قضية بوراوي: الجزائر تهاجم المخابرات الفرنسية وتتحدث عن يد للمغرب.. وباريس تبحث عن التهدئة ـ (فيديوهات)

حجم الخط
38

الجزائر- “القدس العربي”:

تحولت قضية الطبيبة والناشطة السياسية الجزائرية أميرة بوراوي، إلى أزمة دبلوماسية عاصفة بين الجزائر وباريس، إلى درجة حديث الإعلام الرسمي عن قطيعة بين البلدين تنهي العلاقات الودية التي سادت في الأشهر الأخيرة. في غضون ذلك، ذكرت بوراوي في تصريحاتها، أن الرئيس التونسي قيس سعيد هو من سمح لها شخصيا بالمغادرة.

وفي برقية خارجة عن المألوف، شنت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، هجوما لاذعا على السلطات الفرنسية، واتهمت المخابرات الخارجية الفرنسية تحديدا بتنفيذ خطة تقضي بتقويض العلاقات الجزائرية-الفرنسية، يتم تنفيذها من قبل عملاء سريين و”خبارجية” (متخابرين) وبعض المسؤولين في هذا الجهاز.

وكالة الأنباء الجزائرية تهاجم المخابرات الفرنسية وتؤكد أن حدوث القطيعة مع باريس لا يبدو بعيدا

ونشرت الوكالة التي تمثل الخط الرسمي للسلطة، أن المصالح الفرنسية لم تعد تخفي مناوراتها، بل أضحت تعلنها أمام الملأ وفي وضح النهار وها هي اليوم على وشك بلوغ هدفها المتمثل في إحداث القطيعة في العلاقات الجزائرية-الفرنسية.

وطرحت الوكالة علامات استفهام، بخصوص كيف أن “امرأة ليست صحفية ولا مناضلة ولا تحمل أي صفة، يتم إجلاؤها إلى فرنسا، وفي ظرف 48 ساعة يتم استقبالها وتمكينها من التحدث في بلاطوهات قنوات تلفزيونية عمومية”، وذلك دليل حسبها على أن المخابرات الفرنسية أعلنت التعبئة العامة “لخبارجيتها” وبات هدفها واضحا.

وأضافت تقول بلغة تحذير: “ليعلم هؤلاء أنه إذا فكرت فرنسا في تكرار سنة 2023، سيناريو “خليج الخنازير” فأنهم قد أخطأوا في العنوان”. وشرحت كلامها بالقول: “الجميع يعلم أنه يوجد على مستوى المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي، خطة تقضي بتقويض العلاقات الجزائرية-الفرنسية، يتم تنفيذها من قبل عملاء سريين و”خبارجية” وبعض المسؤولين على مستوى المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي ووزارة الخارجية الفرنسية وكذا بعض المستشارين الفرنسيين من أصل جزائري لا يخفون ولعهم وتبجيلهم للمخزن (النظام المغربي)”.

وفي ختام البرقية، أبدت الوكالة أسفها لرؤية كل ما تم بناؤه بين الرئيسين تبون وماكرون لفتح صفحة جديدة بين البلدين، ينهار وحدوث القطيعة لم يعد بعيدا على ما يبدو.

من جانبها، اختارت الخارجية الفرنسية لغة حذرة في التعليق على القضية بعد الأبعاد الكبيرة التي أخذها الموضوع لدى الجانب الجزائري. وقال فرانسوا دلماس، المتحدث باسمها، إن بلاده تعتزم مواصلة العمل تعميق علاقاتها الثنائية مع الجزائر.

وأوضح الدبلوماسي في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، أن ما حدث مع أميرة بوراوي قضية فردية، وليس بأي حال من الأحوال إجراء خارجا عن المألوف، مؤكدا أن الناشطة مواطنة فرنسية ومن حقها أم تحظى بالحماية القنصلية.

وبخصوص موقف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي قرر سحب السفير من فرنسا، رفض دلماس التعليق، متحججا بأن الأمر قرار يخص الجزائر، تماما مثلما تجنب الرد على احتمال أن تكون هذه القضية عائقا أمام إتمام زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى باريس المقرر في أيار/مايو المقبل.

وفي سياق تفاعلات القضية، خرجت أميرة بوراوي الموجودة بباريس حاليا عن صمتها، مفندة الأخبار التي تم تداولها عن ضلوع المخابرات الفرنسية في عملية إجلائها من الجزائر.

وأبرزت بوراوي في حوار على “قناة تي في 5 موند”، أنها بالفعل غادرت التراب الجزائري بطريقة غير شرعية نحو تونس، عبر معبر أم الطبول الحدودي بولاية الطارف أقصى الشمال الشرقي للجزائر، لكن ذلك لم يكن بمساعدة أحد، على حد قولها.

وذكرت الناشطة أن السفارة الفرنسية لم تكن على علم بالقضية، إلا عندما تم اختطافها في تونس على يد الشرطة بعد أن أطلقت النيابة سراحها وحديث المحامين والمنظمات الحقوقية عن القضية، ليقوم بعدها القنصل الفرنسي بالتدخل ويعلن أنها تحت الحماية القنصلية الفرنسية لمنع ترحيلها للجزائر.

وفي تصريحات أخرى مثيرة، استغربت الناشطة في حديثها من التطورات التي أخذتها قضيتها، بينما يغادر يوميا جزائريون حسبها البلاد بطريقة غير شرعية عبر البحر، كما أن هنك مسؤولون جزائريون لهم جنسية فرنسية ومقيمون في فرنسا، متسائلة عن سبب عدم طرح المواضيع الحقيقية التي دفعتها لهذا الخيار، مثل منعها من السفر بطريقة تعسفية ومنعها من العمل منذ 5 سنوات وملاحقتها المستمرة من الجهات الأمنية.

وكشفت بوراوي عن وقوف الرئيس التونسي قيس سعيد شخصيا وراء قرار السماح بمغادرتها تونس نحو فرنسا، بعد التدخل الذي قامت به السفارة الفرنسية.

كشفت بوراوي عن وقوف الرئيس التونسي قيس سعيد شخصيا وراء قرار السماح بمغادرتها تونس نحو فرنسا، بعد تدخل السفارة الفرنسية.

وفي هذا السياق، تحدثت مصادر إعلامية، عن وجود أزمة صامتة بين الجزائر وتونس، على خلفية هذه القضية، وأشارت إلى إغلاق الجزائر بعض معابرها الحدودية لساعات أمام التونسيين في أعقاب هذه الحادثة، لكن على الجانب الرسمي الجزائري، لا يوجد ما يشير إلى لوم السلطات التونسية، وكان كالعادة أول اتصال أجراه وزير الخارجية التونسي الجديد (البعض ربط إقالة سلفه بحادثة بوراوي) مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة.

وعلى المستوى السياسي في الجزائر، لا تزال تتدفق البيانات المستنكرة لطريقة ترحيل الناشطة أميرة بوراوي، مستعيدة نفس المصطلحات التي استعملتها الرئاسة الجزائرية التي عن عملية إجلاء سرية وغير قانونية لرعية جزائرية يعتبر تواجدها على التراب الوطني ضروريا بقرار من القضاء الجزائري. وعلى هذا الأساس، كان الرئيس عبد المجيد تبون، باستدعاء سفير الجزائر بفرنسا، سعيد موسي، فورا للتشاور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابو عمر:

    لدي سؤال واحد لو كانت محجبه وتحمل الجنسيه الفرنسية هل المخابرات ألفرنسيه أخرجوها من الجزائر ؟

    1. يقول جيلالي الجزائري:

      طبعا لا فالمحجبة ولاؤها لربها وحده عز و جل و ليس لأحدمما خلق كيفما كان.

  2. يقول قلم حر في زمن مر:

    فرنسا الاستعمارية العنصرية المنافقة البغيضة المقيتة المتغطرسة التي تكيل بمكيالين هي من كان وراء العشرية السوداء التي عشناها في تسعينيات القرن الماضي وكذلك هي وراء تسييس الحراك لضرب وحدة واستقرار الجزائر فرنسا التي فجرت القنبلة النووية في الصحراء الجزائرية بالتعاون مع دويلة إسرائيل هذي عقود وعقود وعقود

    1. يقول عابر سبيل:

      وفرنسا هي من وراء الزلازل والبراكين والفيضانات، المروك هو من وراء الجفاف والديكتاتورية في بلاد الجزائر،
      اتقي الله يا أخي ولا تعطي الأمر اكثر من حجمه، حكم عقلك ولا تدع المتحكمين في ثروات البلد يعبثوا بعقولكم، بالأمس كانت الشماعة هي المغرب، اليوم فرنسا وتونس، هل العالم كله ضدكم؟
      وحسبنا الله ونعم الوكيل

  3. يقول سعد المغربي:

    عبثا النظام الجزائري يقارن نفسه بقوة عظيمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد السوفياتي ..مدعيا الندية مع فرنسا !!!!!…. عندما قارن قضية بوراوي بأزمة خليج الخنازير التي اشتعلت بين الاتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة الأمريكية في الستينات .،و اقتربت أن تندلع حربا نووية بينهما…..كرم الله عبدا و نظاما تعرف قدرها!

  4. يقول Ali:

    كلما حصلت مصيبة في الجزائر الا و تكلمت السلطات الجزائرية عن يد مغربية فيها. الا مصيبة حفيد مانديلا الذي أصبح راسبوتين أفريقي يفعل بالجزائر ما يشاء ليست هناك يد مغربية. الجزائر تبحث عن حرب مع المغرب و تنتظر من يامرها بذلك.

  5. يقول عبد الله:

    هذا دليل انها كانت عميلة للمخابرات الفرنسية في الجزائر.

  6. يقول ابن الوليد. المانيا. ( و على تويتر ibn_al_walid_1@ ):

    المغرب .. المغرب .. المغرب .. هو السبب ..
    .
    سقطت الصومعة .. المغرب ..
    تقطع الحداء .. المغرب ..
    مافيش حليب … المغرب ..
    .
    ما هكذا تورد الابل يا جارة .. ?

    1. يقول هيثم:

      أخي ابن الوليد: المخزن المغربي هو السبب فأنت تعرف أن علاقاتنا متوترة جدا حاليا مع فرنسا و الجزائر و تونس… و الغريب أن مستشارين فرنسيين من أصل جزائري عملاء للمخزن هم من شارك في هذه المؤامرة لنسف العلاقات الجيدة بين فرنسا والجزائر. طبعا كل المشاكل و الأزمات لديهم سببها المخزن. طاحت الصومعة علقوا الحجام … أي سقطت الصومعة الحلاق هو السبب. تحياتي.

  7. يقول Dina:

    كما يقول المثل المصري اذا كان الذي يتحدث مجنون فالمستمع عاقل. كيف للمغرب ان تكون له يد في هذه الأزمة وعلاقته جد سيئة بفرنسا حاليا. مت كثرة ما استعملت شماعة المغرب أصبحت أضحوكة القاصي والداني. النظام في الجزائر القى بكل مشاكله على المغرب حتى التي لا يصدق عقل ولا منطق انها بفعل المغاربة

  8. يقول فؤاد:

    إذا كان المغرب تدخل في الأمر فعلا فهو إذا قوة ضاربة. و الأرجح كما العادة هو اتهام المغرب بكل ما يقع في الجزائر من مصايب

  9. يقول متتبع حر:

    المهم هو دور المخزن في القضية…رغم ان العلاقات جد متوترة بين المخزن من جهة وفرنسا وتونس من جهة اخرى
    ومن فهم شيئا اخر ينورنا؟؟؟

  10. يقول م...ح:

    ما عسى الميت ان يفعل أمام غاسله.

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية