استطاع سكان قرية بوغا تبه التابعة لولاية قارص، شرقي تركيا، إعادة إنتاج أحد أنواع الجبن النادر، الذي اشتهرت به الولاية قبل 141 عامًا.
وكان سكان المنطقة والمعروفون باسم “مالاكان” والذين تم إسكانهم من قبل القيصر الروسي الثاني ألكسندر نيكولايفيتش رومانوف هم أول من قام بإنتاج هذا النوع النادر من الجبن.
وبعد محاولات عديدة من قبل سكان قرية بوغا تبه، استمرت 5 أعوام، تمكنوا من إنتاج الجبن وأطلقوا عليه اسم “مالاكان” نسبة لهم.
وقال إلهان كوجولو، رئيس جمعية الحياة والبيئة في بوغا تبه، إن شعب مالاكان قطنوا في ولاية قارص بتعليمات القيصر الروسي الثاني ألكسندر عام 1877 وكانوا يصنعون هذا النوع من الجبن الذي يتميز بطعمه اللذيذ للغاية.
وأوضح، أن هذا النوع من الجبن يتم إنتاجه ما بين آذار/مارس وأيلول/سبتمبر، من كل عام، لذلك يتمتع بنكهة خاصة بخلاف باقي أنواع الأجبان الأخرى.
وأضاف، أن هذا الجبن يتميز بأنه عالي الدسم، ويميل مذاقه إلى طعم الحليب، إلا أنه بعد فترة يتحول مذاقه إلى نكهة الزبدة، ويتم أكله مع العسل أو المربى.
وأكد كوجولو أن هذا النوع من الجبن، يتم إنتاجه فقط في قرية بوغا تبه، إلا أنهم سيقومون بنقل طريقة تصنيعه لباقي القرى المنتجة للألبان والأجبان في الولاية.
وأشار أن إنتاج الجبن في القرية يدعم بقاء أهلها دون التنقل إلى مدن أخرى للعمل، حيث أنه يوفر لهم دخلًا وفيرًا.
ولفت إلى أن هذا النوع الجديد من الأجبان سيتم ضمه إلى قائمة الأجبان النادرة في متحف “الأجبان” الموجود في القرية والذي يحظى باهتمام السياح المحليين والأجانب.
وذكر كوجولو، أن المتحف يتكون من “ماندرا” (مكان يصنع فيه مشتقات الألبان) الذي يعود تاريخ إنشائه لعام 1880، وتم تحويله إلى متحف يضم العديد من الأجبان، وفتح أبوابه أمام الزوار.
وأضاف: “سبب فتح المتحف هو المحافظة على الأجبان المتنوعة في قارص التي تشتهر بـ 30 نوعًا، بينها 6-7 أنواع كانت في طريقها للانقراض، لكننا عرضناها في السوق مجددًا”.
وأشار كوجولو إلى أن المتحف يجذب الكثير من السياح القادمين إلى القرية.
وتابع: “افتتاح المتحف ولّد حركة اجتماعية في القرية، وتوقفت الهجرة منها، وبدأ إنتاج الجبن في 7 أماكن أخرى”.
وأوضح كوجولو أن “المتحف يضم إلى جانب الأجبان المتنوعة، الأدوات التي كانت تستخدم في ماندرا عام 1880 لصناعة الجبن، لاسيما مصفاة الحليب، وآلات التمليح”.
جدير بالذكر، أن سكان قرية أوج هرمان بولاية قرمان وسط البلاد، تشتهر بإنتاج جبنة “ديفلي أوبروك” التركية، المعروفة عالميا، حيث يتعمد سكان القرية التي تعد من أقدم القرى في المنطقة، في صناعة الجبنة على حليب الغنم.
كما أنهم يتبعون وسائل طبيعية في صناعتها ويحافظون عليها عبر تخزينها في مغارة يبلغ عمقها 36 متراً تحت الأرض، قبل أن يتم تقديمها على مائدة الإفطار.(الأناضول)