يستقبل الغزيون شهر رمضان هذا العام في ظل ظروف استثنائية متعلقة بتفشي وباء فيروس كورونا، الذي ألقى بظلاله على الشهر الكريم، وأفقده جزءا من بهجته لدى شعوب العالم الإسلامي. وتأثر قطاع غزة بذلك على الرغم من محاولات الأسواق الشعبية وضع بضاعتها وتزيين واجهات المحلات بالفوانيس، إلا أن الفرحة باتت منقوصة مع عودة الإغلاق إلى المرافق العامة في غزة، وأبرزها الأسواق الشعبية التي تعج في كل عام بطقوس الشهر الفضيل.
ويشهد قطاع غزة زيادة ملحوظة في عدد الإصابات منذ بداية الشهر الجاري، وحيال ذلك فرضت الصحة والجهات الحكومية إجراءات مشددة للحد من انتشار الفيروس، حيث بدأت الحكومة في نيسان/أبريل الحالي تفعيل الإغلاق الليلي في قطاع غزة، والذي يشمل منع حركة المواطنين والمركبات، وإغلاق المنشآت باستثناء الصيدليات لمواجهة انتشار الجائحة.
وبالرغم من الظروف المعيشية الصعبة نتيجة توقف العديد من القطاعات الصناعية والتجارية العاملة بسبب كورونا، وارتفاع حالة الفقر والحصار والبطالة، إلا أن أهالي قطاع غزة ينتظرون شهر رمضان بفارغ الصبر، لما في هذا الشهر من طقوس شعبية يرغبون عيشها دوناً عن باقي أشهر العام.
ويشتكي التاجر أبو أسامة حلاوة الذي يعمل في محل عطارة، من خلو الأسواق المحلية في قطاع غزة من المتسوقين، بالرغم من انخفاض أسعار المنتجات الرمضانية هذا العام مقارنة بالعام الماضي، وخاصة أنواع التمور التي تملأ الأسواق.
يقول أبو أسامة لـ»القدس العربي»: «بالرغم من انتهاء الاستعدادات كافة لاستقبال شهر رمضان المبارك، إلا أن الأسواق تشهد حالة من الركود وضعف الحركة الشرائية، فمثل هذه الأيام من كل عام كنا نبيع بكميات كبيرة بضائع الشهر الفضيل، ولكن هذا العام يبدو مختلفاً كثيراً في ظل محدودية السيولة في غزة، وتداعيات جائحة كورونا التي ألقت بظلال سلبية على المواطنين».
ويشير التاجر إلى أن هذا الارتفاع، أضعف إقبال المواطنين على شراء المستلزمات الأساسية، مثل زيت الطعام والسكر والتمور بكافة أنواعها وغيرها من المنتجات الرمضانية.
ويضيف أبو أسامة خلال حديثه، أن المفترض أن يزداد الطلب على السلع الغذائية في مختلف الأسواق، حيث يعتمد الكثير من التجار والباعة على هذا الشهر في تحقيق أرباح وفيرة، وتعويض حالة الركود التي تشهدها الأسواق طيلة أيام السنة، ويكون البيع في هذا الشهر مضاعفاً عن الأشهر الأخرى في أحسن الأحوال.
ومع امتعاض تجار غزة بسبب قلة إقبال المواطنين على شراء ما يلزمهم للشهر الفضيل، إلا أن اللوم لا يقع عليهم، بل على تأخر صرف الرواتب في بعض الأحيان خاصة مستحقي الشؤون الاجتماعية، إلى جانب ارتفاع نسب الخصم على رواتب الموظفين العموميين في رام الله أو غزة.
المواطن سعيد الهندي، يقول «أنتظر وعائلتي شهر رمضان بفارغ الصبر، لكن الأوضاع الاقتصادية بشكل عام في غزة، تحرمنا من فرحة إستقبال هذا الشهر إذ تراجع تزيين البيت، وشراء كل ما يلزم طقوس الشهر الفضيل».
ويقول الهندي لـ»القدس العربي»: إنه يعتمد على مصدر دخله من وراء المستحقات التي تفرضها وزارة الشؤون الاجتماعية للفقراء والمحتاجين، ولكن هذه المستحقات تأخرت كثيراً عن موعدها المحدد للصرف، و»هذا أثر على إمكانية شراء كل ما يلزم بيتي من أطعمة ومشروبات تخص شهر رمضان كباقي المحتاجين».
ويشكو الهندي من ارتفاع أسعار السلع الرمضانية لا سيما الرئيسية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن أسواق غزة باتت غالبيتها مغلقة بسبب إجرءات الحكومة لمواجهة أزمة كورونا، وهذا أثر على إقبال المواطنين على المحلات التجارية.
في سياق ذلك، بين المختص في الشأن الاقتصادي ماهر الطباع أن المواطنين في غزة يشتكون من أوضاعهم الاقتصادية، مرجعاً ذلك إلى الحصار الإسرائيلي وأزمة الرواتب والإغلاقات المتكررة للمنشآت التجارية بسبب كورونا.
وقال لـ»القدس العربي»: بالرغم من انخفاض بعض المنتجات الأساسية، إلا أن الظروف جاءت تزامناً مع أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها الموطنون في قطاع غزة نتيجة الجائحة، وهو ما أدى إلى إنعدام القدرة الشرائية لديهم».
وأوضح أن قضية الرواتب زادت من حدة الأزمة في القطاع، لافتاً إلى أن مستوى السيولة لدى الناس منخفض جداً، حيث لا توجد لدى بعض المواطنين امكانية مادية لشراء احتياجاتهم، خصوصاً وأننا نشهد فترة موسمية متكررة، يشتد الطلب فيها على السلع الغذائية.
ورجح الطباع أن يكون رمضان هذا العام قاسياً على أهالي القطاع، بسبب تداعيات الركود الاقتصادي في مختلف مجالات الحياة، الأمر الذي يؤثر كثيراً على المواطنين في شهر رمضان، والمعروف باحتياجاته الكثيرة من الأطعمة والمشروبات، التي تزين موائد الإفطار والسحور خلال أيام الشهر.
ومع دخول الشهر الفضيل، من المفترض أن يزداد الطلب على السلع الغذائية في مختلف الأسواق، حيث يعتمد الكثير من التجار والباعة على هذا الشهر في تحقيق أرباح وفيرة، وتعويض حالة الركود التي تشهدها الأسواق طيلة أيام السنة، حيث يكون البيع في هذا الشهر مضاعفاً عن الأشهر الأخرى في أحسن الأحوال، ويحاول التجار تسديد ما عليهم من ديون من خلال حركة البيع في شهر رمضان.