“غور الأردن جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل، إلى الأردن! هذه الفكرة التي تقول إن غور الأردن جزء لا يتجزأ من إسرائيل تستند إلى تجربتنا الأمنية على مدى سنوات عديدة”، هكذا عاد وكرر موشيه بوغي يعلون على مدى السنين، أمام كل من كان مستعداً لأن يستمع إليه. على حد فهمه كوزير للدفاع، فإن غور الأردن هو السور الواقي الشرقي لدولة إسرائيل، ولهذا الغرض كان مستعداً في كانون الثاني 2014 لأن يقع في مواجهة حادة مع وزير الخارجية الأمريكي في إدارة باراك أوباما، جون كيري.
لقد عرض كيري خطة كان الجيش الإسرائيلي مطالباً فيها بأن ينسحب من نهر الأردن وتنصب بدلاً منه كاميرات حراسة وأقمار صناعية تحمي الحدود الشرقية. وفي رؤياه، رأى كيري إسرائيل كمجمع تجاري كبير تكفي الكاميرات وبضعة رجال أمن أن تحمي مواطنيه. وادعى بوغي بحزم بأن كيري مسيحاني ومهووس يوشك على أن يعرض مواطني إسرائيل للخطر. وحده التواجد الدائم والمكثف للجيش الإسرائيلي على نهر الأردن سيضمن ألا يصبح مطار بن غوريون ونتانيا أهدافاً لهجوم بالصواريخ من كل صوب. وعبر يعلون بهذه الأقوال عن تطلع معظم مواطني إسرائيل، وآمل أن اليوم، بعد أن انضم إلى “يوجد مستقبل” ألا يكون أخرج نفسه عن القاعدة وتنكر لما قاله هو نفسه.
خطة ترامب للسلام، “خطة القرن” التي نشرت في 28 كانون الثاني 2020، تتبنى فكرة بوغي يعلون. غور الأردن، هكذا تقرر، سيكون تحت سيادة إسرائيلية، وفتح طريق عملي لتحققها بشكل فوري، قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في تشرين الثاني 2020. وتؤيد هذه الفكرة الدول العربية المعتدلة التي تقيم علاقات وثيقة مع إسرائيل: السعودية، والأردن، ومصر، والإمارات.
إن قادة حزب “أزرق أبيض” الذين يوشكون هذه الأيام على تشكيل حكومة مع كتلة اليمين يتبنون هم أيضاً هذا النهج. بيني غانتس، بعد أن التقى الرئيس الأمريكي ترامب تعهد بأن يعمل على تحقيق خطة القرن بعد الانتخابات.
إن العنصر المهم في بسط السيادة على غور الأردن، على حد فهمي، هو الحاجة إلى بناء وتعزيز الطريق إلى غور الأردن، وهذا يمر بـ E1، التي هي “مفسيرت ادوميم”. وينبغي العمل فوراً على بناء مكثف يخلق تواصلاً إقليمياً وثيقاً أكثر بين “معاليه أدوميم” والقدس، يلامس الجامعة العبرية في حرم جبل المشارف وحي التلة الفرنسية. وإلا فإن “معاليه أدوميم”، في السيناريو السيئ، قد تصبح جيباً إسرائيلياً، ويتوقف نموها.
إلى جانب حقيقة أن الفلسطينيين سيسيطرون على محور سير مركزي من وسط البلاد إلى غور الأردن، يدور الحديث عن مساحة 12 ألف دونم تعود بلدياً لبلدة “معاليه أدوميم” وفي معظمها أراضي دولة. السلطة الفلسطينية ومؤيدوها في أوروبا سيواصلون الادعاء بأن في هذا إمكانية للمس بتواصل الدولة الفلسطينية، إذا ما وعندما تقوم. عملياً، هذه منطقة استراتيجية لحماية القدس، اعترف رؤساء الوزراء منذ إسحق رابين وحتى بنيامين نتنياهو بأهميتها.
لقد صادق نتنياهو مؤخراً على إيداع خطة بناء 3.500 وحدة سكن في “مفسيرت أدوميم”. هذا البناء سيؤدي إلى إقامة أحياء سكنية جديدة، ومشاريع صناعية، ونحو عشرة فنادق جديدة إلى جانب خزان مياه كبير. يمكن لهذا أن يكون إمكانية لإعادة زخم التجدد التشغيلي والاقتصادي للقدس، بعد أن فقدت هذه سكاناً أقوياء ونوعيين في صالح مدينة “موديعين”، التي أصبحت قصة نجاح من ناحية الطلب على السكن ومستوى الأسعار.
ليته تفكيراً تخطيطياً مناسباً يستثمر في “مفسيرت أدوميم”، بحيث لا تصبح مكان نوم نقي وأن تكون فيها مراكز ثقافية وتعليمية يتدفق إليها الناس، إضافة إلى سكانها المحليين. وبين الصخور الحمراء سيزدهر مركز مديني حديث حي وثائر يدمج جوانب الترفيه والثقافة المفعمة بالحياة، ومراكز تجارية، وأعمال تجارية وسياحة.
وملاحظة هامشية: حكومة نتنياهو ملزمة بأن تساعد قدر الإمكان الدول العربية المعتدلة على مواجهة وباء كورونا. سراً أم علناً، يمكن لمساعدة إسرائيل أن تكون من خلال أطباء يصلون إلى الدول العربية ويساعدون في تنظيم الجهاز الطبي في المستشفيات، ورجال تنظيم وتنفيذ يساعدون في ترتيب البروتوكولات التي تتصدى لـ “التباعد الاجتماعي”، إلى جانب دعم رجال وزارتي الدفاع الصحة، والموساد، في الحصول على أدوية ووسائل طبية أخرى لحماية المدنيين. ومن المهم أن تشارك إسرائيل مشاركة فاعلة في كفاح شرق أوسطي مشترك ضد كورونا.
بقلم: أوري كوهن
إسرائيل اليوم 113/4/2020
وقاحة ما بعدها وقاحة…..يضمون أرض الاخرين و كانها ….أرض السيد الوالد….