نواكشوط ـ «القدس العربي»: أكملت قبيلة الزولو القاطنة في أدغال جنوب أفريقيا مع استهلال ايلول/سبتمبر الجاري، وبطقوس غريبة، مراسيم تتويج ملكهم الجديد الأمير ميزيزولو سنغوبيل التي بدأت منتصف آب/أغسطس المنصرم.
وتجمع الآلاف من أبناء قبيلة الزولو لحضور حفل تتويج الملك ميزيزولو سنغوبيل في قصر نونغوما الملكي شرق البلاد.
وأول مراسيم التتويج هي ارتداء الملك لجلد أسد كان هو نفسه قد اصطاده رمزا للتمكن والتحكم والقوة، ثم خضوعه لعملية تبخير مكثفة، ولصبغ بمساحيق متوارثة، كما أن عليه أن يحمل أرطالا من التمائم الغريبة التي تشمل عظام قردة، وأذناب وحوش ترمز للقوة، وريشا لطيور ترمز للعلو والسمو.
ثم يتواصل حفل التتويج بدخول الملك في حظيرة المواشي المسماة بـ «الكارال» وهو موقع مقدس عند العائلة المالكة وعند الزولو، وسيقدم الملك في هذا الموقع لأرواح أسلافه الذين سيقبلونه ويباركونه ويعمدونه.
واشتد الصراع حول تاج الملك بعد وفاة الملك غودويل أزويلتهيني في مارس/آذار عام 2021 ووصل التنافس على عرش الزولو لدرجة أن نظم أمير منشق حفلة موازية توج فيها نفسه ملكا على الزولو، أكبر قبائل جنوب أفريقيا حيث يبلغ تعدادها 11 مليون نسمة.
وبعد خلافات ونزاعات اعترف رؤساء عائلات الزولو بالأمير ميزيزولو سنغوبيل (47 سنة) ملكا للزولو كما اعترف به رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في اذار/مارس الماضي؛ ومن المقرر أن تنظم حفلة رسمية لتتويجه في مدينة دوربان.
وتعتبر رتبة ملك الزولو أعلى مرتبة بين الزعماء التقليديين في جنوب أفريقيا. وليس لمليكهم سلطات سياسية لكنه يعتبر زعيما روحيا ورمزا من رموز الشعب الهامة، ويقتصر دوره على تسيير جانب من أراضي الزولو.
ويحكم الزولو ملك يتمتع بسلطة مطلقة، ولكل عشيرة رئيس ينتقل إليه المنصب بالوراثة، وقد جرت العادة بألا يقيم الزولو في القرى، وإنما يعيشون في تجمعات داخل عدد من الأكواخ المرصوصة فيما يشبه دائرة، تضم حظيرة للماشية ويحوطها سياج، أما الكارال الرئيسي فيتخذه الملك مقاما ويكون أكبر من غيره، وهو يشبه معسكرا حربيا.
وتشيد مساكن الزولو بأسلوب بسيط، لأن من عاداتهم كثرة الترحال، وأكواخهم دائرية ومسقفة بقباب، ومجردة من النوافذ وبابها عبارة عن فجوة صغيرة عرضها حوالي ستين سنتيمترا وارتفاعها حوالي خمسة وسبعين سنتيمترا، وليس في الكوخ إلا غرفة واحدة، ويقوم الرجال ببناء الهيكل الخشبي من الأغصان الطرية اللينة وبعدئذ تتولى النساء إكمال بناء الكوخ بتسقيفه بعناية بالأعشاب والقش حتى لا ينفذ منه المطر.