عودة النظام البوليسي الى مصر

حجم الخط
26

مع اقتراب الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، يبدو المشهد المصري محبطا جدا. فميدان التحرير الذي شهد انطلاق مظاهرات الاطاحة بالرئيس حسني مبارك، اصبح اليوم محاصرا بقوات الامن لمنع المتظاهرين من الوصول اليه.
وبعد نجاح الثورة في بدايتها بالاطاحة بالنظام الاستبدادي، شهد العام الماضي موجة كبيرة من العنف راح ضحيتها آلاف القتلى والجرحى، خاصة اثناء فك اعتصامي رابعة والنهضة بالقوة. وشهدت الاشهر الماضية حملة اعتقالات كبيرة طالت قيادات وكوادر جماعة الاخوان المسلمين ونشطاء سياسيين عارضوا عودة الحكم الاستبدادي، ومن لم يتم اعتقاله تعرض لحملة تشويه واتهم بانه من الطابور الخامس.
ومن الغريب ان تشهد المحاكم في دولة يرأسها مستشار كان رئيسا للمحكمة الدستورية العليا، محاكمات غريبة مثل ما حصل بمحاكمة طالبات ‘7 الصبح’ في الاسكندرية، حيث حكم عليهن بالسجن 15 عاما بتهمة التظاهر، وبعد ردود الفعل المستهجنة للقرار، تم اصدار عفو عنهن.
ما يحصل اليوم في مصر وعشية الذكرى الثالثة لانطلاق الثورة، لا يختلف كثيرا عن ما كان يحصل ابان حكم الرئيس مبارك، والنظام البوليسي الذي كان يقوده وزير الداخلية حبيب العادلي.
فبعد توجيه الاتهام للرئيس المصري المعزول محمد مرسي وقادة الاخوان بالتخابر مع ‘حزب الله’ و’حماس’ ووصف ذلك باكبر عملية تخابر بتاريخ مصر، اعلن وزير الداخلية محمد ابراهيم يوم الاربعاء الماضي جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية، وتقرر حظر جميع انشطتها ومصادرة اموالها بعد اتهامها بالاشتراك بتنفيذ تفجير استهدف مبنى مديرية امن محافظة الدقهلية والذي اسقط 16 قتيلا، والذي تبنته جماعة انصار بيت المقدس، الا ان وزير الداخلية اتهم نجل القيادي الاخواني المنجي سعد حسني مصطفى بالاشتراك بالعملية.
جماعة الاخوان المسلمين سارعت لنفي تورطها، ونفت وجود قيادي بهذا الاسم بالجماعة، ولكن حتى لو كان هناك قيادي بالاخوان وتورط نجله بعملية ارهابية، فمن غير المنطقي ان يحاسب الوالد بفعل ابنه، ولا ان يحاسب تنظيم كبير بفعل ابناء قادته، واذا كان بناء على هذه القرائن تتخذ قرارات مصيرية في البلد، فهذه ليست نتاج ثورة، بل عودة لنظام قمعي استبدادي. والمطلوب اجراء تحقيق نزيه وعدم التسرع بتوجيه الاتهامات جزافا، مما سيؤدي لزيادة الاحتقان.
الحكومة المصرية تذهب بعيدا بتحميل الاخوان تهما يسهل تلفيقها بهدف تضليل الشعب، ويبدو انها تتقصد محاولة دفع الاخوان للارهاب لتبرر هذا الحجم الهائل من العنف الذي تستخدمه قوات الامن ضد الاخوان.
نعم تشهد مصر اعمالا ارهابية، من قتل جنود، وتفجير مديريات شرطة وحرق كنائس وغيرها، لكن لا دليل على ان الاخوان هم من قام بهذه العمليات، على العكس من ذلك، لن يشارك الاخوان بهدم تنظيم عمره 85 عاما، وانتشر بشكل كبير في صفوف المصريين خاصة بالاونة الاخيرة.
ولا شك ان الحكومة المصرية المؤقتة استهدفت من اعلان جماعة الاخوان تنظيما ارهابيا، ان تسوق ذلك بالخارج لكي يصبح التنظيم الدولي للاخوان مستهدفا في مختلف العواصم، لكن باستثناء عاصمتين او ثلاث عربية، لا يبدو ان بقية الدول مستعدة لاخذ هذا التدبير على محمل قانوني او امني، وهذا في حد ذاته يشكل صفعة للحكومة التي ارادت ان تكسب نقطة مهمة ضد الاخوان، لكنها خسرت نقاطا كثيرة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أبو أشرف- ماليزيا:

    الإخوان جماعة إرهابية .. ولن يصلح العطار ما أفسده الدهر. الفكر الإخواني عنصري منغلق استبدادي وإقصائي .. إما السمع والطاعة وإما الانتقام والتنكيل والتكفير والتخوين .. الإخوان أفلسوا وقضوا على أنفسهم بأنفسهم بغبائهم السياسي .. فاقد الشيء لا يعطيه.

    1. يقول أحمد:

      تحياتي لك أخ أبو أشرف

      أخوك د أحمد ماليزيا كوالا لمبور

  2. يقول Mohand:

    ان الانظمة الاستبدادية ترتكز اساسا على الجيش والاجهزة الامنية، كيد يمنى و تستخدم بعض النخب التي لا مبدا لها سوى الطموح في الوصول الى بعض المناصب، فهذه الواجهة السياسية بالاضافة الى اعلام “الخبز”، تمثل اليد اليسرى التي يبطش بها . فمن البديهي ان ما حدث في مصر نموذج كامل لمثل هذه الانظمة، بدات بالانقلاب، ثم اعتقال كل معارظ، غلق قنوات و صحف، حضر احزاب، بمعنى آخر القضاء على الحريات و تكريس القمع و الاستبداد، و هذا ما نراه كل يوم بمصر، ولا حول ولا قوة الا بالله.

  3. يقول الجزائري:

    و رغم ذلك لا أسف على حكم الإخوان

    1. يقول أحمد:

      لقد قلت بالضبط ما كنت أريد

      تحية لك أخ الجزائري
      أخوك المصري

      لاعزاء للإخوان وإرهبهم

  4. يقول زيد حسين - الجزائر:

    “عودة النظام البوليسي الى مصر”
    ومتى ذهب حتى يعود !

  5. يقول مهند -مصر:

    الشعب والجيش والشرطه يد واحده في مواجهة الجماعة الارهابيه و السلطان العثماني أردوغان يحتضر وحماس سوف تعض يدها ندما. .

    1. يقول د إسلام:

      الجيش والشعب والشرطة والعرب والمسلمين إيد واحدة

      وتحيا مصر للأبد

      لاعزاء للإرهاب

      شكر عل كلمتك كلمة الحق ربنا يحفظك يا مهند

    2. يقول هشام توفيق:

      ومن قام بتعذيب الابرياء في السجون
      ومن قام بقتل النساء واخرهم سيده تيلغ من العمر83 في الاسكندريه يوم الجمعه الماصيه و سحل البنات في الشوارع وهؤلاء اىفراد لشعورهم باخسه والعار تجدهم مقنعيين لانهم يدركون عاقيته امرهم
      ومن سرق اموال الشعب ودفع المصريين الى الهجره لكا بقاع الارض
      ههل هم الاخوان ام عسكر مصر واعوانهم

  6. يقول barf:

    أعداء الحرية لا يجادلون، بل يصرخون ويطلقون النار. وليم رالف إنغ
    لا يريد معظم الناس الحرية حقا، لأن الحرية تتطلب مسؤولية ومعظم الناس يخافون من المسؤولية. سيغموند فرويد
    • صحيح أن الحرية قيمة، إنها قيمة لدرجة أنه يجب تحصيصها. فلايمير لينين
    • لن يشبع الجماهير الجائعة أي قدر من الحرية السياسية. فلايمير لينين
    • إذا وجدت دولة لا يمكن أن تجد حرية، أما إذا وجدت حرية فلن تجد دولة. فلايمير لينين

  7. يقول ربى علي - فلسطين:

    الاوضاع التي تعيشها مصر تشبه الى حد بعيد اللعبة التي لا تحتكم للاخلاق والقيم وليس لها زمن لنهايتها لم يعد هناك من يؤتمن على وطن أو شعب , نظام بوليس يفتقر الى ادنى مستويات القانون والنظام .
    تظليل لعناصر الامن والشرطة والجيش , كلمة ارهابي مصطلح غربي يردده الببغاوات يستغلون الفقر والجهل من اجل تنفيذ مخططات غربية هدفها تصفية ما تبقى من قوة عربية , يخشون من المارد العربي الذي لو افاق لكان له صولة وجولة ولما استباح المستعمرين اقصانا وعراقنا وشامنا .
    مصر اليوم مصر الحداثة مصر الديمقراطية , احلام كانت تراود مخيلاتنا لنصحوا ونفيق على اصوات وآهات المعذبين ,عسكر يعذب ويقتل ويستبيح دماء اخيه وابن وطنه , من كان يصدق ان كل هذا يمكن ان يحدث في مصر وكأننا نشاهد فلما , لم يعد يخفى على احد مسلسل التفجيرات التى تدك مدن مصر وكنائسها فشباب الثورة يخرجون لحماية الكنيسة باجسادهم العارية فكيف يمكن ان يشاركوا في مثل هذه الاعمال الاجرامية ؟! لا يمكن لعاقل ان يصدق مثل هذه الاكاذيب , وليتها فقط المشكلة تقتصر على مصر بل اخذت تمتد لتطال اهل غزة الذين يعانون ويلات الاحتلال والحصار وليوجه للفلسطنيين تهم وتلفيقات تفتقر للموضوعية والحقيقة فبعض من وجه لهم الاتهامات هم شهداء وأسرى لدى الاحتلال .

  8. يقول الجزائري:

    الى الأخ احمد من مصر نحن جربنا حكم الإسلاميين ــ و الإسلام منهم بريء ــ اتخذوا من الإسلام مطية للوصول الى الحكم كادوا ان يجعلوا بلدنا خرابا و الحمدلله انجانا منهم و اليوم من جبهة الإنقاذ الى حركة مجتمع السلم الى جميع الاحزب الإسلامية عندنا فشلوا و اليوم بداوا يكشفون بعضهم بعضا

    1. يقول محمد مراد لبنان:

      الى الذي يسمي نفسه “الجزائري ” متى حكم الاسلاميون في الجزائر يا فسل حتى تقول عليهم انهم اتخذوا الاسلام مطية وتتهمهم بما ااتهمت زورا وبهتانا والكل يعلم ان العسكر في الجزائر انقلب عليهم قبل ان يتهيأوا لاستلام الحكم

  9. يقول ايهاب المصري:

    ما يحدث في مصر الان هي الفوضى بكل ما تعنيه الكلمة. فساد في كل شئ حتى الماء و الهواء. الرويبضة سيطروا على مفاصل البلاد. اصبحوا هم سادات القوم. الشرطة و الجيش يعملان لفرعون مصر ( على غرار فرعون موسى)
    الاية الكريمة: اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك اية. العلي القدير حفظ جثة فرعون كل هذه الفترة الزمنية حتى اكتشافها منذ ١٢٠ عام تقريبا حتى تكون عبرة لكل طاغية لان هذه هي النهاية الحتمية لاي حاكم طاغية. القرن العشرين شهد اكبر عدد من الطواغيت الذين خذلوا في الحياة الدنيا (فما بالك بالاخرة).
    ارجوكم افتحوا القران الكريم و قرائته بتمعن لان رب العباد اعطانا من الامثلة تجعل الانسان يتعظ و يراجع نفسه.

  10. يقول محمد الفادنى /السودان:

    متى حكموك يا اخ الجزائر عندما انتخبهم الشعب انقلب عليهم العسكر فلا تزور التاريخ

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية