غزة- نور أبو عيشة: بالتزامن مع وصول الموجة الثانية من جائحة كورونا في قطاع غزة إلى ذروتها، تتباين رغبة المواطنين بالمشاركة في حملة التطعيم ضد الفيروس، في ظل محدودية الجرعات التي وصلت القطاع نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ 15 عاما.
ويُقبل بعض سكان القطاع على تلقي اللقاح سعيا لتجنب الإصابة بالفيروس، في حين يُحجم آخرون عنه توجسا مما يروج عن تأثيرات جانبية وضارة له على جسم الإنسان.
ووفق وزارة الصحة بغزة (تديرها حركة حماس)، فقد وصل القطاع منذ مارس/ آذار الماضي، نحو 110 آلاف و400 جرعة من اللقاحات المختلفة للفيروس، تكفي لحوالي 55 ألفا و200 شخص.
لكن الكتلة السكانية، التي تحتاج للتطعيم ضد الفيروس في قطاع غزة، تُقدّر بحسب الوزارة، بحوالي مليون و200 ألف شخص.
ويشهد القطاع، الذي يعيش فيه ما يزيد عن مليوني نسمة، ارتفاعا في أعداد الإصابات بكورونا، مع وصول الموجة الثانية التي ترافقت مع اكتشاف السلالة البريطانية، إلى ذروتها.
يقول متحدث وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة، إن الموجة الثانية التي تعصف بالقطاع منذ مارس الماضي، ما تزال في “عنفوانها”، وتسجّل أعدادا متزايدة من الإصابات بالفيروس.
ويؤكد القدرة للأناضول أن وزارته تحاول اتخاذ العديد من الإجراءات لـ “كسر حدة الانتشار وتخفيض أعداد الإصابات”.
ويوضح أن العودة للمنحنى المنخفض من الإصابات يحتاج لـ”المزيد من الوقت”، داعيا المواطنين إلى الالتزام بإجراءات الوقاية، التي تقرّها الجهات الحكومية.
ويبيّن القدرة أن أعداد الإصابات التي تحتاج إلى رعاية سريرية داخل مستشفيات، وأقسام العزل بغزة، وصلت إلى نحو 380 إصابة.
ومن بين تلك الإصابات، وفق القدرة، حوالي 280 حالة بين “خطيرة وحرجة”، متابعا أن “هذه الأعداد ليست بالبسيطة”.
وعن أنواع السلالات المتحوّرة لفيروس كورونا التي تم اكتشافها بغزة، قال القدرة إن الفحوصات أثبتت وجود إصابات بالسلالة البريطانية.
لكن قطاع غزة “ليس بمنأى عن التطورات الوبائية التي يشهدها العالم، والمناطق المحيطة به، ويبقى من المتوقع وجود سلالات متحوّرة، سواء البريطانية أو غيرها”، وفق قوله.
وحتّى الأحد، تلقّى حوالي 36 ألف فرد (من الكوادر الطبيّة وعامة المواطنين)، لقاحات تطعيم ضد فيروس كورونا، بحسب القدرة.
ويشير إلى أن ما وصل غزة يكفي لحوالي 55 ألفا و200 شخص فقط، من أصل مليون و200 ألف، وهي الكتلة السكانية التي تزيد أعمارها عن 18 عاما، وتحتاج لتلقّي التطعيم.
ويلفت متحدث الصحة إلى أن وزارته سمحت قبل أيام، لمن هم فوق 40 عاما بتلقّي لقاح كورونا “بشكل مباشر، ودون التسجيل في المنصة الإلكترونية التي أطلقتها الوزارة لتلقي التطعيمات”.
وعن تخوفات مواطنين بغزة، من تلقّي اللقاح، يقول القدرة إن ما وصل القطاع “هو آمن” وأثبت نجاعته، والتوجه لتلقيه يؤدي إلى “اتساع رقعة المناعة في المجتمع”.
ويوضح أن المتابعات الطبية كشفت أن الغالبية التي تلقّت جرعات التطعيم الخاصة بكورونا، لم تصب بالفيروس.
لكنّه يشير إلى أن الإصابات التي سُجلت لمن تلقّى اللقاح، كانت فترة حضانة الفيروس في أجسادهم، قبل تلقّي الجرعات.
ويستكمل القدرة قائلا: “لم نلمس إصابات وأعراضا خطيرة، للإصابات لمن تلقّى اللقاح من الجرعة الأولى، أو الذين مرّت أيام بسيطة على تلقّيهم الجرعة الثانية”.
يقول الشاب محمد موسى، للأناضول، إنه يأمل لو كان بإمكانه تلقّي هذا اللقاح، لوقاية نفسه، وعائلته من الإصابة أو نقل الفيروس إليهم.
ويذكر أن “فوائد تلقّي اللقاح، تبقى أكبر من مخاطرها النادرة، والتي لم تثبت بشكل علمي، إنما يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي”.
ويوضح أنه يسمع من مواطنين تخوفاتهم من تلقّي هذا اللقاح، كونه يتسبب بمضاعفات صحية خطيرة، وفق مزاعمهم.
وعلى النقيض، يقول الفلسطيني أحمد علي (51 عاما)، إنه يقرأ “عما تسببه اللقاحات، من جلطات ومضاعفات صحية في جسم الإنسان عند تلقّيها، أو بعد فترة وجيزة من ذلك”، كما يتم تداوله.
ويضيف أنه غير مستعد لتلقّي التطعيم ضد كورونا، خوفا من تلك المضاعفات، المُنتشرة أخبارها على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما يبيّن أن أحد أصدقائه، ممن تلقّوا اللقاح، أصيب بعد أيام بالفيروس، معتبرا أن ذلك يثبت “عدم نجاعة اللقاح في الوقاية من المرض”.
لكن المصادر الطبية تقول إن اكتشاف إصابات كورونا لمن تلقّى اللقاح، موجودة، حيث تكون فترة حضانة الفيروس في جسم المصاب، قبل تلقّي هذه الجرعات.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، زادت أعداد الإصابات بفيروس كورونا منذ أغسطس/ آب الماضي، عن 98 ألفا، بينهم 869 حالة وفاة.
(الأناضول)