اربيل ـ ‘القدس العربي’ ـ من شيروان ملا إبراهيم: قال المستشار الاعلامي لرئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني لـ’القدس العربي’ ان التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بحق السعودية وقطر واتهامهما بدعم الارهاب في العراق، ‘غير واقعية ولا تستند إلى أدلة’، معتبراً ‘أن تلك الاتهامات قد تكون عبارات دعائية انتخابية مبكرة للمالكي، و لن تؤثر على العلاقات القائمة بين دول الخليج و اقليم كردستان العراق’.
وفي أول ردة فعل كردستانية (غير رسمية) على اتهامات رئيس الحكومة نوري المالكي، اكد الكاتب والمحلل السياسي الكردي ومستشار رئيس اقليم كردستان كفاح كريم، لـ’القدس العربي’ بأن ‘اتهامات المالكي غير واقعية ناهيك عن أنها لم تحتو على أية أدلة واقعية ومثبتة سوى الاتهام الكلامي المباشر و الجزافي’ على حد تعبيره.
وكفاح كريم مقرب من رئاسة كردستان العراق وأحد الوجوه الاعلامية البارزة والناطقة غير الرسمية في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود البارزاني.
وأضاف كفاح كريم في مجمل حديثه لـ’القدس العربي’، ‘برأيي فإن اتهامات المالكي بحق الشقيقتين السعودية و قطر هي عبارة عن جزء من تبادل الاتهامات غير المثبتة بين رجالات السياسة في الشرق الأوسط، والتي غالباً ما يتم استخدامها من قبل البعض لغرض الدعاية السياسية ليس إلا، ولهذا أتوقّع أنها كانت حملة دعائية انتخابية مبكرة للمالكي لغاية في نفسه’.
وحول عدم صدور أي موقف رسمي (مضاد أو مؤيد) من رئاسة اقليم كردستان العراق على شاكلة رئيس القائمة العراقية اياد علاوي الذي تحدث بعكس المالكي، وامتدح مواقف الخليجيين الداعمة للعراق، قال كفاح كريم لـ’القدس العربي’، ‘رئاسة كردستان غير ملزمة ومضطرة بالرّد على كل تصريح يصدر من بغداد أو الرياض أو الدوحة، كون المواقف السياسية الصادرة من حكومة بغداد ودوافعها، واضحة أصلاً لأصحاب الشأن’.
واوضّح ‘لهذا فان قيادة كردستان العراق ليست بحاجة لاصدار موقف مضاد أو مساند للمالكي ازاء تلك الاتهامات، كون النخبة الدبلوماسية وعقلاء ورجالات الدولة في السعودية وقطر وغيرهما من دول الخليج على دراية تامة ازاء ما يجري من اختلافات في العديد من المواقف السياسية التي تصدر من بغداد ومن أربيل، وهم يعلمون جيداً مدى واقعية المواقف العقلانية والحكيمة التي تصدر من أربيل عاصمة كردستان العراق’ على حد تعبيره.
أما حول تأثير اتهامات المالكي على العلاقات بين دول الخليج واقليم كردستان، قال كفاح كريم أنها لن تؤثر على العلاقات الجيدة بين الاقليم وتلك الدول إلا في حالات قليلة، واضاف ‘فمثلاً يوجد مستثمرون كثيرون من دول الخليج لهم مشاريع في اقليم كردستان، وفي هذه الحالة وعلى سبيل المثال لو منعت حكومة المالكي التأشيرة العراقية (الفيزا) لمواطني تلك الدول، فربما يلعب هذا الأمر دوراً سلبياً في عدم زيارة المستثمرين السعوديين أو القطريين الى اقليم كردستان، كون الاقليم جزءا من العراق ويخضع لحكومة المركز في هكذا حالات وهكذا قوانين عراقية عامة’.
وأكد بأن ‘اقليم كردستان لا يتبنى أبداً اتهامات ومواقف غير واقعية أو غير مدعومة بأدلة ثابتة ازاء أي من الدول أو الجهات الاقليمية بما فيهم دول الخليج الشقيقة، ناهيك عن أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد قلد وشاح الشرف لرئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني قبل الآن، كما أن الامارات والكويت تأتيان في المراتب الأولى من الدول المستثمرة بشكل كبير ومميز في اقليم كردستان من بعد تركيا التي تعد أكثر الدول استثماراً في الاقليم و في شتى المجالات’ على حد تعبيره.
جدير بالذكر أن اتهامات المالكي الأخيرة للسعودية وقطر بدعمهما للارهاب في العراق، شكلت جدلاً واسعاً في الأوساط العراقية، رافقها تصريح مغاير ومضاد لرئيس القائمة العراقية إياد علاوي، خصوصاً أن المالكي الحليف الحالي للرئيس السوري بشار الأسد، سبق وأن اتهم دمشق بضلوعها في عمليات ارهابية على الاراضي العراقية، ابرزها تفجيرات الأربعاء الدامي التي طالت مباني حكومية هامة في العاصمة بغداد، في اشارة اعتبرها مراقبون سياسون عيراقيون أن المالكي يستخدم اتهام (دعم الارهاب) ضد كل دولة أو جهة كلما شعر بخلاف سياسي معها و كما يحلو لمصالحه السياسية، على حد تعبير الذين اعترضوا على اتهاماته الأخيرة.