غارة اسرائيلية هي الثالثة منذ بداية العام استهدفت مخزنا لصواريخ ياخنوت الروسية في اللاذقية

حجم الخط
2

لندن ـ ‘القدس العربي’ للمرة الثالثة تقوم فيها الطائرات الاسرائيلية بغارات على الاراضي السورية حيث ذكر مسؤولون امريكيون ان الطيران الاسرائيلي هاجم ميناء اللاذقية على البحر المتوسط ودمر شحنة متقدمة من الاسلحة التي اشترتها سورية من روسيا ويعتقد انها صواريخ ‘ياخونت’ الروسية.
ورفض المسؤولون الامريكيون الافصاح عن طبيعة الهجوم ولكنهم قالوا انه حدث في 5 تموز (يوليو) من الشهر الحالي وكالعادة رفضت الحكومة الاسرائيلية ممثلة بالمتحدث باسمها مارك ريغيف مناقشة الموضوع. وتقول صحيفة ‘نيويورك تايمز’ ان الشحنة كانت مثار قلق للبنتاغون التي رأت فيها تهديدا للسفن الغربية التي كان يمكن ان تستخدم لضرب السفن المحملة باسلحة متقدمة للمعارضة السورية. كما تمثل الصواريخ المضادة للسفن الحربية تهديدا للبحرية الاسرائيلية وتثير قلق اسرائيل من وقوعها في يد حزب الله الذي يقاتل الى جانب القوات السورية الآن.
وظهرت التقارير عن هجوم اللاذقية بعد ان اكدت مصادر في المعارضة انها ليست مسؤولة عن تفجير هائل حدث في مخازن تابعة للجيش السوري. ولم يقدم المسؤولون تفاصيل عن الصواريخ وعددها التي دمرت.

قلق امريكي

وفي ضوء تردد ادارة باراك اوباما من التدخل المباشر بدأت مجريات الحرب السورية تجر اليها اللاعبون الاقليميون سواء ايران، وحزب الله من جهة او السعودية ودول الخليج وتركيا من جهة اخرى. وتستخدم ايران الاجواء العراقية لنقل السلاح حيث اعترف هوشيار زيباري، وزير الخارجية العراقي بعدم قدرة بلاده على وقف نقل الاسلحة الايرانية عبر العراق.
وفي الاونة الاخيرة دخل الالاف من مقاتلي حزب الله ومقاتلون من العراق لسورية للدفاع عن النظام في دمشق. وظلت روسيا ترسل الاسلحة لسورية حيث تقول انها جزء من صفقات اسلحة تم التعاقد عليها وانه لا يوجد ما يحظر في القانون الدولي عليها. وفي نفس السياق زودت السعودية وقطر المقاتلين ضد بشار الاسد باسلحة خفيفة ومتقدمة.
وكان قرار موسكو ارسال صواريخ ياخنوت قد اثار خوف وزارة الدفاع الامريكية حيث حذر قائد هيئة الاركان المشتركة مارتن ديمبسي من وصول الاسلحة للنظام الذي قد يشعر بالجرأة وامكانية وقوعها في يد حزب الله.

اقتتال داخلي

وجاءت الغارات الاسرائيلية في ظل شعور لدى النظام بانه يربح الحرب ضد المقاتلين وعملية عسكرية ضد المعارضة في حمص، في الوقت الذي تشهد صفوف المعارضة اقتتالا داخليا على خلفية اختطاف ومقتل احد قادة الجيش الحر، كمال حمامي (ابو بصير اللاذقاني) على يد مقاتلين من جبهة النصرة في منطقة اللاذقية. شهدت منطقة ادلب اشتباكات بين الجيش الحر ومقاتلين إسلاميين.. وقال الجيش السوري الحر إن الاشتباكات بدأت فجر السبت قرب بلدة رأس الحصن في ادلب شمال غربي البلاد عندما ‘حاول مقاتلون من الدولة الاسلامية السيطرة على اسلحة مخزنة في مستودعات تابعة للكتائب المقاتلة’ في المنطقة. فيما اكدت الكتائب الاسلامية انها تحاصر المنطقة منذ أسابيع حينما كان يسيطر عليها اتباع نظام الأسد وعندما بدأوا في الفرار تدخلت عناصر الجيش السوري الحر للسيطرة عليها.
وكان عشرات المقاتلين المعارضين قتلوا الشهر الماضي في اشتباكات مع عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام في بلدة الدانة بادلب. وتشهد فصائل المعارضة حربا داخلية بين حيث زادت المواجهات بينها، وهاجمت بعضها البعض وقامت باختطاف قادة ميدانيين. وكان الجيش الحر قد طالب مقاتلين من الدولة الاسلامية في العراق والشام بتسليم قتلة حمامي. وحذر الجيش الحر من مخاطر تحول الحرب الى حرب داخلية بينه وبين الدولة الاسلامية. واعتبرت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ الاقتتال تراجعا جديدا للمعارضة التي لم تكن قادرة على توحيد صفوفها داخل مجلس عسكري واحد. فقد شهدت المناطق في شمال شرق البلاد والممتدة من حلب المقسمة والرقة واجه المقاتلون بعضهم البعض.

صراع على المصالح

وترى الصحيفة ان التنافس على المقاتلين والسلاح وتحديد طبيعة الدولة القادمة: اسلامية او علمانية هي سبب المواجهات. ونقلت عن احد قادة الجيش الحر قوله ان هدف الدولة الاسلامية هي محو كل القيادة العليا للجيش الحر، وكان القيادي يتحدث من حمص حيث قال ان هدف الجهاديين هو تهميش الجيش الحر واخذ مكانه. وكان حمامي الذي عمل جزارا قبل انضمامه للثورة يحاول الحصول على اسلحة بعد لقاء له مع ممثلين للدولة الاسلامية للتشاور معها من اجل القيام بعملية عسكرية، ولكن الاخيرة لم تكن راضية عن ملامح من هذه الخطة حيث قتل حمامي الذي يعتبر واحدا من 30 قياديا في المجلس الاعلى للثورة السورية، في طريقه لايصال طعام الافطار لاصدقائه عندما هاجمه مقاتلون من الدولة الاسلامية عبروا عن غضبهم لانه اقام نقطة تفتيش بدون اذن منهم، وحدثت اشتباك بينهم حيث قام قائد الدولة الاسلامية ابو ايمن العراقي باطلاق النار على حمامي.

محاصرون

ويعترف بعض مشايخ القبائل المؤيدين للجيش الحر انهم غير قادرين على فتح جبهتين في وقت واحد، ضد النظام والمتشددين ‘فالبحر من امامهم والعدو من ورائهم’. ويقول جاسم العوض انه فر من الرقة بعد اعتقاله مدة 25 يوما من الدولة الاسلامية حيث احتجز مع ثمانية اخرين. واتهم الشيخ جاسم والذي يعمل نائبا لرئيس اتحاد العشائر السورية الاسلاميين بنهب الرقة وجردوها من المال والمعدات التي اخذوها من سد الفرات. ووصف قوة الاسلاميين ووحدتهم مع القاعدة في العراق بانها مدعاة لفرح النظام. وعلى الرغم من محاولات القوى الغربية توحيد جماعات المقاتلين تحت الجيش الحر الذي ظل واجهة تنتمي اليها كافة الاطراف، وكانت اخرها محاولة جمعها تحت قيادة اللواء سليم ادريس، رئيس اركان حرب الجيش الحر الا ان تدفق الجهاديين الاجانب الذين جاءوا بالمال والسلاح جعلت الكثيرين ينضوون تحت راية النصر التي صنفتها الولايات المتحدة العام الماضي كجماعة ارهابية. وكان سطوة الجبهة خاصة في مناطق الشمال والشرق من البلاد سببا في استعداد عدد من فصائل الجيش الحر العمل، مما ادى الى تردد الدول الغربية خاصة امريكا الداعمة للمعارضة تقديم اسلحة لها.

سيظل التعاون قائما

وفي ضوء تشرذم جماعات المعارضة واقتتالها تساءل مسؤول امريكي نقلت عنه ‘واشنطن بوست’ قائلا ان جبهة النصرة ‘اثبتت مهارة على تنسيق جهودها في ساحات المعارك مع بقية الجماعات’ لكن تظل قضية عمل الجماعات مع بعضها البعض والتخلي عن خلافاتها ‘سؤالا ينتظر الاجابة’. ويرى محللون ان التعاون بين الجماعات الجهادية وتلك المعتدلة قائم على الرغم من الخلافات الايديولوجية ولن يتغير في ظل مقتل حمامي، مع ان الجيش الحر سيحاول استغلال مقتله لتحقيق اهداف سياسية، كما يقول تشارلس ليستر من اي اتش اس ، مركز مراقبة الحركات الارهابية، وقال ان الجماعات المعتدلة ستحاول استغلال هذا الحادث لاظهار استعدادها للتخلي عن الجماعات المتطرفة والحصول على دعم عسكري من الغرب.
وترى ‘واشنطن بوست’ ان مقتل حمامي جاء في وقت تعيد الولايات المتحدة التفكير في طريقة تسليح المعتدلين في الانتفاضة السورية لتجنب وقوع الاسلحة في يد الجهاديين الا انه جاء في ظل خلاف بين الفصائل الاسلامية نفسها مشيرة للخلاف بين ابو محمد الجولاني زعيم النصرة الذي اعلن ولاءه للدكتور ايمن الظواهري بعد اعلان ابو بكر البغدادي زعيم ما يسمى دولة العراق الاسلامية ضم النصرة لدولته. وقد ادى القرار الى انشقاقات داخل صفوف النصرة فيما ارسل الظواهري رسالة للبغدادي يعنفه فيها على قراره حيث اكد في الرسالة على انفصال سورية تحت ابو محمد الجولاني عن العراق التي تخضع لامرة البغدادي.

خلافات محلية

ويظل الخلاف بين الجيش الحر والجهاديين حسب ارون لوند في ‘اندبندنت’ منحصرا في خلافات محلية والطريقة التي قتل فيها حمامي اكثر من التفسيرات حول هوية الدولة السورية، مذكرا بما حدث عام 2012 بين كتائب الفاروق التي تتلقى الان الدعم الخارجي والتي هاجمت جماعة هامشية جهادية عند الحدود مع تركيا حيث اكدت المعركة على سيطرة الكتائب على المعبر الوحيد الذي تمر منه البضائع القادمة من تركيا مما يعني تأكيد مصادر المال لها، على الرغم من محاولة كل الطرفين تصوير الخلاف على انه ايديولوجي. ويقول لوند ان المجلس السوري العسكري اي الجيش الحر وان اقسم على سحق الدولة الاسلامية الا ان هذه الدولة لم تقل شيئا منذ الجمعة.
ويقول ان المعارضة السورية كانت مهمتها صعبة في التعامل مع الراديكاليين فمن جهة كانت بحاجة اليهم كمقاتلين اشداء ومن جهة اخرى كانت وسيلة لتخويف الداعمين الغربين من ان منع وصول الاسلحة للمعتدلين سيؤدي الى صعود المتشددين. ويرى الكاتب ان اكثر الخلافات داخل المعارضة السورية نابع من الضغوط الدولية على المجلس الاعلى للثورة السورية كي يتحرك ضد القاعدة وفصائلها.
ففي الوقت الذي يكتفي فيه القادة الميدانيون برؤية الانقسام داخل جبهة النصرة الا ان محاولة استثمار هذا الانقسام لن يؤدي الا الى الوحدة بين الجهاديين انفسهم. وعلق روبرت فيسك في نفس السياق على موقف الاسد من خلافات المعارضة بقوله انه فرح اليوم، خاصة ان الغرب كان يفرح كلما انشق جنرال او وزير النظام للعمل مع المعارضة.
ويضيف ان ما كان يقوله الاسد منذ اشهر حول اعدائه وفصائلهم المتناحرة يبدو صحيحا. ومع ذلك يقول ان الامريكيين والبريطانيين الذين رغبوا بتسليح الجيش الحر للاطاحة بالاسد قد يجدون مبررا لدعمه بعد ان قام الجهاديون بقتل قادته، فاذا واجه الرجال ‘الاخيار’ من الجيش الحر الرجال ‘الاشرار’ من الجهاديين فعلينا دعمهم بالسلاح. ولكن

سيناريو العراق

ونقلت صحيفة ‘الغارديان’ عن قائد في حلب قوله ‘طالما خشيت من تحول الوضع هنا الى الانبار’ العراق، و’كنت محقا فهنا ارض القبائل وامراء الحرب، واجانب بتفسيرهم المنحرف عن الاسلام الذي لا يتواءم مع اهدافنا’. واشارت الصحيفة الى منظور الحرب الاهلية داخل الحرب الاهلية التي توقعها قادة في لواء التوحيد في حلب وكتائب الفاروق في حمص وادلب منذ مدة. وفي البحث عن اسباب هذه الحرب يلوم المقاتلون السوريون المقاتلين الاجانب، فالمقابلات هذا العام والعام الماضي مع قادة في النصرة اكدوا انهم تعلموا من دروس القاعدة في العراق حيث البت عليها القبائل العراقية. والان ومع زيادة قوة الجهاديين الاجانب بدأت جبهة النصرة تخسر قدرتها على احتواء مقاتليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول رد بشار:

    ابجد هوز حتي قلمن

  2. يقول ديك الجن:

    أمنيتان رمضانيتان: أولا أن تتقاتل فصائل المعارضة المسلحة حتي تفني بعضها بعضا. ثانيا: أن يقوم النظام السوري بعد طول انتظار بالرد على إسرائيل انتقاما لهذه الضربة الأخيرة وغيرها، على الأقل بدك بعض المواقع في الجولان إن لم نقل حيفا بالصواريخ، لأن هذا الصمت على انتهاك السيادة أصبح لا يحتمل. لا يوجد دولة في العالم تتحمل مثل هذه الإهانات المتتالية ولا تحرك ساكنا. إن ما يحدث كل مرة تقوم فيها إسرائيل بهذه الضربات يشبه اغتصابا متفق عليه يتم بصمت من الجانبين، فلا المغتصب يعترف ولا المغتصبه تفتح فاها بكلمة. أي بشر أنتم؟ ردوا بما تبقى لكم من كرامة ورجوله، وإذا كان الثمن أن تخسروا معركة مع المعارضة المسلحة أو اختلال في التوازن العسكري فليكن، لإنه بالوضع الحالي ستخسرون كل شيء إن لم تكونوا كذلك حقا.

إشترك في قائمتنا البريدية