تحابا، ولكن زواجهما رفضه والده لواء الشرطة، وكذلك أبوها العامل البسيط.
٭ ٭ ٭
سكنا في غرفة، بجوار المستوصف القروي الذي عملا فيه طبيبين.
معاً، تخصصا في أمراض القلب، وحصلا على زمالة كلية الجراحين البريطانية.
٭ ٭ ٭
فاجأها بحفلة عرس، وابنتهما تركض بين أقدام أمها، التي ترفل في فستان العرس الأبيض، وأبوها يضحك خلفها.. في نادي الشرطة.
أيام الجامعة، تعّلق بها لحيائها، وجمالها الهادئ، وعشقها للشعر.
اغترب عامين، وعاد لخطبتها، أخبره صديقه القاطن في شقة أسفلها، بأنهم أعلنوا خطوبتها بالأمس.
٭ ٭ ٭
عقدان من السنوات مرّا، تقابلا في عمل واحد، وجدها ثرثارة، متغضنة الوجه، نظراتها حادة.. أدرك معنى القسمة والنصيب.
أوفى بتعهده لها في الجامعة، وخطبها بشبكة رائعة، مخبرا أهلها أنه يعمل محاسبا.
٭ ٭ ٭
انتبه من غفلته على سيارة مقبلة، فسارع مرحبا بمن فيها، كان والدها، فعبأ سيارته وقودا، وابتسم هو يتلقى الثمن.
٭ ٭ ٭
غاب شهرا لم يزرهم.
فوجئ بها قادمة في سيارة أبيها إلى محطة الوقود.
سافرَ في عطلة منتصف العام إلى بلدته، اشتكى لإخوته كما هي عادته من سلاطة لسان زوجته، وعبوسها الدائم.
انتفض أخوه الأكبر ثائرا، أقسم أن يزوّجه الثانية.
« لنا ابنة عم ثلاثينية لم يأتها النصيب، وعندي شقة فارغة»
٭ ٭ ٭
عاش مستمتعا مع زوجته الثانية، مدركا أنه كان ظاهرة صوتية، مجرد شاكٍ.
في الطائرة، جلست إلى جانبه، وغرقا في حوار ماتع.
ـ «من هذه يا أبي؟»
تساءل أبناؤه الذين عادوا معه، وكانوا في المقعد خلفه.
بيقين أجاب: إنها زوجة أبيكم.
ابتسامة وترحيب منها لهم، ثم أحاديث قصيرة.
ملامحها راضية، وكلماتها راقية.
تمنوا أن تكون أمهم مثلها.
أُعجِبت بذكائه ونشاطه وشبابه ووسامته، عندما عمل في شركتها.
أعجب بجمالها وحسن قيادتها، وبجمالها الأربعيني.
اتفقا على زواج سري، في شقة مجاورة للشركة، حتى لا تحرج أبناءها.
وهبته مالا وسيارة، وجعلته شريكا.
٭ ٭ ٭
بعد سنوات، باح لها برغبته في زوجة شابة تكون أما لعياله.
أخبرته أنها محبة له على أي حال.
اعتاد أن يسكب في أذنيها العشق تغريدا، والحميمية ترنيما.
سألها صراحة: وماذا عن زوجك؟
أجابته اختصارا: لا أستطيع العيش دون رجلينِ.
تمكن السرطان من جسدها، فلم يفارقها جهاز الأوكسجين.
يعود من عمله مشتاقًا لها، يعد الطعام، ويتغدى مع الأولاد على فراشها.
يتطلع لها بحب وصبابة.
تنظر له بامتنان.. ووداع.
كاتب مصري