وعد قطز المؤمن بوعد الله بعث له جوابا يراه لا يسمعه وسير له الجيوش غير مبال بالقاعدين من الامراء، وقال لهم عندما نصحوه بالتسليم: ‘أنا ألقى التتار بنفسي.. فمن اختار الجهاد يصحبني، ومن لم يختر ذلك يرجع إلى بيته، وإن الله مطلع عليه، وخطيئة حريم المسلمين في رقاب المتأخرين (عن القتال) ‘ثم وقف يخاطب الأمراء ويقول: ‘يا أمراء المسلمين، من للإسلام إن لم نكن نحن’ قد يركن المتقاعسون ويقولون هذا من طبيعة الأمور فالاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا وذلك تعطيل وسوء فهم لمعنى الحديث وزمنه فكيف ينتصر الاسلام وهو ما زال غريبا؟ وهل ينتصر بالنخبة فقط؟ أم أنه سيصبح حالة عامة ويجتمع عليه معظم الناس حتى يتمكن؟ وهل هذه الغربة المقصودة تكون في آخر الزمان قبل القيامة عندما يرفع ويقبض الله الدين و العلم والبقية الصالحة من عباده؟ كيف نوازن بين هذا الحديث الذي قد يفهمه البعض نزوعا نحو العزلة الشعورية والجسدية عن الناس والمجتمع وبين الأحاديث الأخرى التي توصي بمخالطة الناس وخدمتهم وتجعل ذلك فوق أجر العبادات الشعائرية؟! لقد ورد في بعض أحاديث المبشرات ما يمكن أن نستنبط منه ولو تقسيما مبدئيا لحالة المجتمع الذي يتنزل عليه النصر فقد جاء في وصف حروب آخر الزمان أن الناس ينقسمون الى ثلاثة أثلاث ‘فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا’ أي أن الصلاح في المجتمع ما بين الشهداء والمجاهدين يجب أن يكون بنسبة الثلثين فهل أدركنا هذه النسبة حتى نستحق النتيجة؟ إذن فلا نطالب الله بحاجاتنا وآمالنا مع تأخر وقلة عملنا وتقديمنا في سبيل استنزال النصر فالله لو أراد الله تحقيق النصر بأمره فقط لكان أمره أسرع مما بين الكاف والنون ثلثا صلاح حتى يستقيم الأمر للاسلام ويصمد لمواجهة ثلث فساد وإفساد فماذا أدركنا من هذه النسبة حتى الآن؟ وهل ما حصل وظنناه شرا لنا هو خير لنا لاستكمال إعداد كان ناقصا في العامل البشري والمادي والامتحان الآن فيمن يتابع لاستكمال المتطلبات أو يركن ويأخذ عذر القاعدين لنفسه؟! وقد يخذلنا بكثرتهما ولكنه طالبنا سبحانه بإعداد الأسباب بأفضل ما نستطيعه وما زلنا في بداية مرحلة الإعداد التي تتطلب أن نعود الى الناس والى المجتمع لنعود معهم وبهم بخطوات مدروسة وأقدام ثابتة الى قمة الهرم مرة أخرى، في الاسلام ليس هناك تفويض لأناس دون غيرهم ولكنه كما قال المقدادلرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر :يا رسول الله إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون. يجب أن نعود الى الناس والى المجتمع لنعود معهم وبهم الى الحضن الواسع لنحمل جميعا في شراكة قوية فكرة يجب أن تسع الجميع ويجدوا لهم فيها فسحة وقبولا وتفعيلا. د . ديمة طارق طهبوب
سلمت يداك يا د. ديمة…
من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يتبعهم إلا أثنان وثلاثة ….والناس هذه الأيام تقيس الحق بعدد أتباعه ….!