منذ أيام أعلن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن قراءاته لهذا الصيف، وهو طقس اعتاد عليه كل عام، أن يعلن عن تلك القراءات عبر حسابه في تويتر، ولعل القائمة التي يذكرها ويظهر فيها كتاب لمؤلف ما، تعتبر قائمة حظ فعلا وأشبهها بقوائم الجوائز التي تستدعي شغف القراءة، لدى الناس، حتى لو كانت الأعمال مغمورة والمؤلفين غير معروفين. وحتى لو لم يقرأ أوباما كتابا واحدا من تلك القائمة. هذه ليست مشكلة على الإطلاق، فهناك من سيتتبعها ويحصل على الكتب كلها، ويقرأها أو لا يقرأها، ليس مهما أيضا والمهم أنها كانت قائمة وضعها رئيس سابق يعشق القراءة ويكتب أيضا.
وأذكر في العام الماضي أن كاتبة أمريكية ليست معروفة كثيرا وجدت روايتها من ضمن قائمة الرئيس، ولم تصدق، وكتبت ذلك بصدق وأنها ممتنة كثيرة لباراك أوباما لأنه قفز بروايتها من رفوف البيع العادي، إلى رفوف الأعلى مبيعا، وقائمة “نيويورك تايمز” التي تعتبر أيضا جسرا واسعا جدا، تعبر عليه الأعمال الكتابية إلى جمهور واسع أيضا.
قائمة أوباما ضمت هذا العام كتبا روائية وقصصية لكتاب أمريكيين وغير أمريكيين، ومنهم هيلاري مانتل وروايتها “عين الذئب”، التي حصلت على جائزة مان بوكر البريطانية منذ خمس أو ست سنوات، ولعل أوباما تأخر كثيرا في قراءتها، فقد طبعت مرات عدة، وأعتقد أنها تحولت إلى مسرحية أو شريط سينمائي، وهي رواية تاريخية عن حقبة من حقب إنكلترا وتاريخها الوطني بما فيه من خير وشر، وكانت برغم رتابتها، رواية معرفية اجتهدت الكاتبة في نحتها، بلغة عادية وسهلة.
أيضا توجد بين قراءات أوباما رواية لكاتبة شابة، أظنها روايتها الأولى، وهذه سياحة في المجتمع الأمريكي، وهي محظوظة بالطبع لأن الرواية وردت في قائمة سيتفحصها الملايين، بعين تتفحص ما يقرأه الرؤساء. وغالبا ستحصل على جائزة ما لأن الجوائز أيضا تشدها قراءة المشاهير وإشاراتهم، وأي كتاب يتم تداوله على مستوى كبير في سنة ما، إن لم يحصل على جائزة، فهو يحصل على الاحترام. وقد أشرت مرارا إلى تجربتنا العربية بعد تفعيل عدد من الجوائز الأدبية، واختيارها لقوائم سنوية، حيث ينتظر آلاف القراء تلك القوائم وكثيرون لا ينظرون إلى أي عمل خارجها حتى لو كان عظيما جدا، بالرغم من الإشارات الكثيرة التي يرددها مختصون وتوضح أن قيمة النصوص لا علاقة لها بالجوائز، وإنما بالتذوق الشخصي لمن كان حكما في لجنة.
هاروكي موراكامي دخل هذا العام قائمة أوباما، وموراكامي بالقطع دخل قائمة قراءات كل من أمسك كتابا ليقرأه، في أي مكان، ليس لأنه الأفضل في كتابة الروايات، بل لأنه الأشهر حاليا، الرجل الذي يكتب روايات طويلة جدا مليئة بالأعاجيب، ويقرأها الناس بلا ملل. إنها القراءة للظواهر، وموراكامي ظاهرة، سيقرأ بجدية ومتعة حتى لو كتب مجرد خربشة على الورق، ولكن لديه روايات مهمة فعلا مثل “كافكا على الشاطي”، و”IQ84″، التي صدرت بعدة أجزاء لا أدري لماذا؟ وكان يمكن أن تكون جزءا واحدا، وحقيقة لا يمكن إلزام كاتب بطريقة ما، فهذه طريقة موراكامي وتعجب محبيه، مثلما الأعمال القصيرة والمتوسطة تعجب آخرين.
هناك كتاب صينيون وآخرون من عوالم مختلفة، دخلوا قراءات أوباما هذا العام، وقد ذكر الرئيس الأمريكي السابق مرة، أنه يحب كتابة الخيال القادمة من أي مكان وأنه يستطيع بإيغاله في هذا النوع من الكتابة، معرفة أحوال الشعوب، وهذا صحيح لأن الخيال ليس اختراع نص من العدم، فقط وإنما عناقا للأساطير والميثولوجيا وأشياء كثيرة توضح ثقافة الشعوب وعلاقتها بالواقع.
الكاتب الليبي باللغة الإنكليزية، هشام مطر الذي وصل مرة إلى القائمة القصيرة لجائزة مان بوكر البريطانية، بروايته “في بلاد الرجال”، وصل إلى قراءات أوباما في العام الماضي برواية اسمها “العودة”، حصلت على جائزة بوليترز وهي جائزة أمريكية معروفة، ويمكن أن تحدث تغيرا كبيرا في حياة من يحصل عليها من الكتاب. أنا لم أقرأ هذه الرواية ولكن أذكر “في بلاد الرجال” التي صدرت مترجمة للعربية عن دار “المنى” السويدية، وكانت من الروايات القليلة التي يتشبث الذهن بعوالمها ولا يكاد يفلتها، رواية ذات أسلوب خاص وبنية متماسكة وعالم جديد خصيب، وهنا أؤكد أن مطر من الكتاب الذين خطوا لهم أسلوبا خاصا في الكتابة الروائية.
خيارات أوباما كثيرة بالنسبة لصيف فيه أيام قليلة، في رأيي ولا أدري هل هي حقا خيارات للقراءة، سيقضي الرئيس السابق وقته فيها؟ أم سيطلع على بعضها ويؤجل الآخر، أم لن يقترب منها، وينفق صيفه في أجواء أكثر سحرا من القراءة، مثل الرياضة والسينما، والتزلج على الجليد الصناعي، وإن كانت القراءة عموما في الغرب من العادات الروتينية، وكلنا يشاهد الغربيين يقرأون في القطارات والمطارات ومحطات الانتظار حتى لو كانت ردهات المستشفيات، ومع ذلك لن يكفي شهر أو شهران أو حتى عمر كامل ليقرأ الشخص ما أراد قراءته.
وشخصيا لدي في مكتبتي مئات الكتب التي أتمنى أن أجد وقتا لقراءتها، وكنت حين اقتنيتها، فعلت ذلك بغرض التهامها، ولم يمنحني الوقت أسنانا ذهنية ألتهم بها.
تحية لرئيس سابق يقرأ ويكتب أيضا، ومعروف أن أوباما كتب مرة مذكراته بصيغة أدبية جيدة، وطبعا بمساعدة محررين أدبيين لأن النص الأدبي وغير الأدبي في بلاده، لا ينجز وينشر إلا لو وضع فيه محرر متمكن بعض بصماته.
إنها صناعة الكتابة التي نحتاجها بشدة هنا والتي لا يقوم بها في الوطن العربي إلا ناشرون قليلون.
*كاتب سوداني
أما أن يأخذ أحدهم أموال الفقراء ويتاجر بمعاناتهم من أجل أن يكون رئيسا وكفة العدل تميح معه ولا تنصفهم فهو لا يمكن أن يقارن بأوباما حتى بعد أن أنهى هذا الأخير فترة رئاسته
وعن صاحبة الشأن فهي بمرشحها تشق عباب الإنتخابات لتصل في النهاية إلى حيث أرض مساحتها جلد ثور.
عنوان (قراءات الرؤساء) ومحتويات مقال رائعة يا أيها الزول السوداني أمير تاج السر، والأهم لماذا هي رائعة من وجهة نظري؟!
والدي في العهد الملكي العراقي أصدر أول كتاب له تحت عنوان (بين الاتباع والتقليد) لمناقشة مشكلة الحكم والإدارة بعد سقوط الدولة العثمانية، في العالم الإسلامي،
فالإشكالية كل الإشكالية، كم واحد يسمع/يُقلّد للطفيلي، مقارنة بعدد من يسمع/يُقلّد لحسن نصر الله، مع أنّ الأول كان مسؤول الثاني في حزب الله اللبناني، مقارنة بين قراءة باراك أوباما مع أقوال دونالد ترامب في أمريكا حالياً؟!
أو حتى في كل دول الهلال الشيعي على رأي (الملك عبدالله الثاني) بعد إحتلال العراق في 2004، في استباق الزمن لحجز مكانه بحجة أنه أولى بحكم الهلال الشيعي كونه من آل البيت، ??
والذي قشمر بذلك حتى د حارث الضاري وهيئة علماء المسلمين ليكون مقرّها عمان الأردن، بعد أن تم نتف ريشها من كل من قبل المشاركة بالعملية السياسية بدون تعداد لرفع حجج المظلومية عن أي مكوّن (الذي كان شرطها لقبول أي عملية سياسية بعد 2003)،
فمن يضحك على من هنا، ولصالح من، (قشمر/كمش) من وجهة نظرك (خامنئي أم دلوعة أمه (دونالد ترامب ونتنياهو)، أم رجب طيب أردوغان أم أمراء دول مجلس التعاون في الخليج العربي)؟!
لجر الأضواء حتى يكون صاحب أكبر عدد من القُرّاء أو المُقلدين ليضمن أكبر عائد من الخُمس وليس دعاية لفلان أو علان أو لمفهوم قراءة الكتاب فقط.??
??????
والله مكان أوباما هو كينيا مع البقر والثيران وحافي ونص عاري, سبحان الله الدنيا حظوظ ,,,قال رئيس قال
عنصرية بغيضة ما ظننا أننا نسمعها ممن رددوا منذ صباهم في دور التعليم: لافرق بين أبيض وأسود ولا بين عربي وعجمي….
عجيب أمرنا نحن العربان في ثراثنا منذ 14 قرن حاكم صاح بها مدوية خليفة من الخلفاء في وجه الجهلة: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهن أحرارا؟ غير أننا لازلنا نحمل بقايا الجاهلية!
الرجل يحاسب على أفعاله وأقواله ولا نلتفت للونه أو أصله.
لا اعرف ماذا يقرأ الزعماء العرب الان لكن الذي اعرفه ان اربعة زعماء عرب راحلين كانوا يقرأؤن بكثرة ولا يكتفون بالملخصات الصغيرة وهم الملك الحسن الثاني و الرئيس صدام حسين و الرئيس حافظ الاسد و الرئيس ياسر عرفات.و ان اثنين منهم لديهما منجزات كتابية غير الخطابات الرسمية بخط اليد هما الملك الحسن والرئيس وصدام..قريبا سيصدر كتاب بعنوان صدام حسين روائيا..يتناول الروايات التي كتبها بقلمه.و هو اول رئيس عربي يكتب رواية بنفسه.