غوتيريش: تدهور العلاقات بين الجزائر والمغرب مقلق.. ونزاع الصحراء يحتاج إلى تعاون الأطراف

الطاهر الطويل
حجم الخط
0

الرباط- “القدس العربي” : أعرب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عن قلقه الحاد بشأن تطور الأوضاع في الصحراء الغربية، ودعا إلى تجنب التصعيد بين أطراف النزاع، كما دعا جميع الأطراف المعنية إلى بذل جهد كبير لتغيير المسار فورا، بمساعدة الأمم المتحدة ودعم المجتمع الدولي بأسره.

وتطرق في تقريره الجديد، الذي قدمه إلى مجلس الأمن، إلى الدور الحاسم للدول المجاورة في التوصل إلى حل سياسي وعادل ودائم ومتوافق عليه لقضية الصحراء الغربية؛ بشرط أن تبذل جميع الأطراف المعنية جهودا جادة وبشرط وجود إرادة سياسية قوية ودعم مستمر من المجتمع الدولي.

ولاحظ، في هذا السياق، أن تدهور العلاقات بين الجزائر والمغرب يظل مقلقا، وأعرب عن أسفه لعدم التمكن حتى الآن من التوصل إلى تصفية الخلافات بين البلدين، داعيا إياهما إلى استئناف الحوار لاستعادة الوئام وزيادة الجهود المبذولة نحو التعاون الإقليمي، بما في ذلك خلق بيئة ملائمة للسلام والأمان.

ولفت التقرير، الذي تلقت “القدس العربي” نسخة منه، إلى “استمرار العداء وعدم وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو”، معتبرا أنه “يشكل انتكاسة واضحة في سعي البحث عن حل سياسي لهذا النزاع الذي طال لحوالي خمسة عقود”. وقال إن “الاقتحامات اليومية في منطقة الحماية المجاورة للجدار الرملي والاعتداءات بين الأطراف في هذا القطاع تتنافى مع وضعها كمنطقة نزع السلاح وتهدد استقرار المنطقة بشكل أكبر”. وأضاف أن “الضربات الجوية وإطلاق النار من جانبي الجدار الرملي لم يفلح في تخفيف التوتر”.

وشدد غوتيريش لأطراف النزاع على أهمية الاهتمام بالعملية السياسية بعقلانية، دون شروط مسبقة، والاستفادة من جهود مبعوثي الأمم المتحدة إلى الصحراء (المينورسو)، في إطار قرارات مجلس الأمن الحالية لتوجيه الخطوات الحالية والمستقبلية.

وأضاف قائلا “أشعر بأسف لاستمرار انخفاض مستويات الثقة في المنطقة”، وحثّ الأطراف المعنية على التركيز على المصالح المشتركة، داعيا إياهم بإلحاح إلى تجنب التصعيد الجديد على مستوى الأقوال والأفعال.

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بالاستشارات الثنائية غير الرسمية، التي جرت تحت إشراف مبعوثه الخاص في نيويورك آذار/ مارس 2023، مع كل من المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا وأعضاء مجموعة الأصدقاء.

كما أعرب عن سروره لكون بعثة الأمم المتحدة للصحراء الغربية قد استأنفت دورياتها البرية في المناطق المجاورة للجدار الرملي، برفقة الجيش الملكي المغربي، مما يعزز قدرتها على تقييم التقارير عن إطلاق النار بشكل مستقل. ولاحظ أن المغرب أعلن نيته مواصلة احترام وقف إطلاق النار ومقتضيات الاتفاقات العسكرية، وتعاونه الوثيق مع البعثة المذكورة على جميع المستويات. ودعا المغرب للبقاء ملتزمًا بهذا الروح وعدم بناء بنية تحتية عسكرية جديدة غرب الجدار الرملي، متابعا قوله “من الأهمية القصوى أيضًا أن يمتنع الجيش الملكي المغربي عن القيام بأي نشاط عسكري يؤثر على السكان المدنيين ويعيق عمليات بعثة المينورسو شرق الجدار الرملي”.

وسجل أيضًا استئناف نشاط نزع الألغام في الشرق من الجدار الرملي؛ داعيا إلى تمكين مراقبي الأمم المتحدة العسكريين من تتبع التطورات في المنطقة بأمان، وموجها الشكر إلى الأطراف على تعاونها المستمر مع “المينورسو” في هذا السياق.

ومن جهة أخرى، أعرب غوتيريش عن قلقه من تدهور الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين بالقرب من تندوف. وقال إنه “بسبب جائحة فيروس كورونا وارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية على الصعيدين العالمي، يواجه اللاجئون الصحراويون نقصًا في المياه ونقصًا في الطعام وسوء التغذية وظروفًا مناخية قاسية، بما في ذلك عواصف رملية وفيضانات، ونقصًا في الإسكان الملائم وتدهورًا في البيئة والبطالة والفقر”، ووجه الشكر للمجتمع الدولي والحكومة الجزائرية على المساعدة التي قدماها للاجئين الصحراويين، مستحضرا النداء الموجه إلى المجتمع الدولي من لدن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية من أجل ضرورة بذل مزيد من الجهد وتقديم دعم عاجل إضافي لمواجهة هذا الوضع.

كما أبدى الأمين العام قلقه بشأن عدم الوصول المستمر “للمفوضية السامية لحقوق الإنسان” إلى الإقليم، وأهاب من جديد بكل الأطراف المعنية على احترام وتعزيز حقوق الإنسان لجميع الأشخاص في الصحراء الغربية، بما في ذلك حل القضايا العالقة في هذا السياق وزيادة تعاونها مع المفوضية السامية وآليات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان، وتسهيل مهام المراقبة المستقلة والموضوعية والشاملة والمنتظمة لأوضاع حقوق الإنسان، باعتبارها ضرورية لضمان حماية جميع السكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية