لندن ـ «القدس العربي»: اندلعت موجة من الغضب الواسع على شبكات التواصل الاجتماعي في قطر بعد أن ظهر أحد المواطنين القطريين على قناة تلفزيونية إسرائيلية داعياً للتطبيع مع الاحتلال ومعتبراً بأن «إسرائيل موجودة وستبقى وقطر ستكون صديقة للإسرائيليين».
وسارع آلاف المغردين على «تويتر» والمعلقين على «فيسبوك» وشبكات التواصل الاجتماعي الأخرى إلى إدانة ما قام به المواطن حمد السويدي، معتبرين أنه لا يمثل الشعب القطري ولا الدولة الرسمية في قطر، ومؤكدين إنه لا يمثل غير نفسه، رافضين التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأجرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية «كان» لقاءً مع سائق الراليات القطري حمد السويدي الأسبوع الماضي تحدّث فيه عن إنجاز منحوتته التي تمثّلت في تمثال ضخم يجسّد كأس العالم، وذلك بمناسبة قرب انطلاق مونديال قطر 2022.
وأجرى اللقاءَ مع السويدي مراسل القناة روعي كايس عبر تطبيق «زووم» حيث تحدّث عن التمثال البالغ طوله نحو 3 أمتار، ووزنه البالغ أربعة أطنان، في حين كشف بأنّ المنحوتة كلّفته نحو 55 ألف دولار بدون الشحن والمصاريف الثانوية.
وخلال حديثه من منزله الكائن في الدوحة، وعد السويدي باستقبال حارٍّ للإسرائيليين الذين سيحضرون المونديال، قائلاً: «الدوحة ملك للجميع».
وعبّر السويدي عن أمنيته بعودة العلاقات الرسمية بين إسرائيل وقطر، زاعماً أن العلاقات التي كانت بين الطرفين ما زالت قائمة، كما تمنّى زيارة إسرائيل، واعداً المراسل روعي كايس بأن يكون أول قطري يزور تل أبيب علناً، وفق قوله. كما وجّه السويدي كلمة للإسرائيليين قائلاً: «أهلا بكم في دوحة الجميع» مضيفاً: «هذه بلدهم وانتم أخوة لنا وأهلاً بكم في قطر».
وسرعان ما اشتعلت موجة من الغضب والانتقادات ضد الرياضي القطري بسبب نشاطه التطبيعي مع الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الذي تقوم فيه القوات الإسرائيلية بارتكاب جرائم يومية في الأراضي الفلسطينية، وفي الوقت الذي يزداد فيه أعداد الشهداء الفلسطينيين برصاص الاحتلال في الضفة الغربية.
وكتب الإعلامي القطري جابر الحرمي على «تويتر» معلقاً على الحادثة: «الظهور على وسائل إعلام صهيونية، والحديث عن ترحيب وودّ حديث رخيص، صاحبه لا قيمة له ولا وزن في كل المجتمعات العربية.. انظروا لكل الذين ظهروا على وسائل إعلام صهيونية.. إنهم يبحثون عن أدوار، باختصار.. الصهاينة ليس لهم إلا الأحذية».
أما الكاتب الصحافي والمؤلف الدكتور عبد الله العمادي فغرد يقول: «تائهون في الأرض، باحثون عن شهرة، لا يمثلون إلا أنفسهم.. دوماً وأبداً القطريون ضد التطبيع».
وعلق عضو الجمعية الدولية للعلاقات العامة جاسم ابراهيم فخرو قائلاً: «محمد السويدي يمثلني في كل كلمة قالها وفيها من الصدق والألم والشموخ ما فيها.. رايتك بيضاء أخ محمد والله يجزاك عنا وعن أهل قطر كل خير.. أما حمد السويدي فهو لا يمثل إلا نفسه ونسأل الله له الهداية».
استثناء وصوت نشاز
وغرد أحد النشطاء القطريين قائلاً: «بالرغم من الأسف الشديد الذي نشعر به حيال مشاركة القطري حمد السويدي في قناة صهيونية للترحيب بجنود الاحتلال إلى قطر، إلا أنها لحظة مهمة لتسليط الضوء على هامشية هذا النموذج الذي يعد المثال الصارخ لاستثناء القاعدة».
وقال المواطن القطري أحمد بن خليفة البنعلي: «ظهرت مؤخراً بعض الأصوات النشاز المنادية بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، والمرحبة بالمستوطنين لزيارة الدوحة.. يا هذا، منذ متى كان الكيان المحتل «شعب»؟ ومنذ متى كانت قطر بلدهم؟ ومنذ متى كانوا أخوة لنا وأصدقاء؟! لا أهلا ولا سهلا بمن يقتل شعب وأطفال فلسطين.. استحِ، استحِ؟».
وكتبت شيخة بنت علي مغردة على «تويتر» تقول: «حمد السويدي: سأكون أول قطري يزور تل أبيب علانية، ونقول للإسرائيليين أهلا بكم في دوحة الجميع، هذي بلدهم ويكونوا أخوة لنا ونقول لكم كشعب إسرائيلي صديق أهلا بكم في قطر راح تشوفوا كرم الضيافة عندنا وتتغير نظرتكم.. وردنا على السويدي: فعلاً إذا لم تستحِ فافعل ما تشاء».
وغرد حساب «عُمانيون ضد التطبيع» على «تويتر» والذي يديره نشطاء من سلطنة عُمان: «لأول مرة وصدمة لنا جميعاً، مواطن قطري يقول: سأكون أول قطري يزور تل أبيب علانية، ونقول للإسرائيليين أهلا بكم في دوحة الجميع، هذي بلدهم ويكونوا أخوة لنا ونقول لكم كشعب إسرائيلي صديق أهلا بكم في قطر».
وكتب أحمد العيناوي: «حمد السويدي أطلق حملة التطبيع مع إسرائيل في قطر وتحدث باسم الشعب القطري فما هي صفة حمد السويدي في بلده ليروج للعلاقات القطرية الإسرائيلية في ظل رفض شعبي للتطبيع وظهور وسم (#قطريون_ضد التطبيع) مع اقتراب كأس العالم قطر 2022.. تراجع حمد مع تزايد الضغط الشعبي حيث فشل أمام إرادة الشعب».
وعلق إبراهيم الباكر قائلاً: «أدين بشدة ما قام به أحد القطريين من تطبيع مع إحدى وسائل إعلام الكيان الصهيوني وما تفوه به، حيث إنه لا يمثل إلا نفسه وشعب قطر العربي الأبي يرفض التطبيع بكل وسائله».
وكتب سعود محمد الخليفي: «تصرف فردي لا يمثل فيه إلا نفسه، ولا يحق له ولا لغيره أن يتحدث باسم الشعب». فيما قال عبد الله المالكي: «الفتنة أشد من القتل، وما أثاره حمد السويدي من فتنة فهو خطر وتضليل لعقول بعض الفئات من الشباب القطريين الذين يجهلون حجم القضية الفلسطينية وجهود دولة قطر في دفع الظلم عن إخواننا في فلسطين».
أما هاني الخراز فعلق قائلاً: «بينما يطالب القطريون بأن تكون فلسطين في مونديال قطر خرج صوتٌ ناشزٌ يرحب بالتطبيع وبحضور الصهاينة أثناء إقامة البطولة فانبرى له الجميع مندداً ومذكراً بأن فلسطين قضية الشرفاء وأننا في قطر دائماً وأبداً ضد التطبيع».
وقال أحد النشطاء: «ستظل فلسطين قضيتي الأولى حتى ألقى ربي، ولن أخنع أبداً في التصدي للتطبيع حتى لو بمجرد كلمة». بينما كتبت مواطنة قطرية تُطلق على نفسها اسم «بنت الديرة» على «تويتر» تقول: «اللهم إنا نبرأ إليك من كل فعل لا يرضيك ولا طاقة لنا في دفعه وإنكاره.. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا».
وعلق عبد الله الحمادي: «بخصوص النكرة اللي طلع في قناة الكيان الصهيوني والكم من حساب اللي يبررون له وينتقدون ردة الفعل من المجتمع.. لازم تعرفون يا جماعة أن فلسطين قضية للشرفاء، وطبيعي أي مجتمع يكون فيه نسبة «دناءة وخسة» والحمد لله النسبة في مجتمعنا تكاد تكون معدومة والدليل في الهاشتاغ (#قطريون_ضد_التطبيع)».
وكتب أحد النشطاء قائلاً: «القاعدة الشعبية في قطر كانت ولا زالت رافضة لأي محاولة للتطبيع. ما فعله حمد السويدي لا يلوث سوى صفحته، فالتاريخ والأجيال ستذكره على أنه ذاك الذي خرج غير مكترث لمجتمعه، ووطنه، وهويته».
دعوات لتجاهله
وغرد محمد الشيب: «لستُ أنا الذي يتجاهل التطبيع، ولكن موقف قطر الرسمي من التطبيع ثابت معلوم، ولذلك أميتوا الباطل بالسكوت عنه، لا تقدموا لباطل الصهاينة هدية ودعاية ترويج مجانية، وسيبقى موقفنا قيادةً وشعباً -وآل السودان الكرام- من قضية فلسطين موقفاً مبدئياً لا يتغير».
وغردت سلوى مخاطبة السويدي بالقول: «لا تتكلم بصيغة الجمع لأن الدعوة تمثلك انت فقط ولا تمثل أي قطري أو قبيلة، اختيارك هذا التوقيت تحديداً والخروج للتحدث بحديث غير مقبول له دلالة واحدة فقط، هو تأجيج الرأي وعمل بلبلة ليس لها أول ولا آخر».
وعلق إبراهيم القحطاني بالقول: «اخس على من يطعن مجتمعه وامّته ويظن بانه يحسن صنعاً، الإسرائيليون مغضوب عليهم ومن والهم يُحشر معهم». فيما كتب الرياشي قحطان: «أراد الشهرة على حساب دينه ووطنه وشعبه نسأل الله الهداية والثبات ونعوذ بالله من الفتن والمحن».
وغرد عبد الهادي الدوسري: «للأسف بدأت تظهر بعض الأصوات المطالبة بالتطبيع مع المحتل الصهيوني، أولاً: منذ متى كان هؤلاء دولة أصلاً؟! لا مرحباً بهم ولا سهلاً في بلاد المسلمين.. فعلاً إن لم تستحِ فافعل ما شئت».
وكتبت إيمان العمري: «ما الذي يجعل أي شخص مسلم عربي يظهر على وسائل إعلام العدو، لا لينتقده أو يهاجمه أو يدافع عن فلسطين والمسجد الأقصى وإنما ليرحب بأعدائنا ويدعوهم لحضور كأس العالم في قطر.. كيف هانت عليه نفسه وعائلته وبلده، بل كيف هان عليه مسرى النبي؟».
وعلق سفر الهاجري: «عُقدة النقص هي مرض كسائر الأمراض، يحتاج لعلاج، وعلاجه ضبط النفس ولجمها، وليس البحث عن الشُهرة حتى وإن كانت على حساب إستفزاز مشاعر الناس بالقفز على المسلّمات.. نسأل الله السلامة والعافية».
وغرد الدكتور الجيلاني: «ما قام به حمد السويدي يمثل نفسه فقط ويخالف موقف الشعب القطري الرافض للتطبيع بكافة أشكاله مع الكيان الصهيوني والمتضامن مع القضية الفلسطينية والمؤيد للحق الفلسطيني بالعودة، اللهم إني ابرأ إليك مما فعله هذا المتصهين، لا أهلاً ولا مرحباً بقتلة أهلنا في بلادنا». وأضاف في تغريدة ثانية: «أؤيد بشدة مطالبة شباب قطر ضد التطبيع في بيانهم بمحاسبة حمد السويدي على تبجحه بالظهور على قناة صهيونية وترحيبه بالصهاينة في بلادنا لا حياهم الله كما أحيي أبناء وبنات بلادي لموقفهم الثابت ضد التطبيع بكافة أشكاله مع الكيان».
شباب قطر ضد التطبيع
وكانت مجموعة «شباب قطر ضد التطبيع» قد أصدرت بياناً أدانت فيه النشاط التطبيعي الذي قام به حمد السويدي، وقالت إن ما فعله «يعد عملاً تطبيعياً مداناً، ويتوافق خطابه مع الخطابات الصهيونية الملتوية حول السلام المزعوم. فدوام الاحتلال لا يبرر أبداً القبول بالأمر الواقع، ولن يمسح التاريخ الأسود لإسرائيل».
وأضافت المجموعة: «إن المواقف الشعبية القطرية الثابتة في دعم القضية الفلسطينية والمناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني لن تزحزحها هذه الأصوات الناشزة. وهذا ما أكدته التنديدات المتواصلة من قبل الشارع القطري منذ نشر المقطع، حيث انبرى الجميع للتصدي والتنديد بهذا الفعل التطبيعي».
كما طالبت المجموعة بأن «يحاسب حمد السويدي على هذا التبجح والتعدي الصريح على قوانين البلد التي ما زالت تدين التعامل مع هذا الكيان المجرم، ولإهانة السويدي الصريحة لقيم أهل قطر».
السلام مع الصهاينة ليس فقط مستحيل بل أكبر من مستحيل لا من جهتنا ولا من جهتهم هم قتلوا رابين ونحن قتلنا السادات .. هل يصدق عاقل أن الصهاينة سيبرمون معاهدة سلام مع غزة ويعيدوا الحقوق ويدفعوا الديات- أهل الشهداء لن يقبلوا- وينسحبوا من الأراضي التي احتلوها ويسمحوا بعودة اللاجئيين ويطلقوا السجناء ويوقفوا الحصار والأذى والإجرام .. هذا هو السلام .. وأي اتفاقية سلام تبرم متجاهلة الحقوق الفلسطينية والاعتراف بالقدس عاصمة لفلسطين وللمسلمين هي ليست سلاما هي خيانة وغدر أما الذين يطبعون فهؤلاء شوائب ووزن زائد بل عار لحق بأمتنا في هذا العصر الذي نعيشه ولهذا حرم الإسلام الزنا.
سبحان الله أصبح هؤلاء المنهزمون يتنافسون في
التملق لإسرائيل و نسوا أنهم أعداء الله و رسوله
و أعداء الأمة المجرمون قتلوا شعبا و شردوه
و استولوا على وطنه هل يعلم هذا المطبع ام
لا أم أنه يبحث عن شهرة زائفة على حساب دينه
و قوافل الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا
” انظروا لكل الذين ظهروا على وسائل إعلام صهيونية.. إنهم يبحثون عن أدوار، باختصار.. الصهاينة ليس لهم إلا الأحذية». ” إهـ
ولا حول ولا قوة الا بالله