نيويورك (الأمم المتحدة) – “القدس العربي” – من عبد الحميد صيام: في لقاء عابر مع الصحافة المعتمدة، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء، أنه سيتوجه إلى أنتيغوا ودومينيكا لمعاينة آثار الأعاصير الأخيرة التي ألحقت أضرارا جسيمة بالمنطقة، ولحث الدول على تنفيذ إعلان باريس المعني بالمناخ.
وأشار الأمين العام إلى اجتماعه خلال الأسبوع الافتتاحي لمداولات الجمعية العامة، مع رئيس وزراء دومينيكا الذي قال إنه جاء مباشرة من خط الجبهة مع الحرب على تغير المناخ. وقال الأمين العام إن هذه العبارة ليست مبالغة، مشيرا إلى النماذج العلمية التي توقعت منذ فترة طويلة زيادة في أعاصير الفئة الرابعة والخامسة مثل إيرما وماريا. وقال “كان إعصار إيرما، الذي دمر بربودا، إعصارا من الفئة الخامسة، استمر لمدة 3 أيام متتالية – وهو الأطول بحسب سجل الأقمار الصناعية. وصلت سرعة رياح إيرما إلى 300 كيلومتر في الساعة لمدة 37 ساعة، وهي الأعلى المسجلة حتى الآن. هارفي وإيرما كانا أول إعصارين من الفئة الرابعة، يضربان الولايات المتحدة في نفس العام. وبالطبع، أعقبهما إعصار ماريا الذي أهلك دومينيكا وكانت له آثار شديدة على بورتوريكو. من النادر أن نرى الكثير من العواصف من هذه القوة في وقت مبكر جدا من هذا الموسم”.
وأشار الأمين العام إلى أن مستويات البحر ارتفعت أكثر من 10 بوصات منذ 1870. وعلى مدى السنوات الثلاثين الماضية، تضاعف عدد الكوارث السنوية المتصلة بالطقس 3 مرات تقريبا، وتضاعفت الخسائر الاقتصادية 5 مرات.
وفي هذا السياق أكد غوتيريش على التزام الأمم المتحدة بمساعدة المتضررين، مشيرا إلى النداء الذي أطلقته المنظومة الدولية بقيمة 116 مليون دولار لتغطية تكاليف الاحتياجات الإنسانية، ومثنيا على من تبرع لدعم المساعدات. لكنه أضاف أن الاستجابة لم تكن بالمستوى المطلوب، داعيا إلى التزام أكبر بالاقتصاد الأخضر ومكافحة تغير المناخ.
وأضاف قائلا “ستكون آليات التمويل المبتكرة حاسمة في تمكين البلدان لمواجهة الصدمات الخارجية ذات الحجم الكبير. نحن نعلم أن العالم لديه الأدوات والتكنولوجيات والثروة لمعالجة تغير المناخ. علينا أن نظهر مزيدا من العزم للمضي نحو مستقبل طاقة أخضر، نظيف ومستدام. مرة أخرى، أحث البلدان على تنفيذ اتفاق باريس بمزيد من الطموح”.
وفيما أشار الأمين العام إلى أنه سيعقد مؤتمر قمة المناخ في عام 2019، أكد أنه عازم على ضمان أن تعمل الأمم المتحدة على “حماية مستقبلنا المشترك، وأن تغتنم الفرص للعمل على مكافحة تغير المناخ”.
وردا على سؤال حول أثر إنسحاب إدارة ترامب الأمريكية من إتفاقية المناخ، قال الأمين العام إن المجتمع الأمريكي ممثلا بالبلديات وحكام الولايات ورجال الأعمال والمجتمع المدني قد أعلنوا إلتزامهم طوعا بالإتفاقية وستحقق هذه الإلتزامات النسبة المطلوبة من الولايات المتحدة كدولة حتى لو إنسحبت الحكومة.