قطر تبدأ العد التنازلي للمونديال وسط اطمئنان على سير العمل لاستضافة نسخة تاريخية

حجم الخط
0

الدوحة: أيام قليلة، ويبدأ العالم كله بشكل عام والمسؤولون في قطر بشكل خاص، العد التنازلي لآخر أربع سنوات على انطلاق فعاليات بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم في أحضان الخليج العربي.

وربما كان من الصعب على كثيرين قبل سنوات، أن يتفهموا مشاركة لاعبين عالميين وأساطير مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي نيمار، في هذه النسخة لكون قطر أصغر بلد في التاريخ من حيث المساحة تستضيف فعاليات البطولة العالمية.

ولكن الاستعدادات الجادة والرائعة التي تقدمها قطر لاستضافة البطولة، قد يجعل منها نسخة فريدة وتاريخية من أوجه عدة على الرغم مما أثير في الفترة الماضية بشأن ظروف العمال وحقوق الإنسان للعاملين في مشروعات كأس العالم.

أربع سنوات فقط تفصل قطر عن استضافة مئات الآلاف من المشجعين من كل أنحاء العالم، من المنتظر أن يتوافدوا على الدوحة في آن واحد لمتابعة فعاليات البطولة التي تنطلق في 21 تشرين ثانd/نوفمبر 2022 على مجموعة من الاستادات الجديدة عالمية الطراز.

ويتصدر قائمة ملاعب البطولة استاد “لوسيل” الذي تبلغ سعته أكثر من 80 ألف مشجع ليستضيف المباراة الافتتاحية للبطولة وكذلك المباراة النهائية المقررة في 18 كانون أول/ديسمبر 2022 .

وينتظر أن يزور قطر خلال هذه البطولة نحو مليون ونصف المليون مشجع من جميع أنحاء العالم.

وعلى مدار التاريخ الطويل لكأس العالم، ستكون هذه النسخة المرتقبة في قطر تجربة جديدة وفريدة للمشجعين في العديد من الأمور بصفتها أول بطولة كأس عالم للكبار تقام في منطقة الشرق الأوسط وفي بلد عربي وإسلامي كما ستكون أول نسخة تقام في فصل الشتاء (الأوروبي) .

كما ستكون أول نسخة تقام فيما يشبه مدينة واحدة نظرا للتقارب الشديد بين أماكن الاستادات الثمانية التي تستضيف البطولة مما يجعلها فرصة فريدة ليس للاعبين والمسؤولين فحسب وإنما للمشجعين أيضا حيث يمكنهم حضور أكثر من مباراة في اليوم الواحد.

وينتظر أن يكتمل العمل تماما في هذه الاستادات الثمانية قبل عام 2022 علما بأن سبعة منها جديدة فيما جرى تحديث وتجديد استاد خليفة.

ويستطيع المشجعون التنقل بين جميع هذه الاستادات بسهولة ويسر من خلال خط المترو (القطار) الذي أنشئ حديثا لا سيما وأن أبعد هذه الاستادات يوجد على مسافة 35 كيلومترا فقط شمال الدوحة وهو استاد “البيت” في منطقة الخور.

وبمجرد الخروج من محطات المترو الموجودة بجوار الاستادات، سيكون على المشجعين قطع مسافة قصيرة للغاية سيرا على الأقدام حتى يصلوا إلى المدرجات وذلك في طقس معتدل للغاية خلال هذا التوقيت من العام.

كما راعى المنظمون في قطر بعدا في غاية الأهمية خلال العمل في استعدادات المونديال، وهو البعد الخاص بالاستدامة وضرورة أن يوفر هذا المونديال إرثا للأجيال القادمة.

ومن المنتظر تقليص سعة عدد من هذه الاستادات بعد المونديال لتكون نحو 20 ألف مشجع في كل استاد على أن توجه المقاعد المتبقية إلى عدد من البلدان النامية.

وذكر المنظمون في قطر أن تكلفة الاستضافة تبلغ 23 مليار دولار، لتكون هذه هي النسخة الأعلى تكلفة في تاريخ البطولة.

ويرى المنظمون في قطر أن هذه التكلفة ليست لاستضافة البطولة، فحسب وإنما ساهمت في تحديث العديد من مشروعات البنية الأساسية في البلاد كما ساهمت في الإسراع بعملية التنمية.

وقبل أربع سنوات على انطلاق البطولة، تبدو الدوحة كموقع كبير للانشاءات، حيث تنتشر الروافع والحفارات في العديد من المناطق إضافة لمئات من العمال في كل من هذه المواقع.

وترغب قطر في أن يغير المونديال الصورة المرسومة لدى كثيرين عن هذا البلد، بأنه مجرد إمارة غنية بالغاز ويتمتع مواطنوها بأعلى دخل للفرد في العالم.

وفيما يشكك البعض في قدرة قطر على توفير أماكن الإقامة لهذا العدد الضخم من الزائرين والمشجعين خلال فترة المونديال، أكد المنظمون: “سيكون هناك عدد كاف من الغرف للجميع. في الفنادق والعديد من البواخر وغيرها من وسائل الإقامة”.

ورغم المشكلة التي خلفها قرار المقاطعة من قبل جيران قطر، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، حيث ألقى القرار بظلاله على عملية استيراد مواد البناء من الخارج، تجاوز المنظمون في قطر هذه المرحلة وأكدوا أن العمل في جميع الاستادات سيكتمل قبل المونديال بوقت كاف. (د ب أ)

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية