«إلى حاتم الصكر»
في الحديقة الخلفية للمنزل
خمسة كراسي مهجورة
وحاوية نفايات زرقاء
هم يحتفلون اليوم بعيد استقلال البلاد
يملأون السماء بالألوان
وألعابهم النارية لم تهدأ منذ ساعات.
عشر سنين في هذي البلاد
لم أستطع أن أخطو بها خطوة صوب الحياة
عشر سنين وأنا انخفض كل يوم إلى أسفل القلب
فلا صديق يصافح عتبة الدار
ولا حلم يرفعني قليلا فوق هذي الحديقة
فبمن سأحتفل الليلة؟
بالنمل المزدحم فوق الطاولة؟
أم برنين الحشرات الذي يحاصر المنزل؟
أي حياة هذي
وأنا اجتاز عامي الخمسين وحيدا وسط الإنكليز
فلا شتائم تعدل من حياتي قليلا
ولا دواء على الرف ينتظر العراق،
الدخان يملأ رئة السماء بألعابهم النارية
وأنا أشعل سيكارة أخرى
وظهري المنحني صوب بغداد
يتكئ على كرسي مهجور في الحديقة.
شاعر عراقي
الشاعر علي حبش شاهد وشهيد هذا الخراب الذي يلف حياتنا، خراب اوطاننا ومحنة الغربة القسرية..
لم تغير الحياة الامريكية من حيث لاجهة اخرى في العالم غير جحر القاتل نفسه يؤويه ..لم تغير
من حياته الخاصة التي يحملها في ثيابه مثل الطفل بحذر ..ولامن صورتها العابثة ببلادنا