الناصرة – “القدس العربي”: قبيل أسبوع من الموعد المعلن إسرائيليا لتطبيق الضم يتواصل الجدل داخل إسرائيل بين مؤيد ومعارض فيما يستعد رئيس الولايات المتحدة للإدلاء بتصريحات هامة حياله.

وبالتزامن حذر مبعوثها السابق للشرق الأوسط مارتن اينديك من أن مخطط الضم سيؤدي لنهاية المشروع الصهيونية.

في تصريح نادر حول مخطط الضم قال وزير الخارجية في حكومة الاحتلال غابي اشكنازي في غرف موصدة إن الجميع يفهمون إن هذا ” المخطط التاريخي ” لن يشمل الأغوار.

ونقلت الإذاعة العبرية عن مصدر وصفته بـ ” المطلع ” قوله إن الخطة المطروحة اليوم مقلصة أكثر بكثير مما كان يريد اليمين الصهيوني وإن اشكنازي يرجح أن الضمّ لا يشمل منطقة الأغوار الفلسطينية المحتلة.

ونوهت القناة الإسرائيلية الرسمية بهذا السياق الى أن الأسابيع الأخيرة تشهد أصواتا متزايدة داخل الإدارة الأمريكية التي تدعم توجهات وزير الأمن بيني غانتس وغابي اشكنازي بالقيام بضم محدود.

ونوهت القناة الأولى أن اشكنازي قد أوضح موقفه بأنه يدعم خطوة انفصال عن الفلسطينيين يتم إخراجها لحيز التنفيذ وتكون مقبولة على الفلسطينيين والأمريكيين وسط حفاظ على اتفاقات السلام وحراسة المصالح الإسرائيلية “.

مستشارة ترامب: الرئيس سيدلي ببيان عظيم عن الضم قريبا

يشار الى أن وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو قال ان قرار فرض السيادة الاسرائيلية على اجزاء من الضفة هو بيد اسرائيل، مما يعني نوعا من منحها ضوء أخضرا للمضي في مخططات الضمّ وربما هذا ما يستعد الرئيس الأمريكي للتصريح به قريبا.

وقد أعلنت مستشارة للرئيس الامريكي دونالد تراب الليلة قبل الماضية انه من المتوقع ان يقوم الرئيس ترامب بالادلاء ببيان هام حول قضية ضم اسرائيل لاجزاء من الضفة الغربية قريبا. وقالت كيليان كونواي :”اعتقد ان للرئيس يوجد ما يريد ان يقول وسيكون سعيدا بالقيام بذلك” واضافت :”لقد تحدث عن هذا بالماضي وسأتيح له اعطاء بيان عظيم ” وتابعت المستشارة ان “التوقعات المربكة التي كانت في الماضي تبددت. الرئيس يريد ان يكون وكيلا للسلام في الشرق الاوسط وهو يحاول ذلك “.

وقبل ذلك قال سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة داني دانون في خطاب دعائي إن هناك علاقة قوية وابدية بين الشعب اليهودي ووطنه التاريخي في الضفة الغربية، هذا منذ 3000 عام ولا اي دعاية فلسطينية سوف تغير ذلك. كما هاجم دانون الرفض الفلسطيني، والذي برأيه يحصل على دعم من اجزاء من المجتمع الدولي وقال : “في العالم يواصلون مكافأة الرفض الفلسطيني ويتجاهلون الواقع على الارض. بدلا من مواجهة القيادة الفلسطينية، هم يستمرون بإرضائها ويأخذون كل اقتراح يقدمونه. التبني الاعمى للرواية الفلسطينية وطلباتها لم يوصلنا ولن يوصلنا الى حل دائم للصراع “.

الضم يدفع المشروع الصهيوني نحو الهاوية

في المقابل حذر المبعوث الامريكي السابق للسلام في الشرق الاوسط مارتن انديك اسرائيل من تنفيذ خطة الضم وقال إنه سيؤدي الى واقع الدولة الواحدة، وانها تدفع “المشروع الصهيوني نحو الهاوية” ومن الممكن ان “تكلف اسرائيل اثمانا باهظة.

واعتبر مارتين انديك الذي كان ايضا سفيرا امريكيا لدى اسرائيل بفترتين في مقابلة خاصة مع القناة الإسرائيلية ” أي 24 ” ان “خطة الضم احادية الجانب التي يتم مناقشتها حاليا عكس الانفصال ، فكرة الانفصال عن الفلسطينيين التي بدأها اسحق رابين”، وتابع انديك :”الضم سيؤدي حتما الى واقع دولة واحدة تتطلب بمرور الوقت استيعاب فلسطينيين في اسرائيل، وهو ما سيدفعها نحو مشكلة جوهرية ، فيما اذا كانت تريد دولة يهودية او دولة ديموقراطية، فالمشروع الصهيوني وجد من اجل دولة يهودية وديموقراطية ولهذا السبب اقول ان الضم يدفع المشروع الصهيوني نحو الهاوية”.

وضمن تسويغ تحذيراته قال اينديك ايضا ان اسرائيل التزمت بعدد من من الاتفاقيات بدءا من قبول قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة رقم 242، ومن ثم اتفاقيات اوسلو، ومن الواضح جدا ان كل تلك الاتفاقيات تنص انه من غير المقبول التصرف بشكل احادي الجانب وضم ” اراض متنازع عليها ” بشكل احادي في صراع من المفترض التفاهم بشأنه.

وتابع انديك:”اتفهم الاحباط ، اكاد اجزم انه لم يحبط احد بقدري في التعامل مع الفلسطينيين، لكن مجرد اخذ قرار بانك ستمضي قدما بالضم بهذه الطريقة هو امر يعتبر امر غير قانوني بموجب القانون الدولي، سواء وافق ترامب على قبوله او الاعتراف به ام لا وهذا هو السبب فيما انه لو اصبح جو بايدن رئيسا يمكنه سحب الاعتراف، وستكون اسرائيل معزولة دوليا بسبب تصرفاتها غير القانونية “.

وتساءل انديك:” أسأل نفسي، لماذا؟ ما هو الامر الذي يجعل الضم ضروريا اليوم؟ لماذا لا يستمر نتنياهو في التركيز على التهديد الحقيقي القادم من ايران ؟ ايران تتقدم في برنامجها النووي اليوم ولا يفعل شيئا حيال ذلك، وبدلا من ذلك ينخرط بأفعال من شأنها ان تكلف دولة اسرائيل اثمانا باهظة، سيكلفها علاقاتها مع الاردن ، مع العرب وبالتأكيد في علاقاتها مع الفلسطينيين وايضا مع المجتمع الدولي بأسره”.

انقسام العسكر القديم

وهذا ما يحذر منه عدد من الجنرالات الإسرائيليين في جيش الاحتياط منوهين لضرورة التركز بالخطر الأكبر إيران، لافتين لخطورة القيام بخطوة تثير غضب العالم ضد إسرائيل بدلا من مساندتها في مجابهة مشروح السلاح النووي الإيراني كما كرر مجددا رئيس معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب الجنرال بالاحتياط عاموس يادلين.

إسرائيليا يتواصل الجدل بين أوساط مؤيدة ومعارضة حيث قدم 1000 ضابط إسرائيلي بالاحتياط دعمهم لمخطط الضم داعين الرئيس ترامب لمساندتها في مذكرة أرسلت له بعدما نشرت مجموعة عسكريين آخرى تحذيراتها منه.

وبهذا السياق قال زئيف إلكين، وزير التعليم العالي المقرب من نتنياهو للإذاعة العامة “طبقا لاتفاق الائتلاف الحكومي يمكننا أن نمضي قدما في فرض السيادة، بشرط مصادقة الولايات المتحدة الأمريكية “.

وجاءت تصريحات إلكين في وقت قالت فيه الإذاعة العبرية، إن البيت الأبيض شرع الثلاثاء، بمداولات بمشاركة صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنير، ووزير الخارجية مايك بومبيو، والسفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، ومسؤولين آخرين حول مسألة الضم.

فرصة تاريخية

وتأتي المداولات قبل أسبوع واحد، من الموعد الذي حدده نتنياهو للشروع بعملية الضم، وهو الأول من يوليو/ تموز المقبل وقال إلكين “إذا ما حصلنا على الموافقة الأمريكية فإنه يمكننا المضي قدما بالضم مع أو بدون مصادقة غانتس وقال إنه إمكانه أن يصوّت ضده المخطط لأن اتفاق الائتلاف واضح للغاية بهذا الشأن فهو يمنح نتنياهو قدرة على تمرير المشروع حتى لو عارضه ” أزرق- أبيض “.

واستدرك “ولكن سيكون من الأسهل الحصول على الموافقة الأمريكية، ومصادقة غانتس.اعتقد أنه علينا أن نقوم بكل ما هو ممكن، لنتمكن من تطبيق السيادة. لا أعلم ماهية القرار الأمريكي النهائي، أنا لست متأكدا، حتى من أن الأمريكيين قد اتخذوا قرارهم النهائي، إنهم يتداولون هذا الأمر، وهناك حوار مستمر بيننا وبينهم، وأنا آمل أنه نتيجة لهذا الحوار سيكون بإمكاننا اغتنام هذه الفرصة التاريخية وعدم تفويتها.”