مدريد: قالت مصادر بالحكومة الإسبانية اليوم الثلاثاء إن جهاز قطر للاستثمار (صندوق الثروة السيادي القطري) الذي تبلغ أصوله 300 مليار دولار يعتزم الاستثمار في المشروعات الإسبانية التي تمولها صناديق الاتحاد الأوروبي للتعافي من جائحة كوفيد-19 بموجب اتفاق من المقرر أن يُوقع خلال زيارة أمير قطر لمدريد هذا الأسبوع.
ويمثل الاتفاق الثنائي أول اتفاق رئيسي بين دولة أوروبية ودولة غير عضو في الاتحاد الأوروبي يستهدف زيادة فاعلية برنامج “الجيل المقبل) التابع للاتحاد الأوروبي، والذي ستحصل إسبانيا منه على 70 مليار يورو (73.33 مليار دولار).
وقال أحد المصادر إن من المتوقع توقيع الاتفاق غدا الأربعاء بين جهاز قطر للاستثمار وجهاز الاستثمار الإسباني (كوفيدس) خلال زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للعاصمة الإسبانية.
وأضاف أن من المقرر تطبيق الاستثمارات في مشروعات الاستدامة والرقمنة في غضون ما بين عامين وثلاثة أعوام.
وقال المصدر دون أن يعلن أرقاما “لدى جهاز قطر للاستثمار ميزانية تبلغ عمليا 40 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا… استثماراتهم مركزة للغاية في آسيا ويريدون الاستثمار أكثر في أوروبا”.
طموحات التحول إلى مركز للطاقة
قال المصدر إن إسبانيا تريد زيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال من قطر من أجل أن تضمن استمرارية إمدادات الغاز. وتملك الدولة المطلة على البحر المتوسط سعة تخزين فائضة في محطات الغاز الطبيعي المسال ولديها أكبر مصانع في أوروبا لإعادة تحويل الغاز المسال إلى الحالة الغازية مرة أخرى، وتهدف إلى تحويل نفسها إلى مركز لإمدادات الغاز للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لتقلل اعتماد تلك الدول على روسيا في مجال الطاقة.
وفي عام 2019، قبل أن تقلب جائحة كوفيد-19 معادلة العرض والطلب على مستوى العالم كانت نسبة الغاز الطبيعي المسال من قطر، وهي أكبر دولة مصدرة في الوقت الحاضر، 11 في المئة من واردات الغاز الإسبانية. وتقول هيئة الغاز الإسبانية (كوريس) إن الصادرات من الجزائر ونيجيريا وروسيا والولايات المتحدة لعبت دورا أكبر منذ ذلك الوقت.
ولأكبر شركة للغاز في إسبانيا وهي نيترجي عقدان الآن مع قطر غاز، التابعة لشركة قطر للطاقة. وتبلغ كمية كل عقد 0.75 مليون طن سنويا وأحدهما يسري حتى عام 2024 والآخر حتى عام 2025. وقال مصدر في الشركة لرويترز إنه ليس لديها أي خطط فورية لتمديد أو توسيع نطاق الاتفاقين.
ورفضت شركة ريبسول وهي الشركة الأخرى الإسبانية الكبيرة التعليق على إمكانية أن تبرم عقدا لشراء الغاز القطري.
وتصدر قطر حاليا 77 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا لكنها تهدف إلى الوصول إلى 126 مليون طن بحلول عام 2027.
ورفض مصدر بالحكومة الإسبانية تحديد ما يمكن أن يتجه إلى إسبانيا من الطاقة المضافة، واعترف بأن طموحات إسبانيا لأن تكون مركزا للغاز مقيدة بسبب افتقارها إلى قدرة إعادة التصدير نحو الشمال.
وقال “في الوقت الحاضر طاقة التصدير لدينا منخفضة لكن من مصلحتنا أن نضمن إمدادات الغاز”.
ووصل أمير قطر إلى مدريد اليوم الثلاثاء واجتمع مع ملك وملكة إسبانيا. ومن المتوقع الإعلان عن اتفاقات أخرى بين إسبانيا وقطر خلال زيارته منها اتفاق مع المؤسسة العامة إيبردرولا التي يملك جهاز قطر للاستثمار الحصة الأكبر من أسهمها.
(رويترز)