غوتيريش تفقد نازحين في نينوى… ونائب ينتقد زيارته لمخيم يضم عائلات تنظيم «الدولة»

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: زار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الخميس، ‏محافظة نينوى العراقية، وأطلع على أوضاع النازحين في ‏المخيمات هناك، وسط اعتراض على زيارته، لمخيم يضم عائلات تنظيم «الدولة الإسلامية»(داعش).
وذكر المكتب الإعلامي لمستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، إن الأخير ‏زار نينوى بصحبة ‏غوتيريش الذي رافقته أيضا وزير الهجرة والمهجرين، ايفان فائق جابرو.
وأكد غوتيريش، دعمه الكامل لجهود العراق في إعادة النازحين، داعيا بقية الدول إلى أخذ دورها وإعادة رعاياها من مخيم الهول السوري.
وقال في كلمة له خلال الزيارة، إن «زيارته إلى محافظة نينوى وبالتحديد مركز الجدعة للتأهيل المجتمعي، تمثل أهمية كبيرة، للإطلاع على أوضاع النازحين» مشيرا إلى أن «أغلب هؤلاء النازحين هم من النساء والأطفال».
وعبر عن «دعمه الكامل لجهود العراق في إعادة النازحين» داعيا بقية الدول إلى «أخذ دورها وإعادة رعاياها من مخيم الهول السوري، مثلما فعل العراق».
وثمن «ما تبذله الحكومة العراقية من جهد مميز، رغم الصعوبات والتحديات التي تواجهها في هذا الملف الإنساني».
وحسب مكتب الأعرجي «زار المسؤول الأممي مركز الجدعة للتأهيل المجتمعي، للاطلاع على أوضاع النازحين ومستوى التأهيل النفسي الذي تقدمه الحكومة العراقية، بالتعاون مع المنظمات الدولية».
كما «عقد والوفد المرافق له اجتماعا مع الوفد الحكومي وممثلي المنظمات الدولية العاملة في مركز الجدعة للتأهيل المجتمعي».
وأكد الأعرجي، في كلمة له خلال زيارة مركز الجدعة في محافظة نينوى، أن «زيارة غوتيريش، إلى مركز الجدعة جاءت للاطلاع عن قرب على أوضاع النازحين» مشيرا إلى أن «غوتيريش، قد استمع إلى إيجاز عن الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة العراقية، لإعادة العوائل التي كانت في ظروف صعبة ودمجها بالمجتمع».

وأضاف أن «العراق يسعى جاهدا لاحتضان جميع أبنائه» لافتا إلى أن «الأمم المتحدة تقف وبقوة لمساعدة العراق في هذا الجانب الإنساني، وهو واجب المجتمع الدولي تجاه العراق، بعد أن قدم العراقيون خيرة أبنائهم، دفاعا عن الوطن والمقدسات، استجابة لفتوى المرجعية الرشيدة».
ولفت إلى أن «عملية الإعمار وإعادة النازحين وتأهيلهم تحتاج إلى موقف دولي ومساعدة المنظمات الدولية، لإنهاء هذه المهمة الإنسانية» مبينا أن «تحقيق الأمن والاستقرار لا يعود بالنفع على العراق فحسب، إنما على العالم أجمع».
وانتقد النائب محما خليل علي آغا، أمس، زيارة غوتيريش، إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى، معتبرا إياها «مسا لمشاعر الضحايا وأهالي المناطق التي تضررت من تنظيم الدولة الإسلامية».
وقال، وهو نائب إيزيدي عن الحزب «الديمقراطي الكردستاني» في بيان إن «مخيم الجدعة يضم عوائل الدواعش الذين أراقوا دماء الأنفس الزكية وهجروا العوائل المظلومة وعاثوا فسادا في المناطق التي احتلوها».

«بديل للدواعش»

المخيم «بديل للدواعش داخل العراق» حسب النائب، و«زيارته من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، إهانة للدماء التي أراقها الدواعش بكل برود أعصاب، كما إنها تتنافى مع برنامج الحكومة العراقية بمحاربة الدواعش».

أعرب من كردستان عن أمله بحل بالقضايا الخلافية بين أربيل وبغداد

وأضاف أن «هذه العوائل قنابل موقوتة داخل العراق، ما تلبث إلا وتنفجر، إذ إنها ما زالت متشبعة بفكر وثقافة الدواعش الدموية» معلنا عدم سماحه بـ «بخلق معسكرات بديلة للدواعش في مخيمي الجدعة في العراق، والهول في سوريا».
وزاد: «كان الأولى بالأمين العام للأمم المتحدة، زيارة النازحين المتضررين من الدواعش، والعمل على إعمار مناطقهم بدلا من زيارة مخيم الجدعة».
وتابع إن «جلب عوائل الدواعش هو بحد ذاته إثارة لمشاعر ذوي الشهداء وأهالي المناطق التي تضررت من الدواعش» مطالبا الأمم المتحدة بـ«عدم الضغط على العراق وإيواء عوائل إضافية للدواعش».
وعقب زيارته نينوى توجه غوتيريش، إلى أربيل حيث التقى رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، إذ أكد الأخير على «أهمية إيجاد حل جذري للمشاكل بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية بالتعاون مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي».
بيان لحكومة إقليم كردستان نقل عن غوتيريش قوله: «لإقليم كردستان مكانة خاصة في قلبي، ونضالات شعب كردستان وتضحياته لن تنسى، وآمل أن تظل كردستان دائما قوية وموحدة».
كذلك أعرب عن أمله بـ «التوصل إلى حل فيما يتعلق بالقضايا الخلافية بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية».
وعبر مسرور بارزاني عن شكره وتقديره إلى الأمم المتحدة على ما تقدمه من دعم ومساندة، «لاسيما من خلال ما تؤديه بعثة يونامي من دور فاعل في العراق وإقليم كردستان» مؤكدا على «أهمية إيجاد حل جذري للمشاكل بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية بالتعاون مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي» وفق البيان.
الاجتماع شهد كذلك «تسليط الضوء على الإصلاحات الشاملة التي تنفذها التشكيلة الوزارية التاسعة لحكومة إقليم كردستان، وأهمية حماية أمن إقليم كردستان واستقراره، وضرورة تطبيق اتفاق سنجار بما يشمل إخراج الميليشيات والجماعات المسلحة غير القانونية، وضمان عودة النازحين إلى مناطقهم».

ضمان للاستقرار والتقدم

وسبق أن وجه غوتيريش، الأربعاء، رسالة إلى دول العالم، فيما لفت إلى أن ‏العمليات السياسية الانتخابية الشاملة، ضمان للاستقرار والتقدم.‏
المسؤول الأممي أفاد، خلال مؤتمر صحافي عقد ‏في العاصمة بغداد، بأن زيارته الحالية هي «رسالة دعم للعراق خاصة في ‏ظل وجود حكومة جديدة» معربا عن امتنانه للدعم العراقي «لضحايا ‏الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا».‏
ورحب بـ«جهود العراق الرامية لتحقيق الاستقرار عبر الحوار والتعاون ‏والتنسيق الإقليمي» مؤكدا التزامه الكامل «بالعمل الذي يحافظ على وحدة ‏العراق».‏
وشدد على ضرورة «دعم الديمقراطية وإيقاف عمل الجهات المسلحة خارج ‏إطار الدولة ودعم الشباب وتوفير فرص العمل، ودعم القطاعات الزراعية».‏
وقال ‏‏»أشجع حكومة كردستان للحوار خاصة فيما يتعلق بالموازنة وقانون النفط ‏والغاز» مجددا التأكيد على أهمية تسريع تنفيذ «اتفاق سنجار».‏
كما عقد اجتماعا مع عدد من زعامات الأحزاب السياسية العراقية في القصر الحكومي، بدعوة من رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني.
وكشفت كتلة «الديمقراطي الكردستاني» أجندة اللقاء إذ ذكرت في بيان صحافي، أن «رئيستها فيان صبري حضرت اللقاء وعبرت عن «تأكيدها على تنفيذ المنهاج الوزاري الذي صوت عليه مجلس النواب ووافقت عليه الكتل السياسية المؤتلفة في إدارة الدولة والذي يتضمن في بنوده التنسيق والتعاون بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان في حل المواضيع العالقة بينهما، ودعم الأمم المتحدة للحوارات الجارية بين الطرفين وبذل الجهود لحل هذه المواضيع في ظل الأجواء الإيجابية التي تسود المباحثات بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان».
كذلك، شارك بافل جلال طالباني رئيس «الاتحاد الوطني الكردستاني» في اللقاء مع غوتريش.
‎بيان للحزب أفاد بأن اللقاء شهد «مناقشة بناءة باتجاه تطوير العراق وإقليم كردستان». وشدد على «إنجاح المساعي الوطنية من أجل حماية حقوق جميع مكونات الشعب العراقي وتقديم المزيد من الخدمات في البلاد».
‎وعبر طالباني عن «تقديره للدور الإيجابي لغوتيريش في التنسيق وتعاون الأمم المتحدة في العراق وإقليم كردستان» آملا «استمرارهم في جهودهم وخطواتهم في سبيل تقدم البلاد». وأكد «استمرار التنسيق وتواصل القوى والأطراف السياسية خدمة للمواطنين واستقرار البلاد».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية