قال رئيس “أزرق أبيض”، بني غانتس، مساء الثلاثاء، إنه لا يمكن للقائمة المشتركة أن تكون جزءاً من الحكومة التي سيشكلها. “ثمة خلافات عميقة بيني وبين القائمة في كل ما يتعلق بالأمور السياسية والوطنية والأمنية. خلافاتي مع القيادة شديدة وغير قابلة للجسر”، أضاف غانتس في احتفال افتتاح مقر حزبه للنساء العربيات في الوسط العربي في قرية البعنة.
وكرر استعداده لتطبيق صفقة ترامب، ولكن بخصوص البند الذي يطرح إمكانية نقل قرى المثلث للفلسطينيين، قال: “لن يتم نقل أي مواطن إسرائيلي، يهودي أو عربي، بالإكراه إلى أراضي دولة أخرى”.
ورداً على ذلك، قالت القائمة المشتركة بأن ليس هناك سبب لعدم التعاون مع غانتس بعد الانتخابات. ومصادر في الحزب قالت للصحيفة بأن معارضة غانتس لإخلاء سكان المثلث هي بالفعل استجابة لإعلان رئيس القائمة، أيمن عودة، الذي وبحسبه لن يوصي حزبه بغانتس لتشكيل الحكومة إذا لم يعارض ذلك ويعارض عملية الضم. وحسب قولهم، حقيقة أن غانتس يعلن مرة تلو الأخرى بأن الضم سيكون فقط بتنسيق دولي تدل على أن الأمر لا يتوقع حدوثه بالنسبة له. والقائمة المشتركة، في الأصل، رفضت إمكانية أن تكون جزءاً من حكومة “أزرق أبيض”، ولكن لم يتم استبعاد إمكانية تأييدها من الخارج.
ورد “أزرق أبيض” قبل ذلك باستخفاف على تصريح عودة: “نحن غير قلقين من هذا التصريح. إنما هو يساعدنا”، قال مصدر في الحزب حول أقوال عودة، وأضاف: “الهدف هو تشكيل حكومة تستند إلى أغلبية يهودية مع ليبرمان. ومن الواضح للجميع أن ليبرمان والقائمة المشتركة لا يمكنهم السير معاً. وإذا كان لكتلتنا 54 مقعداً وأراد ليبرمان الذهاب معنا فنستطيع تشكيل حكومة أقلية من دون القائمة المشتركة. ومن ناحية سياسية.. هذا هو الهدف”. ورغم ذلك، يأمل “أزرق أبيض” في نجاح تجنيد مقعد من أوساط الناخبين العرب في الحملة الحالية. وذلك بعد أن فاز الحزب، حسب التقديرات، في الانتخابات السابقة بعدد أصوات يساوي ثلاثة أرباع مقعد في القرى العربية.
المواجهات بين “أزرق أبيض” والقائمة المشتركة يتوقع أن تساعد غانتس في صد الحملة التي يديرها رئيس الحكومة ضد حكومة بدعم الأحزاب العربية. نتنياهو وغانتس يتصارعان على ثلاثة مقاعد من مصوتي اليمين الذين يمكن أن يغادروا ويذهبوا إلى كتلة وسط – يسار. واحتمال تشكيل ائتلاف بدعم القائمة المشتركة يخيفهم. ويمكن لإعلان عودة بأنه لن يؤيد حكومة غانتس – ليبرمان، أن يساعد غانتس في صد مقولة أن نتنياهو يحاول أن يلصق بحكومة “أزرق أبيض” أنها يجب أن تستند إلى القائمة المشتركة. وأمس، خلال جولة في الغور، سخر نتنياهو من غانتس عندما قال “سنقوم بتطبيق القانون الإسرائيلي هنا، أما غانتس فلن يفعل ذلك. لقد تلقى الفيتو من أحمد الطيبي. وهو يقول له: إذا قمت بالضم فلن تكون رئيساً للحكومة”.
“إذا لم نسمع من غانتس أي قول قاطع ضد الترحيل والضم، فليس هناك احتمال لأن نوصي به”، قال عودة في مقابلة في هذا الصباح مع رينو تسرور في “صوت الجيش”. “هم يصمتون بشأن مهاجمة السكان العرب وهجوم نتنياهو. وعلى غانتس قول شيء ما، ما الذي يفكر به، هل نحن في جيبه، ما الأمر”، أضاف. وحسب قوله، فإن حزبه قد يحصل على 16 مقعداً، وبهذا “يمكن الوصول إلى 61 مقعداً من دون ليبرمان”. متوسط الاستطلاعات في الأسبوع الماضي يتوقع لحزب عودة 13.5 مقعداً، و”أزرق أبيض” 35.5 مقعداً.
بعد نشر الخطة السياسية للرئيس ترامب قبل أسبوعين، قال غانتس إن الخطة تعكس مبادئ حزبه تماماً، وسيعمل على “تطبيق جميع أجزائها”. وحسب قوله: “خطوات متهورة وعديمة المسؤولية وغير منسقة مع الأردن ومصر والدول العربية المعتدلة، ستعرض القدرة على تطبيقها للخطر”. وقال غانتس في حينه بأنه يخطط لتقديم خطة ترامب للسلام من أجل المصادقة عليها في الكنيست.
بقلم: يونتان ليس
هآرتس 12/2/2020