نواكشوط- “القدس العربي”:
يتواصل في موريتانيا الوقوف الحازم إلى جانب أهالي غزة، حيث ضربت قبائل في موريتانيا الرقم القياسي في التبرع بالأموال للأهالي المحاصرين وسط الدمار، وتحت نار الحرب الإجرامية التي تشنها إسرائيل ضدهم على مرأى ومسمع من العالم، وفي ظل خذلان ذوي القربى لهم.
وتجلى هذا الوقوف في إحدى أبرز صوره، في الفتوى التي أصدرها العلامة الموريتاني الصاعد الشيخ محمد الحسن ولد الددو، اليوم الخميس، وأكد فيها “أن إغاثة غزة أولى من أداء عمرة في رمضان”.
وقال الشيخ الددو: “أركان الإسلام مثل الصلاة مقدمة على غيرها، لكن ما دون الفرائض يُقدَّم عليه ما تعدَّى نفعه للناس كإغاثة أهل غزَّة بالمال، فهي أولى من العمرة في رمضان رغم فضلها”.
واستنادا لهذه الفتوى، تخلى عشرات الموريتانيين عن عادتهم أداء العمرة في رمضان ووجهوا المبلغ الذي كانوا ينفقونه فيها والمقدر بثلاثة ملايين أوقية موريتانية، إلى الأهالي في غزة عبر القنوات المؤتمنة على ذلك، يتقدمها الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني.
وتخلى حزب التجمع الوطني للإصلاح عن إفطاره السنوي ووجه مصروفاته التي بلغت سبعة ملايين أوقية موريتانية إلى إغاثة أهالي غزة.
وتحظى القضية الفلسطينية بإجماع من قبل الشعب الموريتاني، حيث نظمت القبائل الموريتانية مبادرات لجمع التبرعات تعاطفا مع الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وواصلت القبائل تسليم تبرعاتها المحصلة للأهالي في غزة، حيث سلمت قبيلة بني حسن 100 مليون أوقية، لممثل حركة حماس.
وأكدت مبادرة قرى الحسنيين لنصرة فلسطين “أنها وزعت ألف سلة غذائية على النازحين في غزة خلال الأيام الماضية من شهر رمضان الجاري، وذلك ضمن برنامج المبادرة الإغاثي المستمر لمساعدة أهلنا في غزة، والذي يشمل إفطارات للصائمين، وسلات غذائية، ومساعدات طبية، وبرنامج إيواء”.
وأعلن الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني الأربعاء “أنه تسلم مبلغ 300 مليون أوقية، لصالح الشعب الفلسطيني مقدمة من طرف قبيلة “تنواجيو”.
وكانت هذه القبيلة قد أطلقت قبل فترة مبادرة في صفوف أبنائها لجمع المبلغ المذكور مساهمةً منها في مؤازرة الشعب الفلسطيني.
وسلمت قبيلة أولاد عمني مبلغ 47 مليون أوقية موريتانية، للرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني، مؤكدة “أنها موجهة لإغاثة الأهل في غزة، المحاصرين والمشردين من طرف العدو الإسرائيلي المستند في جرائمه على الصمت الدولي والتخاذل العربي”.