لندن – (د ب أ): بعيدا عن أعين رجال الشرطة البريطانية التي تملؤها التساؤلات وفي قبو مظلم في مكان ما في منطقة ويست إند في العاصمة البريطانية لندن، تحتفل مجموعة من الفتيات المتبرجات إلى حد فج بموضة عشرينات القرن الماضي الصاخبة.
وتجتذب مثل تلك الحفلات التي تسمى بالحفلات الممنوعة زبائن من نوع معين والفضل في ذلك يرجع جزئيا إلى أقداح الشاي المليئة بشراب الأفسنتين المسكر، والملابس الفخمة وأصوات موسيقى الدي جي التي تصدح عبر الميكروفونات. ولكن هذا المشهد ليس في عام 1925، وإنما العام الحالي 2013 بكل مافيه من حداثة.
وتعد الحفلات الممنوعة جزءا من موجة الحنين إلى عشرينات القرن الماضي التي تجتاح أوروبا حاليا قادمة من المحيط الأطلسي.
ولم يكن من السهولة بمكان أبدا الحصول على تذكرة لحضور إحدى حفلات لندن الممنوعة. فالزيادة في الطلب يمكن أن تزيد الوضع سوءا حيث يقبل الجمهور على مشاهدة الفيلم الذي يصور النسخة الجديدة من الرواية الأمريكية الكلاسيكية، غاتسبي العظيم، والذي يتم عرضه حاليا في دور السينما.
ويؤدي الممثل ليوناردو دي كابريو دور البطولة في الفيلم (جاي غاتسبي) وهو رجل غامض وفاحش الثراء يقيم حفلات تتجاوز كل الحدود في قصره الفاخر خارج نيويورك.
وتتمثل خطته السرية في استعادة عشيقته السابقة ديزي، والتي تلعب دورها الممثلة البريطانية كاري موليجان، والمتزوجة من رجل آخر.
وفي قاعة دار بلومزبري في لندن حيث تقام الحفلات الممنوعة تقول آن كابرانوس :’ إن عدد من يحضر حفلاتنا في زيادة مطردة باستمرار على مدى العامين الماضيين’.
‘أصبح الناس على دراية مرة أخرى بعصر عشرينات القرن الماضي .. ومن الممتع العودة إلى عصر براق وترك الحاضر الأكثر إحباطاً خلف ظهرك لفترة من الوقت’
ولكن الفيلم لا يرمي فقط إلى دفع الزوار إلى حفلات عشرينات القرن الماضي فقد أثار الاهتمام المتجدد للموضة التي سادت تلك الحقبة.
وقامت مصممة الأزياء الايطالية ميوشيا برادا بتصميم الملابس التي يرتديها ضيوف غاتسبي في حفلاته الجامحة في الفيلم. ويمكن العثور على آثار هذا النمط الذي كان سائدا في عشرينات القرن الماضي في مجموعة برادا الجديدة. وقد عرضت الأزياء المستخدمة في الفيلم في عدد من أشهر المتاجر في نيويورك.
وقامت شركة تيفاني للمجوهرات الثمينة بتصميم عصابة رأس رائعة من الماس والتي ارتدتها ديزي في الفيلم.
واوضحت متحدثة باسم الشركة :’ عندما قرر المخرج باز لورمان إخراج الفيلم قصد شركة تيفاني لأننا لعبنا دورا كبيرا في تشكيل النمط الذي كان سائداً في عصر الجاز’.
ولكنك لا تحتاج إلى أن تكون مليونيرا لترتدي أزياء مثل شخصيات فيلم غاتسبي العظيم.
وقد صممت أشهر شركات الأزياء الراقية أزياء على نمط الفتاة المتبرجة . وكانت الفتيات المتبرجات يسخرن من العادات والتقاليد المتبعة في عشرينات القرن الماضي بالتدخين وإرتداء التنورات القصيرة.
وفي بريطانيا، صمم تيد بيكر وريفر ايلاند مجموعة من مجوهرات الرأس المبهرة للنساء وبذلات من ثلاث قطع للرجال في مجموعتهما الجديدة.
ووفقا لمعهد الموضة الألماني فإن ‘ الإكسسوارات مثل قلادات اللؤلؤ، والقفازات ومعاطف الفرو على نمط الموضة السائدة في عشرينات القرن الماضي تباع بشكل جيد للغاية في الوقت الراهن’.
‘توضح مجموعات موسم الشتاء لعام 2015/2014 أيضا أن العديد من المصممين مثل لانفين أو جوتشي يعودون للوراء الان بحثا عن الإلهام.’
وبالنسبة للنساء يعني هذا العودة إلى الفساتين الفضفاضة بطول الركبة، والمجوهرات اللافتة للانتباه، والكعب متوسط العلو والفراء. ويمكن للرجال إبراز شدة تأنقهم من خلال ارتداء بذلة أنيقة مع صدرية مبطنة بالحرير، مع منديل أو قبعة جولف.
وكل بضع سنوات يتمكن أحد الأفلام من جذب انتباه رواد دور السينما، ويدفعهم للتوافد عليها لمشاهدة الفيلم. لكن بصرف النظر عن ملء مقاعد السينما فإن مثل هذه الأفلام الخاصة يمكن أن تؤثر على نمط الحياة التي نعيشها.
وفي بداية ستينات القرن الماضي اكتسبت المعاطف الواقية من المطر وتسريحات الشعر المموجة على شكل خلية النحل شهرة بفضل شخصية ‘هولي جولايتلي’ التي قامت أسطورة السينما الأمريكية اودري هيبورن بأداء دورها في فيلم ‘الإفطار في تيفاني’. أما هذا العام فإنها شخصية غاتسبي العظيم التي ستحدد النمط الذي سيسيرون عليه.