وكان الرد مفاجأة: «مدني تافه»!
وهذا يفسر الأوصاف التي أطلقها اللواء «عباس كامل» على من يعملون عندهم من مقدمي البرامج، فهم «الواد»… و»البتاع»… و»البت» والصفة الأخيرة هي إحدى الاشتقاقات الشعبية المبتذلة لكلمة «بنت».
المزرعة السعيدة
«مقطع انثربولوجي»، والانثروبولوجيا هي تخصصي الدقيق كما تعلمون أنا و»جمانة نمور»، والتي رأيت صورتها في الأسبوع الماضي في «الفيسبوك» وقد نشرت على أنها تشبه واحدة من أصحاب الصفحات، في التسلية الجديدة لخالد الذكر «مارك»، وأشعر أنه قد أصابه الخفيف، بعد زواجه، فبدأ يشغل الناس بهذا «الملعوب»، وكانت ألعابه قبل زواجه رصينة، وإن كان يفضح لاعبيها، فتصل إشارات منهم لأصدقائهم بالدعوة للعبها، دون أن يكونوا قد وجهوا هذه الإشارات. وواحدة كانت لا تكف في كل صباح عن نعي زوجها المتوفى حديثاً، وفي الوقت ذاته تأتيني دعوة منها للعب «المزرعة السعيدة»!
الدليل على أن تسلية «مارك» الجديدة تفتقد للجدية، أن من وصفها بأنها تشبه «جمانة نمور» عندما دخلت لملف صورها، لعلي أجد على النار هدى، وجدت صورة «لميس الحديدي»، فهتفت لهول ما رأيت: «حوالينا لا علينا»، وتراجعت عن محاولة الوقوف على الشخص الذي أشبّهه مخافة أن يكون «سفاح كرموز».
«انثربولوجياً»: في الريف المصري تستخدم مفردة «بت»، و»ولية» في وصف المرأة، دون أن يمثل هذا المعنى الذي تهدف إليه في الحضر، لكن «بت» تقال على الفتاة، ولا يمكن أن يطلق على من هي فوق الستين مثل «عزة مصطفى» رئيسة التلفزيون المصري سابقاً والمحالة للتقاعد وتعمل في قناة «صدى البلد» لقب «بت»… «بت لما تبته»!
اللافت في هذه التسريبات، ليس في أنها كشفت أن أسماء كانت تدعي الاستقلال مثل «الواد» الحسيني، وإبراهيم عيسى، أنهم يعملون في بلاط العسكر، لكنها كشفت أن الرسالة الإعلامية لا يحددها كما كنا نظن من قبل جهاز الشؤون المعنوية في الجيش. كما أن التسريبات كشفت أن «الشحتفة» أسلوب حياة… ومن قبل سأل قارئ موريتاني عن المقصود بـ»الشحتفة»، فقلت له استمع لأداء «أمينة رزق» وهي تخاطب «سي السيد» زوجها «السيد أحمد عبد الجواد»، في رائعة «نجيب محفوظ»:»بين القصرين»!
«فالشحتفة» صارت حالة، فليس السيسي وحده، هو الذي يتحدث من بين الضلوع، ولكن يجاريه في ذلك سدنة عرشه. وقديماً قلت لكم: أن «منى الشاذلي» تتحدث من بطنها، وقد ماتت «منى» إعلامياً، وصار برنامجها متواضع القيمة، ولم يعد كبار السياسيين ينافقونها بوصفها بالمذيعة المرموقة منى!
عساكر المراسلة
«الشحتفة» كانت واضحة في التسريبات، فاللواء «عباس» قرر، وربما تصور، وربما تخيل، أن السيسي المرشح الرئاسي، مستهدف، وقد كان صوت مذيعة قناة «الجزيرة مباشر مصر سارة رأفت» يأتي في الخلفية. وأجهزة التلفاز في معظم مكاتب المسؤولين كانت مضبوطة على «مباشر مصر»، وأحد المحامين قال لي أنه ما دخل مكتب ضابط في قسم شرطة، بحكم عمله، ولم يجده يشاهدها!
فهل كانت هناك فقرة في نشرة الأخبار تصور منها «عباس كامل» أن السيسي مستهدف وكانت وراء مكالمته الهاتفية مع العقيد «أحمد محمد علي» للتصدي لهذا الاستهداف؟ أم أنه قرر أن يحوله لضحية، حتى يتعاطف معه الناخبون؟!
مهما يكن، فقد كانت خطة المواجهة تمثل معنى «الشحتفة» دون الحاجة لمثال «أمينة رزق» في تعاملها مع «السيد أحمد عبد الجواد»، فما يراد إيصاله للناس عن طريق «عساكر المراسلة» هو: هل يعجبك ما يحدث للرجل الذي ضحى من أجلك يا شعب مصر… فما هو الذي جناه السيسي لكي يُفعل فيه كل هذا، وهو من يضحي من اجل الجميع، ومن يحترم كل الناس؟!
«عساكر المراسلة» اصطلاح يقصد به، المجندون، الذين يقبلون على أنفسهم أن يعملون لدى السادة الضباط، في مهام قد تبدأ بغسيل الملابس ولا تنتهي بشراء الخضار للهانم!
وتبدو مشكلة الدكتور محمد مرسي في أنه تعامل مع هؤلاء على أنهم في خلافهم معه وتطاولهم عليه، إنما هم يعبرون عن وجهة نظر أخرى، ولا يجوز بعد الثورة أن يتم عقاب أصحاب الرأي وان تجاوزوا… ولم يكن يدري أنهم «عساكر مراسلة» لا أكثر بل أقل!
لقد عرضت بعض الفضائيات مقاطع لعدد من مقدمي البرامج، وقد نقلوا الرسالة حرفياً لمشاهديهم، ومثلوا دور «المتشحتف»، كما أراده «خُول الجنينة»، وهو أمر كشفه من قبل «باسم يوسف» عندما كان يستعرض في برنامجه قبل الإلغاء هذه الرسائل المكررة في أكثر من برنامج في ليلة واحدة، وكأنه توارد خواطر.
ما يثير الانتباه في هذا التسريب، أن القوم لم ينفوا حقيقته بادعاء أنه مزور أو ملفق ولكنهم جهروا بالمعصية، وقال قائلهم هذه مفخرة لنا، فكشف لنا عن صورة من صور إعلاميي آخر الزمان.
لا بأس فهناك من يعتبرون «الخدمة في البيوت» أحد الأعمال الشريفة، وهذا صحيح لكن «الخدم» لا يجوز لهم أن يتخطوا الرقاب، ويتحولوا لائمة!
صحافي من مصر
سليم عزوز
بسم الله الرحمن الرحيم:
أستاذنا الرائع:
مقالاتك بلسم شافي ؛وسم زعاف لأعداء الحق وعاشقي الدكر وشركائه .
Nancy: لا أدري كيف أن بقاء الدكتور مرسي كان سيحول مصر إلى ـ عراق أو سوريا ـ فحضرتك لم تضبطي تحليلك وتوضحين لنا سبب تلك الكارثة المفترضة!!.
بما أنك كتبت بلسان إنجليزي فصيح؛فيبدو أن كتابات وتحاليل الأستاذ؛الصعيدي الأصيل؛صاحب قلم الفطرة والسلاسة؛تعري الواقع المصري رغم كثرة الطبالين ومساحيقهم المضحكة؛وخرجاتهم البهلوانية لخدمة صاحب المزرعة السعيدة “الإنقلابي”الذي أرسله الله لإنقاذ شعب مصر؛من تجربة رئيس منتخب ليعود بها كما عهدناها تعبد فرعونها وتقدس العسكر ـ خير أجناد الأرض!!!! ـ بدليل تحويل أهل غزة إلى إرهابيين وهدم الأنفاق وتفجيرمنازل سكان رفح المصرية لحماية أمن الصهاينة؛وقبلها مذبحة رابعة والنهضة وخيانة رئيس منتخب والهجوم على الإسلام مع التودد لأقلية بمصر وعرض خدمات على الصهاينة؛مع صدقات أمريكية وسخاء خليجي؛لدول تريد تصدير الدمقراطية لدولة معينة وتحرمها في بلدانها وعلى شعب مصر.
لابد وأن عقيدتك تحركك شماتة في الدكتور مرسي؛فرغم إختلافي مع جماعة الإخوان ؛إلا أن الدكتور مرسي ليس بمتخلف عقليا ولم يكن خائنا لثقة من إنتخبوه؛ولم يصادر حقوق الآخرين الذين كالوا آلاف الشتائم وقلة الأدب وهم غلمان وكراكيز بيد العسكر وتواضروس الطائفي؛وتحمل الدكتور مرسي ذلك بصدر رحب كمؤمن بحرية التعبير؛التي تحولت في عهد الإنقلاب إلى التخوين ومعاداة مصر.
مقالات الأستاذ سليم ـ سلم لنا ” من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة” تعبر عن نبض المصري المفجوع ؛وتعكس تذمرنا في كل أصقاع المعمور من إفشال تجربة دمقراطية ربما كانت ستعلن عن رياح تغيير في عالمنا العربي المريض بحمى الطائفية والتخلف وتحكم كبار اللصوص في مقدرات بلدان؛ مواطنوها لا قيمة لهم وأصواتهم تصلح فقط للهتاف “بالزعيم” سواء كان “دكر” أو “بقر”.
الأستاذ سليم لايعيش في مصر بل إن مصر تعيش فيه وكل الوطن الكبير ؛لكن ما العمل إذا لم تفلح كل هذه التسريبات في جعل بعض المصريين يفقهون إجرام الإنقلاب وكذبه وكفتته ؛وماذنب الأستاذ سليم كمثقف يسلط الضوء على ظلام تسلط بياذق العسكر في غسل أدمغة العوام!!؛وكيف نهضم أن زعيم الإنقلاب يشبه بالمسيح عليه السلام أو كموسى عليه السلام حسب أكاذيب زعماء الديانتين؟!!!.أليس هذا داخل في بنذ إزدراء الأديان؟؟؟؟!!!!!!.
( وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل).
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الأخ الفاضل المحترم أبو محمد أمين … بارك الله لك فى قلمك وفى عقلك الراجح وفى ردك الفاحم … كل التحية لك ولكل الأخوة الأعزاء من المغرب الشقيق الذين يقفون جميعاً ودون استثناء تقريباً ضد الإنقلاب الفاشى الدموى السفاح الذى قام به السيسى وعصابته, والذى وأد أول تجربة ديمقراطية حرة فى مصر منذ أمد بعيد, ولطخ وجه مصر بالدماء والقتل والحرق والخراب والعار … تحية لك ولشعب المغرب العظيم وللإعلام المغربى الذى صدح بالحق المبين فأصاب عبيد الإنقلاب بالضربة القاضية
أستاذ سليم عزوز أسعد بقراءة مقالاتك الساخرة وأحب اسلوبك في الكتابة ويذكرني بكتابات الاستاذ أحمد عمر الذي لم يعد يكتب في القدس العربي.
وكوني سأتخرج هذه السنة صحفية “صحافة مكتوبة” اردت ان أخبرك اني أجد الإعلام المصري مابعد الإنقلاب “حالة إعلامية”فريدة مليئة بالتناقضات.
ولا أستبعد ان تكون موضوع مذكرة تخرج.
لأحد الطلاب .
الاستاذ سليم عزوز تحية طيبة لك و رد اسم السيدة امينة رزق في فيلم بين القصرين . الحقيقة من لعبة دور امينة زوجة السيد السيد هي الفنانة المرحومة آمال زايد. هو اعلام انقلاب وصل الي صابي العلمة
بسم الله الرحمن الرحيم:
السلام عليكم أخي الكريم سامى عبد القادر – الولايات المتحدة؛والله أخي لا أجد كلمات للرد على تعليقك؛فجزاك الله خير الجزاء.
أغلب الشعب المغربي من طنجة إلى لكويرة ضد إنقلاب المتخلف عقليا إبن حارة …!!!.
ثق أخي أن المغاربة يحملون هموم إخوانهم وقد ينسون مشاكلهم للذوذ على شعوب شقيقة؛وما حدث بمصر صدمنا .فلازال الطريق طويلا وشاقا لكنس آثار الإستبداد والطغيان.
لم أكتب إلا بما أومن به؛وهذا ما ورثناه عن آباءنا؛ولك مني لف تحية ودعاءي لشعب مصر أن يفك الله أسره من قبضة الراقصات وزعماء الكرتون من فئة “البت”و”الواد”.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.